لهذا أدعو إلى ملء استمارة لمقاضاة صحافة البهتان

16 فبراير 2017 21:55
لهذا أدعو إلى ملء استمارة لمقاضاة صحافة البهتان

هوية بريس – وليد مسعودي

بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فلا يخفى على القاصي والداني العناوين التنفيرية من العلماء الربانيين والدعاة المصلحين التي نشرت في صفحات جرائد صحافة النتن والقذر، ولن أستطرد في ذكر الأمثلة والحوادث، إنما أكتفي بالإشارة إلى بعضها من باب التذكير فقط.

لعل أكثرنا لم ينسَ كذب “قناة لا أحب ذكر اسمها” على الداعية الفاضل الشيخ عبد الله النهاري -وفقه الله لكل خير- حينما تحدث عن البيوت التي تهدمت بحي بوركون بالدار البيضاء، وخاض في بعض المسائل التي تمس جهات معينة، حيث عبر عن الحزن والكمد لكونه سمع بحدوث وقائع مماثلة لم يُحاكَم فيها أحد، لكنهم أخذوا كلامه على أنه استهزاء وسخرية من الضحايا وعائلاتهم واستغلوا ابتسامته وهو يضحك ضحكة المكلوم على سوء تدخل المعنيين بالأمر وقوات الإنقاذ الذين أول شيء فعلوا هو منع الناس الذين كانوا ينقذون الضحايا من إتمام إنقاذهم؛ من باب “شر البلية ما يُضحِك” إذ افتتح المتكلم في (الربورتاج) كلامه قائلا: “بهذه الحركات وهذا التمايل وبلغة السخرية التي ارتسمت في محيى الشيخ عبد الله النهاري الذي استهزأ بمشاعر ضحايا فاجعة انهيار ثلاث عمارات بمنطقة بوركون، وفي هذا الشريط الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي… يكشف بالملموس الإساءة التي خلفتها أقوال الشيخ”، وقال مقدم نشرة الأخبار: “جراح أسر الضحايا النفسية عمقتها تصريحات الشيخ عبد الله النهاري، فساق كلام الشيخ بتغيير في الأسلوب وبعض العبارات ومفهِماً الناس شيئاً لم يقصده الشيخ، فقال مُشعِراً أنه يسوق كلام الشيخ: “إن من خرج لصلاة الفجر نجى ومن بقي في المنازل هوت عليه البنايات”، ويمكن سماع هذا الكلام في مقطع في اليوتيوب بعنوان: “فاجعة بوركون ورأي قناة -لا أريد تنجيس أناملي بكتابة اسمها- فيما قاله الشيخ النهاري”.

ولما رجعت إلى شريط الشيخ وجدتُ أنه لم يقل صلاة الفجر، إنما ذكر التراويح، وهم أوهموا الناس بأنه يقول “إن المطيعين الذين خرجوا ليصلوا صلاة الفجر أنجاهم الله لأنهم طائعون، والذين تركوا الصلاة عاقبهم الله بمعصيتهم”، والشيخ لم يقصد هذا مطلقا، فانظروا إلى التدليس، وأقولها دائما: “التدليس حرفة إبليس”، إنما الشيخ قصد أن من خرج نجى ومن بقي حصل له ما حصل للضحايا، والدليل قول الشيخ في شريط موجود في اليوتيوب بعنوان: “تعليق نهاري على فاجعة بوركون” في الدقيقة “3” و”59″ ثانية قائلا: “فمات واستُشهِدَ تقريبا -لحد الآن- ثمانية أو تسعة وجُرِحَ العشرات”، ومن المعلوم أن من يرى الناس عصاة ماتوا على ضلال لن يحسبهم شهداء.

وحملاتهم الشرسة ضد العلماء والمشايخ معروفة، بل وجدت بعض الرسوم الساخرة فيها ما فيها من مس المقدسات واستفزاز مشاعر هذا الشعب المسلم.

قد يقول قائل: “إن بهتانهم واضح، ونعرف بحمد الله الباطل وأهله كما نعرف الحق وأهله، فلماذا نبين ضلالهم الذي لا يحتاج إلى بيان؟ ولم مقاضاة هذه الصحافة القذرة مسموعة كانت أو مقروءة أو مرئية؟”.

أقول وبالله جل وعلا التوفيق: بيان بهتان القوم ومقاضاتهم أولا من باب تغيير المنكر بالوسائل المشروعة والخطوات القانونية، ومن باب الدفاع عن أعراض الناس ودفع الظلم والبهتان عنهم، كما أنه ليس لأجل من يعرف أكاذيبهم، وإنما لأجل شريحة من الناس سلمت عقولها لهذه الصحافة الوسخة، وقد وجدتُ أُناساً طعنوا في بعض الدعاة إلى الله بسبب ما سمعوه من افتراءات هذه الصحافة الهدامة، وقد وجدت مقاطع على اليوتيوب تُظهِرُ أناسا على القناة المذكورة من أُسَر ضحايا فاجعة بوركون يدعون على الشيخ النهاري ظانين أنه استهزأ بهم وبموتاهم -رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته؛ آمين-، وهذا دليل على أن افتراءاتهم وإن لم تكن تجد سبيلا عل عقول من يستمع لهؤلاء الدعاة ويعرف منابرهم الدعوية في المساجد وغيرها فإنها تجد سبيلا على نفوس من سلموا عقولهم لهذه الصحافة النَّتِنة.

فإلى متى السكوت؟؟؟ إلى أن تُقَسِّمَ هذه الصحافة مجتمعنا إلى فريقين؟؟؟ واحد يحب العلماء الربانيين والدعاة المصلحين وآخر يرميهم بالحجارة ويبصق في أوجههم كلما لقاهم في الشوارع؛ بعدما قسموا المجتمع إلى فريقين: واحد يأخذ الخبر من أصله ويتحرى التبين وآخر لا يأخذ الأخبار إلا من عند صحافة العفن؟؟؟ إلى متى؟؟؟ إلى أن تتسبب في فتن أكبر مما تسببت فيه إلى حد الآن؟؟؟

أما قضية شيخي العلامة الفقيه الأصولي المسند الشريف الحسن بن علي الكتاني المالكي الأثري -حفظه الله ونجاه من شر من لا يخافون رب العالمين- فلا أحتاج إلى الكلام عن قضيته ولا عن تبرئته، فقد وددتُ دعوة الغيورين على دينهم ووطنهم والحريصين على وحدة الوطن والتحام هذا الشعب المغربي إلى ملئ استمارة تُنشَر على مواقع التواصل الاجتماعية بعد اتهام الشيخ الشريف -حفظه الله وأمتع بطول عمره- بتكفير صحفي، وقد كنتُ ممن قرأ رد الشيخ الشريف عليه دون أي عبارة تُشعِرُ أو تُوهم بالتكفير.

فأدعو من هذا المنبر إلى ملء استمارة لمقاضاة هؤلاء القوم، كما أدعو المحامين والحقوقيين الغيورين إلى الوقوف بجانب من ظُلِمَ من العلماء والدعاة وسائر الناس، وأرجو أن أرى استمارة تجول في مواقع التواصل الاجتماعي في أقرب وقت كما رأيتُ الاستمارة ضد قرار منع النقاب التي دلت على أن الغيورين موجودون بحمد الله.

فاللهم أرحنا من كل ما يمس وحدة هذا الشعب وأبناء هذا الوطن الحبيب واصرف عنا الشر ولا تمكن أهله من فعله؛ آمين.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M