ما سر هذه الحرب على الشريعة والشعائر؟!

12 مايو 2017 11:07
حوار قصير مع أحد دعاة "الأمازيغانية" عن تحقيق هوية الأمازيغي

هوية بريس – عبد السلام أجرير
من ينظر إلى هذه الحرب الضروس على شريعة الإسلام وقواعده وفروعه، يحسب أن الشريعة هي التي تحكمنا من الألف للياء، ويظن أننا قد أقمنا منهج الإسلام في حياتنا كلها، ويخال من قوة الحرب أن للمسلمين قوة واقعية راجعة للشريعة…
ونحن إن نظرنا لحال المسلمين وجدناهم في حالة يرثى لها، لا هم في العير ولا في النفير، تخلف كبير، وبعد عن شرع الله في جل المجالات، فلا الفقه يسير حياتنا، ولا الأخلاق تنظم سيرتنا، ولا الحدود موجود منها شيء في عقوباتنا، بل أخلاقنا أصبحت أقبح من أخلاق اليهود والنصارى في مجالات كثيرة…
اقاموا الدنيا ولم يقعدوها على منع التعدد في الزواج، وهو ليس يتعدى نسبة 2 في المائة في كافة الدول الإسلامية…
طنطنو رؤوسنا بضرورة المساواة في الإرث، وكثير من التركات لا تقسم في واقعنا كما أنزل الله أصلا، بل لا يزال في زماننا مجتمعات جاهلية تحرم المرأة من الإرث جملة وتفصيلا…
ينادون بعدم منع الخمر، وأنت حيثما يممت وجهك وجدت قارورة خمر فارغة ملقاة على الأرض، وأصبح سعر الخمر أرخص من جل المشروبات الغازية أو يساويه…
يجرمون الحدود وينادون بحذفها من الفقه، مع العلم أن الحدود لا وجود لها في العالم الإسلامي، ولا تحتكم إليها إلا دولة واحدة -حسب علمي- وحتى هذه الدولة تنتقي في إيقاع الحد فلا تنجزه غالبا…
والأمثلة كثيرة جدا تبين لنا أن المسلمين غير مستمسكين بشرعهم كما ينبغي التمسك، وأن ما يتم النداء بتغيره على مستوى الفهم والنصوص هو أصلا مغير على مستوى التطبيق والعمل…
من هذا المنطلق نعلم يقينا ان الحرب أشعلت ليس لصد المسلمين عن شريعتهم، فهم أصلا في صدود عنها غالبا، ولكن أرادوا القضاء على الرموز والشعارات والفكر الصحيح، ودحر كل أمل باق في مخيلة المسلمين للرجوع إلى شريعتهم وحضارتهم، حتى لا تبقى لهم فرصة للنهوض مرة أخرى.
((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)).
والله المستعان وعليه التكلان.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M