من فقه المالكية: الفزع إلى الصلاة عند الزلازل خشية أن تكون عقوبة

04 فبراير 2016 01:59
من فقه المالكية: الفزع إلى الصلاة عند الزلازل خشية أن تكون عقوبة

ذ. نور الدين درواش

هوية بريس – الخميس 04 فبراير 2016

قال الإمام المالكي أبو الحسن اللخمي في كتابه “التبصرة”:

“فصلٌ: فزعُ الناس إلى الصلاة عند الأمر يحدث

وأرى أن يفزع الناس إلى الصلاة عند الأمر يحدث مما يخاف أن يكون عقوبة من الله سبحانه كالزلازل، والظلمات، والريح الشديدة، وهو قول أشهب في الظلمة والريح الشديدة، وقال: يصلون أفذاذًا أو جماعة إذا لم يجمعهم الإِمام ويحملهم عليه..” (2/615).

فهل يعاملون تراثنا المالكي بمثل ما يعامل به أهل العلم والدعوة والفضل الغيورين على هذا الشعب وعلى هويته ودينه، ممن نحسبهم من الصادقين كالشيخ الكريم الوقور يحيى المدغري حفظه الله؟؟

إن المؤمن يستدل بتغير الأحوال إلى الشدة والضيق والقحط، والجذب والزلازل على فساد أحول الناس لقوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

فالله تعالى حكم عدل لا يصيب الناس بسوء أو مكروه إلا جزاء ما تقترفه أيدي بعضهم من الذنوب والمعاصي.

قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).

وقال: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ).

وقال: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)

وهذا مما قصه الله علينا عن أحوال الأمم السابقة فقال تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

فعلى العلمانيين الماديين الذين يريدون الوقوف عند مجرد الأسباب المحسوسة ونسيان المسبب أن يكذبوا صريح القرآن في عشرات النصوص… ليستقيم انحرافهم وتستبين زندقتهم فقد سئمنا من تقيتهم ونفاقهم…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M