محسنة سطات وإفحام عصيد

18 فبراير 2019 10:54

هوية بريس-ذ.عبد الحق التويول

لا يخفى على أحد ما لسفينة عصيد من دور كبير في جلب شبه محشوة بمخدرات التنوير والحداثة التي ما لبث القرصان عصيد يسطو عليها جملة من الغرب، باذلا ما بوسعه من طاقة لإغراق عقول المغاربة عامة والشباب خاصة بها، ولعل آخر شبهة جلبها وحاول ترويجها في الأيام القليلة الماضية هي تلك التي تتعلق ببناء المساجد ، حيث هاجم القرصان كعادته فاعلي الخير متهما إياهم بسوء إنفاق المال وتضييعه فيما لا نفع فيه، حيث قال أن كل مسلم يفكر في فعل خيري يكتفي ببناء مسجد ، علما أن المواطنين (حسب زعمه) ليسوا بحاجة إلى مساجد بقدر ما هم بحاجة إلى مدارس ومستشفيات ومعامل وغيرها من الضروريات التي تعود عليهم بالنفع، وهي مما لا يلتفت إليه المسلمون المحسنون الذين لا يركزون إلا على المساجد التي لا تعلم إلا العويل والبكاء ولا تعود بأدنى نفع على الأمة، وهي الشبهة التي لقت رواجا خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتها أمواج الصفحات وعصفت بها الردود بين مؤيد ومعارض ، خاصة وأن القرصان عصيد روجها كعادته بأسلوبه التنويري( التخويري) الحداثي (الخباثي) نافثا سمومه ومفرغا مكبوتاته الفكرية في الإسلام والمسلمين.
وبما أن كل ما يتمنى عصيد لا يدركه فإن رياح الخير سرعان ما تهب وتربكه، ولعل آخر نسمة مباركة تزامنت قدرا مع شبهته هي تلك التي هبت عليه من مدينة سطات حاملة رسالة مفحمة بطلتها امرأة أبت إلا أن تتصدق بحوالي مليار و200 مليون سنتيم لبناء مدرسة وترميم أخرى ، وقبلها امرأة من وجدة شيدت مدرسة عليا للتجارة والتسيير، وهما نموذجان لامرأتان مغربيتان حرتان مسلمتان لم يحملهما على هذا الصنيع غير حبهما الخير لهذا الوطن ولأبنائه وطمعهما في مرضاة الله تعالى، سيرا على خطى أمنا وأمهما فاطمة الفهرية مؤسسه جامع القرويين القبلة التي داع سيتها وغطت شهرتها العالم ليس فقط باعتبارها مسجدا وإنما كذلك باعتبارها منارة للعلم ومصنعا لمحاربة الجهل والتعصب والحقد الذي لا زال معششا في عقلية القرصان عصيد لا لشيء إلا لأنه يكره المسجد و لم يلجه قط مفضلا قضاء كل وقته متسكعا في بحور الشبهات.
نعم هذه نسمات مباركة هبت من مدينة سطات وجدة وفاس وتهب من كل ربوع المملكة لتبرهن وبالملموس على أن مسألة العمل الخيري عند المغاربة المسلمين الأحرار رجالا ونساءً مسألة لا تقبل مزايدات وهي تجري في أرواحهم الطاهرة مجرى الدم من العروق، وتؤكد أنهم مستعدون في أي وقت لمد يد العون لبعضهم البعض سواء احتاجوا إلى مسجد أو إلى مدرسة أو إلى تعبيد طريق أو حفر بئر أو شراء أضاحي العيد أو تجهيز موائد الإفطار أو بناء مستشفيات أو معاهد أو كليات أو غير ذلك مما تواترت به الأخبار في جميع البلاد الإسلامية وليس المغرب فقط حيث يسترزق عصيد، وهي لا شك أعمال تمتح من عمق هذا الدين الذي يربط الإنسان بخالقه ، والذي لا ينص على عمل دون غيره او يشجع على صنف دون آخر وإنما يشجع ويدعو إلى كل خير قليلا كان أم كثيرا قولا كان أم فعلا مصداقا لقول الله تعالى (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة: 110 (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) المزمل: 20، وغير ذلك من الآيات والاحاديث الشيء الكثير الذي يدعو إلى مطلق العمل الصالح دون تقييد، المهم هو أن تعمل خيرا وأن تقدم لنفسك ولغيرك شيئا يعود عليك وعلى الناس بالنفع في الدنيا والآخرة، هذا الشيء الذي يأبى القرصان عصيد كما قلت إلا أن يخصصه ببناء المساجد في احتقار تام لهذا العمل الجليل ولأهله مع العلم أن الواقع يؤكد أن العمل الخيري جار على قدم وساق في كل المجالات ، اللهم في مجال واحد هو مجال الغوغاء والكلام الفارغ الذي لا يعرف إليه المحسنون سبيلا ، غير المحسن عصيد وزمرته فهم من تخصصوا في الغوغاء بخطبهم الجوفاء ودروسهم التكويرية (كور وعطي للعور) وهم من ينفقون أوقاتهم وكل مجهوداتهم فيه دون أدنى نتيجة تذكر.
وعليه ألا ترى أيها القارئ اللبيب أن عصيد بدل أن يفتح فاه بالتنقيص من أسياده المحسنين مبخسا ما يقومون به من أعمال جميلة جليلة مفتريا عليهم اقتصارهم فقط على بناء المساجد دون غيرها من المدارس والمستشفيات و….، فقد وجب عليه طبقا لما يروج له من قيم المصداقية والوضوح أن يطلعنا على برنامجه العملي الإنساني الكوني الذي صدع به رؤوسنا، وليخبرنا بجرأته المعهودة هو وتياره العلماني المتطرف كم مدرسة وكم من مشفى شيدوا وكم طريقا عبدوا وكم من أرملة أغثوا وكم من شاب وشابة أنقذوا؟
أم أنهم مفلحون فقط في تشييد الأوهام وتعبيد الطرق نحو التيه والضلال واستغلال ذوي الحاجة والفاقة وإغراق الشباب في بحور من الموبقات؟؟؟
ثم لماذا رغم ما يبديه المقدام عصيد من شجاعة لنفث سمومه وتصويب سهامه تُجاه المحسنين (علما أن ما يقمون به من أعمال خيرية تبقى أعمال تطوعية تدخل في باب الإحسان وهي ليست واجبة عليهم)، نراه ضامرا جبانا ولا يكاد يصوب ولو أصبعا واحدا تُجاه المسؤولين والسياسيين والمنتخبين والبرلمانيين ولا يكاد ينطق بكلمة توجيهية في حقهم باعتبار أن المشاريع التنموية وفك العزلة وتعبيد الطرقات وبناء المدارس والمستشفيات وكل ما ينادي به من اختصاصهم وهو كنه مسؤوليتهم ولا علاقة للمحسنين به، ومع ذلك نجده تُجاههم لا يكاد يُبين؟؟
فهل المانع جبن أم جهل؟ أم هما معا؟؟
نسأل الله تعالى أن يكون المانع خيرا

آخر اﻷخبار
7 تعليقات
  1. مالكم مع هاد عصيد. خليو الكلب ينبح حتى يعيى و حتى واحد ما يجيب له خبر. راكم بهاد الردود ما تزيدو ليه غير الشهرة والتشجيع.

    14
    4
  2. كل ما يقول عصيد صحيح لا تبنى المساجد إلا ادا كان للإنسان العيس الكريم فاله موجود في كل مكان وصلاة الجماعة لا تحتاج لمساجد مزخرفة وتبنى بالملايير

    5
    14
  3. عصيد علماني متطرف يكاد يكون له هدف واحد و وحيد في الحياة و هو محاربة معتقدات المغاربة الدينية. هذا المخلوق تزوج مزان زواج متعة و كتب العقد و فيه أنهما تزوجا على سنة الوثن ياكوش و هي نشرت الوثيقة و هو لم يكذبها و لم يرفع دعوة ضدها بتهمة التشهير مثلا. فهذا الحاقد المرتزق المدفوع له بلا أدنى شك من جهات تحارب دين المغاربة جبان لا يستطيع أن يواجه المغاربة بحقيقة معتقده و هو أنه وثني يعبد صنما و مالا و شهوات. أتجدى عصيد المتنور أن يواجه المغاربة بأنه وثني حتى يعرفوا لماذا يكره دينهم و يقاتل من أجل إخراج البسطاء التفكير من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر. أتحداك يا عصيد ترليون مرة أن تفصح للمغاربة صراحة أنك وثني. لا تكن جبانا و صارح المغاربة إن كان لديك مثقال ذرة من شرف.

    12
    5
  4. للأخ علي منازلنا نحرص عليها ونزوقوها والمساجد نخليوها يجريو فيها طوبات،لا ياأخي المسجد أولى بالعناية ولأنه مصدر الأمن الروحي للمجتمع وركيزته الإجتماعية،وفيه نتعلم ديننا ومنه ندعوا وفيه نربي وهو ملجأ التائبين ومهوى أفئدة العابدين القانتين المتبتلين،ويكفي أن نعلم أن من تعلق قلبه بالمساجد يكون في ظل الله يوم لاظل إلا ظله،وأهل الدعوة لما يطرقون باب أحد ويسألهم أهل الدار من الطارق فهم لايقولون أهل الدعوة إنما يقولون المسجد وإذا فتح الباب دعوا صاحب الدار للمسجد،فالمسجد روح الأمة وإذا راحت الروح راحت الأمة.والمسجد إذا قام بدوره حق القيام تحقق العيش الكريم في المجتمع.فالمسجد فضله لايقارن مع أي مؤسسة أخرى،وكلها لاتوازي حجرة بمسجد،المسجد بيت الله.

  5. لقد سبق لي أن كتبت تعليقا على المدعو صعيد في جريد إلكترونية [ هسبريس] ،حول امتناع عن انتقاد السياسيين ،و بعض الشخصيات خوفا منهم او تواطئا معهم ،و لكن لم ينشر ،
    بالنسبة لي شخصيا المدعو عصيد هو علماني ملحد متطرف ،لا غير كتاباته فارغة لا تضيف شيئا يذكر .

  6. عصيد ليس بمسلم
    ولم يقل يوما أنه مسلم
    وللإسلام خمسة أركان فهل يأتي بواحد منها؟
    وعليه فينبغي التعامل معه على أنه غير مسلم …. وما يصدره من تصريحات هي تصريحات إنسان غير مسلم
    وإن كان اّلأمر غير ذلك فليصرح به

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M