من انتحار الكبار إلى انتحار الصغار.. وهذه المرة بسبب ما تبثه القناة الثانية

20 مايو 2016 23:25
من انتحار الكبار إلى انتحار الصغار.. وهذه المرة بسبب ما تبثه القناة الثانية

هوية بريس – عبد الله المصمودي

الجمعة 20 ماي 2016

بعدما جنينا منذ بداية التسعينيات قيما وسلوكيات منحرفة من المسلسلات الأجنبية التي تبث رغما عنا بقنواتنا الوطنية خصوصا المكسيكية المدبلجة، مثل العري وربط العلاقات المحرمة والخيانة الزوجية والتسيب الأسري وهلم جرا من سلوكيات الرذيلة؛ جاء الوقت لنجني من هاته المسلسلات المدبلجة والتي صارت التركية منها تحتل وقتا طويلا من قنواتنا وتفتن عددا كبيرا من نساء وفتيات المغرب وحتى ذكرانه.

قلت: جاء الوقت ليصير الأطفال هم الآخرون ضحايا لهاته المعاول الهدامة، إذ صدمنا جميعا ونحن نقرأ خبر طفل قلد انتحار بطلة المسلسل التركي “سامحيني”، قبل أن تلحقه العناية الربانية وتتدخل أمه في آخر لحظة لإنقاذ حياته من شنق محقق.

 فقد ذكرت، مصادر مقربة من أسرة طفل بمدينة شفشاون، لإحدى الصحف اليومية، “أن الطفل البالغ من العمر 10 سنوات، نجا من الموت بأعجوبة، بعد محاولة انتحار فاشلة، ناتجة عن تتبعه للمسلسل التركي “سامحيني”.

إذ حاول الطفل الانتحار، تقليدا لبطلة مسلسل “سامحيني” الذي يبث على القناة الثانية، والذي انتحرت بطلته في الحلقة الأخيرة حسب ما تداولته منابر إعلامية.

وأضافت المصادر أن الطفل شغوف بتتبع المسلسل معجب ببطلته، وبعد مشاهدته لحلقة انتحار البطلة قام بالتوجه إلى غرفة نومه، وحاول تقليد بطلته ومثله الأعلى، عبر شدّ مقبض حقيبة، ولفه حول عنقه، تمكنت الأم من استشعار أن ابنها في خطر فسارعت للبحث عنه قبل أن تجده بغرفته في حالة خطيرة ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بشفشاون، وتم تقديم الإسعافات الأولية إليه”.

هل قرأتم ماذا تمثل البطلة الوهمية في مسلسل الفجور والوهم والكذب والإلهاء؟!

قالوا تمثل بطلته المثل الأعلى لهذا الطفل الذي لا يتعدى عمره عشر سنوات.. أليست هذه نتيجة حتمية لإغراق المشاهد المغربي بهاته المسلسلات الماجنة، وفشل الأسر في القيام بواجب التربية وصون الصغار عن مهاوي الكبار؟!

أليست محاولة الانتحار هاته يتحمل مسؤوليتها القائمون على الإعلام الوطني في بلادنا؟!!

ثم كيف لأسرة أن تترك أبناءها ضحايا لهذا المجون والعفن؟!!

إن انتقال جريمة الانتحار من الكبار إلى الصغار في المغرب مشكلة لا ينبغي أن نمر عليها دون أن نتوقف لإيجاد حلول لهاته النتيجة المزرية، وإلا كما صار الانتحار عند الكبار ظاهرة تؤرق المغاربة، فقد يصبح لا قدر الله انتحار الصغار بدوره ظاهرة تؤرق المجتمع المغربي، خصوصا وأن شرائح كبيرة من المجتمع المغربي يعاني أطفالها من أزمات متعددة..

يذكر أن طفلا بنفس العمر كان قبل عامين قد انتحر بحي بن صفار في مدينة صفرو، بسبب التعنيف الذي تعرض له من طرف والدته على إثر حصوله على معدل ضعيف؛ ألم يكن هذا الطفل بدوره ضحية لهذا الإعلام الفاسد الذي لا يراعي قيما ولا تربية ولا سلوكا في ظل تخلي الأسر والمدرسة عن واجب التربية عن القيم والمثل والأحكام الشرعية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M