ندوة قيمة بعنوان: «حاجتنا إلى صلاح القلوب» بمشاركة ثلة من الأساتذة والمشايخ

05 مايو 2016 22:42

هوية بريس – مصطفى بونمار

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله وسلَّم على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلَّم تسليماً كثيراً

أمَّا بعد :

إن من يدرك خطر مرض قسوة القلب في الدنيا والآخرة ويشعر عظم فداحة الآثار المترتبة عليه لاشك انه سيسارع إلى معالجته ومداواته

وحسبنا هذا التهديد الإلهي المخيف  (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)

قَالَ مَالِكُ بنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللهُ: (مَا ضُرِبَ عَبْدٌ بعُقُوبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ قَسْوَةِ قَلْبٍ، ومَا غَضِبَ اللهُ عَلَى قَوْمٍ إِلاَّ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قُلُوبِهِم).

تقديم كلمة الدكتور حميد العقرة

لاشك أن  سعادة الإنسان في هذه الدنيا وفي الآخرة متوقفةٌ على العناية بجانب قلبه.

حياة القلب هي أهم ما ينبغي العناية  به،والله تعالى جعل غذاء هذا القلب هو الوحي؛ القرآن الكريم والسنة النبوية. والعمل بهما وهذه هي الروح التي به يحيا الإنسان وبدونها لا قيمة له كما قال الله تبارك وتعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا)  سورة الشورى الآية 52

الحي حقيقة من كان قلبه حيا بذكر الله تبارك وتعالى، والميت حقيقة من انعدم ذكر الله تبارك وتعالى وشرع الله وطاعته من قلبه،هذا هو الميت. كما  قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ”.

ذاكر الله هذا هو الحي؛ الحي بهذا القلب النابض بذكر الله تبارك وتعالى، والمبتعد عن ذكر الله تبارك وتعالى المفرط في أمره وشرعه عز وجل هذا هو الميت.

ملخص للأستاذ ناصر الحداوي

صلاح القلوب به صلاح الأمم وهو الأصل والمنطلق،ولذلك الله سبحانه وتعالى رتب على صلاح القلب خيري الدنيا والآخرة. العبد إذا صلح قلبه اطمأنت نفسه وانشرح صدره وعاش العيشة الطيبة الهنيئة في الدنيا. فإن السعادة في الحقيقة هي سعادة القلوب ومن صلح قلبه صلح أحواله كلها، واستقام له شأنه كله، هذا في الدنيا،وأما في الآخرة أيها المؤمنون فإن الله عزوجل جعل الأمن والأمان والأمان لأهل القلوب السالمة، قال الله تعالى:”الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون”. سورة الأنعام الآية 82

فالقصد أن هذا القلب تبوء المكان العالية السامقة الرفيعة في جسد الإنسان، ولذلك وجب الاهتمام به، وكيف لا يكون كذلك.. معاشر الفضلاء والفضليات والقلب هو محل نظر الرب جلا وعلا؛ فقد ثبت في صحيح مسلم حديث أبي هُريْرة “إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ “

فالقلب محل نظر الرب جل وعلا، ولذلك يجب تصفيته وتنقيته والاعتناء به وأن يملأ العبد قلبه بما يجعل ربه راضيا عنه. فالقلب أيها الأحبة إذا امتلأ بالخير وبالصلاح فإن صاحبه مبشر بالعطاء الوافر من الله عزوجل. قال تعالى: “إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا”.

وإن مما يدل على شرف القلب وشرف عمله أنه أولا: به معرفة الله عزوجل ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلى. القلب به يتعرف العبد على ربه وخالقه سبحانه، فهو الأداة التي توصل العبد إلى هذا المطلب العظيم وإلى هذه الغاية الجليلة, والله سبحانه وتعالى إذا عرفه العبد معرفة حقة انشرح صدره واطمأنت نفسه وأقبل على عبادة ربه سبحانه وتعالى، فحصل بذلك سعادة الدارين. وقد عاب الله عزوجل عن أقوام لا يعرفون بها ربهم. كما قال الله عزوجل:° بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون° سورة المؤمنون الآية 63

من شرف القلب كذلك أن به يعرف العبد أحكام الله عزوجل ويفقهها، فالفقه في الدين إنما محله القلب، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “من يرد الله به خيرا يفقه في الدين”. ( رواه البخاري ومسلم).

فرب عمل يسير مبني على فقه متين وفهم لدين رب العالمين يُبلغ العبد منازلَ عاليةً، ورب أعمالٍ كثيرةٍ يفقد فيها هذا المعنى الفقهي والفهم لأحكام الله عزوجل. وتنزيلها منازلها يجعل عمل العبد ضئيل الفائدة قليل الثمرة.

كذلك من شرف هذا القلب وشرف عمله أنه محل النية والمقاصد وهذا في الحقيقة من أعظم ما يميز القلب عن غيره ولولا لم يكون في ذلك إلا قوله عليه الصلاة والسلام إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ لكان ذلك كافيا في بيان شرف عمل القلوب

 فالنية أعظم أعمال القلوب والله سبحانه وتعالى يوم القيامة  مدار الأمر عنده على ما في هذه القلوب من النوايا، كما قال الله  سبحانه وتعالى  في سورة الطارق: “يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ” فالذي جلي ويظهر مخبؤه يوم القيامة إنما هو سرائر العباد؛ فلا ينفع الناس مظاهرَهم إن كان الباطن مخربا لا ينفع الظاهر إلااذا  لم يكن مبنيا على نية صالحة صادقة صحيحة ولذلك  قال عليه الصلاة والسلام:

  رواه مسلم (أسعد الناس بشفاعتي، من قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه أو نفسه).

 رواه البخاري.(إن الله حرّم على النار، من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله عز وجل)وقال كذلك:

(مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ )

رواه البخاري (128) ومسلم (32 ))

قال صلى الله عليه وسلم :

“من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه بشره بالجنة” . صحيح مسلم

ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه على النار . صحيح مسلم

فهذه كلها تتعلق بالقلوب الصدق والإخلاص وصلاح النية وذاك كله يدل على شرف هذا القلب وشرف أعماله . هذه النية أيها الفضلاء وأيها الفضليات كما أنها قد ترفع العبد فإنها كذلك تضعه وقد تفسد عليه دينه ودنياه فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين  إذا إلتقى بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار

عن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي _ رضي الله عنه – أن النبي صلي الله عليه وسلم :

” إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول فى النار”

قلت: يا رسول الله، هذا القتال فما بال المقتول؟ قال: “إنه كان حريصاً على قتل صاحبه” مُتَّفَقٌ عليهِ .

فيدخل النار بما كان في قلبه من النية السيئة ومن الحرص على هذا العمل الذي لا يرضي ربه سبحانه وتعالى . والإنسان قد يعمل الأعمال العظيمة فيفقد فيها الإخلاص فيجعلها الله تعالى يوم القيامة هباء منثورا، قال تعالى “وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا”. سورة الفرقان الآية 23

ملخص للأستاذ عبد الحي ملوك “حاجتنا إلى صلاح القلوب”

الحاجة الباعث الدافع الضرورة إلى صلاح القلوب

الصلاح السلامة الأمن الاستقرار الطمأنينة

والقلب هو محل التأثر الذي عليه مدار الموضوع ومدار الندوة وهو قطب رحاها

وأول ما يطلعنا ونحن ننعن ونمعن النظر في العنوان  حاجتنا إلى صلاح القلوب  إقرارنا جميعا بأن قلوبنا تحتاج إلى صلاح وإقرارنا جميعا إلى أن قلوبنا  به خلال وإقرارنا إلى أن قلوبنا به سقم وسقم وهذه مقدمات التوثيق مقدمات النجاح لأن المسدد الموافق في بلوغ الفلاح والنجاح والتخلص من المرض والإشكال

أول خطوة  من خطواته التشخصية  الاعتراف بالمرض

فالذي لا يعترف بالمرض وقد يشخص له الأطباء  أطباء الدنيا مرضه بمشخصات كثيرة  لكن هو لا يقر بهذا المرض فكل ما يبذل تجهه من تحليل وإجراءات وجرع ووصفات تذهب هباء منثورا لماذا  لأن لا يحس في قرارة نفسه بأنه مريض.

من مواصفات هذا القلب المريض لاه لا يعبأ لا يتذكر لا تذرف له عين، لا يقشعر له جلد، لا يتأثر، وإذا أردنا أن نجلي هذه الحقيقة ولنقس قلوبنا حينما نتلو كتاب ربنا جل وعلا معيارات السلامة معيارات درجة المرض مع كتاب الله بين يدي الله في الصلاة في مجلس من مجالس الذكر ولذلك قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: تفقد قلبك في ثلاث مواطن، في الصلاة وعند قراءة القرآن واستماعه وفي مجلس من مجالس الذكر، فإن وجدت قلبك في هذه المواطن فاحمد الله تبارك وتعالى واشكره وإن لم تجد قلبك في موطن من هذه المواطن فاعلم أو فابحث عن قلب غير الذي تملك، فإنه لا قلب لك. كيف حالنا مع الصلاة معاشر الفضلاء كيف حالنا مع القرآن كيف حالنا مع ذكر الله جل وعلا قد لا يعدو أن يكون ذكرنا لله تبارك وتعالى مجرد طقطقات نحفظ فيها المباني ونخصص لها أوقات لكن أين أثرها على القلب

أين أثرها في الاستقامة أين أثرها في المعاملة أين أثرها في الصحبة أين أثرها في الجدال والمناقشات العلمية بين طلبة العلم بين أهل القرآن بين مجالس الذكر والتذكير أيننا من مجالس سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم. لا يمكن أن نعبر عن صلاح القلوب وسلامتها حتى نرضى أن يسجل الهدف وأن نبلغ الهدف لا أكون أنا الذي سجلت الهدف وأنا الذي بلغت الهدف المهم أن يجري الله تبارك وتعالى الحق على لسان من ينطق بالحق لينشر الحق ليعم الحق ليسود الحق ولله در الإمام الشافعي رحمه الله مستوى من المعيار الثقيل

لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم***ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

وددت لو أن الناس كلهم أخذوا بعلم ابن إدريس ولم ينسب له منه شيء.

ملخص للأستاذ أحمد شريف

أمراض القلوب هي أخطر من أمراض البدن التي يسعى الناس كثيرا إلى التخلص منها، فأمراض القلب ينال بها الإنسان السيئات، أما أمراض الجسد فإنه قد ينال بها الحسنات.

شتان شتان……

أمراض القلوب يجب اتفاقا السعي إلى التخلص منها، وأما أمراض الأجسام ففي اتخاذ حتى الأسباب خلاف بين العلماء، فكيف نقبل على العلاج من الأمراض البدنية ولا نقبل على العلاج من الأمراض القلبية.

من أراد أن يعرف نفسه فلعرض نفسه على القرآن. نعم لا تسمع إلى القرآن استماعا هكذا…. لا.. اجعل هذا القرآن المقروء والمسموع يعنك أنت… اعرض نفسك على القرآن وهذا ما كان يفعله السلف الصالح هذا القرآن أنزل من الله ليعرج بقلوبنا لأنها إذا تطهرت ونمت بفعل الفرائض وفعل النوافل فإنها يحصل لها هذا العروج. هذه الولاية وهذا القرب وفي هذا الحديث القدسي: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : إن الله قال (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .

إذا أردت أن تقبل إليك القلوب فأقبل أنت على الله، أقبل أنت على الله، إذا أقبلت على الله يا من تدعو إلى الله إذا أقبلت على الله أقبلت القلوب بإذن رب القلوب.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M