من المعتقلين الإسلاميين بفاس إلى من يهمه الأمر: “صرخة استغاثة”

22 فبراير 2017 14:53
إدارة سجن بوركايز بفاس توضح حقيقة توزيع سجناء أحداث الحسيمة

 

هوية بريس – متابعة

توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين عن طريق العوائل بصرخة استغاثة من المعتقلين الإسلاميين القابعين بسجن رأس الماء 1 بفاس بالتزامن مع ذكرى احتجاجات 20 فبراير إلى من يهمه الأمر هذا نصها:

من المعتقلين الإسلاميين بفاس إلى من يهمه الأمر: “صرخة استغاثة”

“الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين و بعد،

عصفت رياح ما اصطلح عليه بالربيع العربي و هبت نسائمه على بلادنا فخرج الشعب المغربي بتاريخ 20 فبراير 2011 يرفع شعارات يطالب من خلالها بمحاربة الفساد، فكان خطاب ملك البلاد في 09 مارس 2011 بمثابة تجاوب فوري مع نبض الشارع، وفي نفس السياق أبرم اتفاق 25 مارس التاريخي الذي أحيا الأمل في قلوب المئات من المعتقلين الإسلاميين وعائلاتهم و محبيهم.

وشكل دستور 25 يوليوز من نفس السنة الترياق الذي تم به تجاوز هذا الإعصار الذي عصف بأنظمة العديد من الدول العربية، وأدخلها في دوامة من اللااستقرار  السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني.

واعتبر العديد من المتتبعين دستور 2011، دستور الحريات العامة والحقوق الأساسية بامتياز، فقد نص الفصل 22 من الباب الثاني من هاته الوثيقة أنه: “لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص في أي ظرف ومن قبل أي جهة كانت، خاصة أو عامة.

لا يجوز لأحد أن يعامل الغير، تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة الإنسانية. ممارسة التعذيب بكافة أشكاله ومن قبل أي أحد، جريمة يعاقب عليها القانون”.

كما تنص الفقرة الرابعة من الفصل 23 من نفس الباب على أنه: “يتمتع كل شخص معتقل بحقوق أساسية و بظروف اعتقال إنسانية، و يمكنه أن يستفيد من برامج للتكوين و إعادة الإدماج”.

غير أننا وبعد خمس سنوات من تبني هذه الوثيقة وفي خرق سافر لمقتضيات ومنطوق دستور 25 يوليوز 2011، وضدا للتوجهات العامة بالبلاد القاضية بأنسنة السجون وتغليب فلسفة الإصلاح والإدماج على فلسفة العقاب، وكون العقوبة السجنية سالبة للحرية وليست حاطة لكرامة الإنسان، و بعد تغييب تام لمضامين توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي اعتبرت حينها صمام الأمان يحول دون تكرار الانتهاكات السابقة، نتعرض لأشد أنواع المعاملة القاسية و الحاطة من الكرامة الإنسانية، ويا ليت شعري اقتصرت هذه الخروقات على ذواتنا لكنها شملت أهالينا وأبناءنا و صرنا رهائن لتوازنات جيوسياسية وشماعة تعلق عليها كل الإخفاقات.

فهذه صيحة استغاثة من أقبية مظلمة إلى جميع الجهات الرسمية المتدخلة في ملفنا وكذا إلى جميع الأحرار ببلادنا أن يهبوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من آدميتنا، ويمسحوا دموع أطفالنا الذين يتموا قسرا و أن يرفعوا الضيم عن زوجاتنا اللاتي رملن و نحن أحياء و يرحموا ضعف أمهاتنا اللاتي ثكلن وأبناؤهن في قبور الأحياء مدفونين.

والسلام عليكم

المعتقلون الإسلاميون بسجن رأس الماء 1 بفاس

20-02-2017″.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. فك الله أسركم.فهو نعم المولى ونعم النصير. أسلوب المقال رائع وفصيح.أيسجن مثل هؤلاء. ويترك الظالمون و الفاسدون و أصحاب العقول الخاوية.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M