هكذا علق مجموعة من الشيوخ والمفكرين المغاربة على استهداف الصيام وصلاة التراويح والخطاب العدائي لبعض المنابر الإعلامية

18 مايو 2019 17:16

هوية بريس – نبيل غزال 

إذا كان جل المغاربة يستقبلون شهر رمضان الكريم بحفاوة ويجتهدون خلاله بأنواع من العبادات والقربات، أعظمها الصلاة، فإنه على الطرف الآخر هناك فئة نشاز، لا يروقها هذا الوضع، وما فتئت تعبِّر عن ذلك بمختلف الوسائل والطرق، يُعلي صوتها الإعلام ويمنحها القوة بالترويج لخطابها العدائي ضد الصيام وصلاة التراويح وغيرهما..

وفي هذا الصدد نشرت بعض المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية مجموعة من المواد الإعلامية التي تستهدف الصيام وصلاة التراويح التي يُقبل عليها المغاربة بشكل كبير خلال شهر رمضان.

وتفاعلا مع هذا الموضوع استقت “هوية بريس” آراء مجموعة من المختصين في المجال الشرعي والفكري حول هذا السلوك العدائي، وسألتهم عن تقييمهم لما تعرضه بعض المنابر الإعلامية من خطاب يستهدف وبشكل علني الشعائر الدينية في شهر رمضان وغيره من الأشهر الأخرى.

 

د. إدريس الكنبوري: الهجوم على الشعائر الدينية وراءه هندسة معينة

الكنبوري: استمرار العنصر على رأس حزب الحركة الشعبية دليل على أن 90% من أوراق الأزمة بيد "النخبة"

الهجوم على الشعائر الدينية والعبادات في المغرب لم يعد سرا أن وراءه هندسة معينة. وقد بدأ هذا قبل سنوات عبر الهجوم على عيد الأضحى واتهام المسلمين بالوحشية والدموية، ثم جاء الهجوم على البيعة على أساس أنها قروسطية وتتبع طقوسا متخلفة.

والآن الهجوم على صلاة التراويح وعبادات المسلمين في رمضان. ونحن نلاحظ مفارقات خطيرة في المجتمع المغربي ونوعا من تقسيم العمل بين بعض التيارات. هناك من جانب تبخيس للغة العربية لحساب الفرنسية، وهناك من جانب آخر هجوم على التاريخ والتراث لحساب التغريب والتمييع، وهناك من جانب ثالث استهداف الشعائر الدينية لحساب التحلل من كل التزام أخلاقي أو ديني.

إذن كل شيء له علاقة بالهوية الدينية أو الوطنية يتعرض للطعن في السنوات الأخيرة.

بالطبع هذا لا يعني أن سلوكاتنا الاجتماعية كلها بألف خير وفي غير حاجة إلى تصحيح وترشيد، بالعكس. هناك ضرورة لبناء التدين الواعي والارتباط بالأخلاق الإسلامية في رمضان وغيره لأن التشريعات الدينية لم توضع لشهر واحد في العام بل لتعم الحياة كلها، ولتحويل هذه الأخلاق الفردية إلى سلوك مدني ينعكس على المجتمع كله. ولكن الطعن والغمز والسخرية لا تليق.

 

د. رشيد نافع: الطعن في الدين أصبح “موضة” وخروجا من أجل إظهار المخالفة

هذا التيار ليس وليد اليوم حتى نستغربه بل هو موجود معية مع كل دعوة إصلاح من لدن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى يوم الناس هذا، والقارئ للسيرة النبوية يدرك تماما دور هؤلاء مع اختلاف يسير في طرائق نيلهم من الدين وصاحب الرسالة وأتباعه إلى يوم الدين.

فمنذ سطوع الإسلام على ربوع الجزيرة عامة وبطاح مكة خاصة وألسنة لهيب هذه المدرسة مستعرة مع أن فصولها تحوي نماذج من عتاة المجتمع آنذاك الذين ينالون من كل مصلح، شعارهم “يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ” [التوبة:32].

أما في العصر الحاضر فأصبحت “موضة” وخروجا من أجل إظهار المخالفة، بل وتجد أحدهم لا يدري ما قال وما كتب لذا تجدهم يسعون سعيا نحو الاعتذار بأساليب ماكرة تحت ضغط الجماهير المحبة لدينها بالفطرة.

وأرى أن الدافع الرئيس لهذه الهجمات الشرسة وهي تخضع للمد والجزر  هو صحوة المسلمين ويقظتهم ورجوعهم إلى دينهم المصفى من شوائب الشرك  وأدران البدع، وتربية الناس وحملهم بالحسنى على كتاب الله والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر، وتطهير ما علق بالإسلام في عصور الجهل والتقليد من خزعبلات وآراء، فهذه الأمور التي ذكرت تؤرق جفون المهاجمين وتقض مضاجعهم  في كل زمان ومكان.

ولاشك أن مخططات التشكيك في المسلمات والأصول الشرعية أضحت مفضوحة لمن له أدنى مثقال ذرة من عقل حتى أن كل من أراد الترقي من أصحاب الأهواء والعقول الفارغة في سلم الشهرة ما عليه إلا أن يلج باب الطعن في الدين ولو متقنعا بقناع الدين إذا لزم الأمر ذلك، وأحيانا تحت ذريعة البحث العلمي أو بدعوى حرية الرأي أو زورا بالدعوة إلى الحوار الموضوعي والنقد الذاتي.

والهدف من كل هذه الهرطقات والفقاعات والخرجات الإعلامية التي يناضلون من أجل تحقيقها وأنى لهم ذلك، توهين الدين في النفوس والعمل على  إقصاءه تدريجيا، واستمراء المعاصي والموبقات والتخلص من أحكام الشريعة بعد نقدها وبيان تناقضاتها، لأنها -بالنسبة لهم- عقبة كؤود تعترض طرق  التقدم والرقي والنهضة التي يتباكون عليها ولم يقدموا لها شيئا يذكر سوى تعليق فشلهم الذريع على التطرف والغلو والرجعية هكذا حلموا فزعموا.

 

الشيخ الحسن الكتاني: خطابهم حاد وعدائي والعلمانية عندهم مجرد غطاء لكراهيتهم للدين

فيديو.. الشيخ حسن الكتاني يتحدث عن حدود الاجتهاد في قضايا المرأة

هؤلاء القوم امتلأت قلوبهم بالكراهية للدين وبغضه وبغض كل من يلتزم به، فما عادوا يستطيعون الصمت عن شعائر ربانية لا تضر أحدا ولا تؤثر في زيادة اقتصاد ولا نقصه، وهي عبادات محضة تظهر أن هذه الأمة لاتزال فيها بقية خير ومحبة لدينها.

وفي الحقيقة هذا الذي يغيظهم لأنهم يتمنون لو أن جميع المسلمين تركوا دينهم وانحرفوا مثلهم. قال تعالى واصفا إياهم (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)، وقال سبحانه وتعالى عن قوم يشبهونهم (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).

وبالجملة ينبغي عدم الالتفات إليهم والاستمرار في الدعوة إلى الله تعالى، فالمسلمون يفرحون بامتلاء المساجد وإقبال الناس على الصلاة. والحمد لله رب العالمين.

أما خطابهم فهو حاد عدائي إقصائي، يخالف جميع دعاواهم من حرية تفكير وتقبل للآخر وحرية تدين، وليس مستغربا عليهم هذا، فالعلمانية عندهم مجرد غطاء لكراهيتهم للدين وعدائهم له.

د. رشيد بنكيران: المنابر الإعلامية العلمانية غير صادقة مع مبادئها وتعيش ازدواجية المعايير

د. رشيد بنكيران يكتب: همسة في أذن أئمة صلاة التراويح

بداية، كثيرا ما تدعي هذه المنابر العلمانية في أدبياتها أنها تدعو إلى احترام حقوق الإنسان، وتدعو إلى احترام اختيارات المجتمع، وأنها مع احترام القانون، وتعتمد آلية الحوار في المطالبة بالتغيير الذي تنشده، وترسم لنفسها صورة من المثالية في تعظيم المبادئ، وتقدم نفسها على أنها العقل الواعي الذي سينعم فيه جميع مكونات المجتمع بالأمن والأمان وحرية التفكير وعدم الإقصاء، وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات للمجتمع.

ولكن حينما ينظر المتأمل المحايد إلى واقع هذه المنابر وممارستها العملية فإنه يفاجأ بحجم مناقضتها لما تدعي، ولا يتردد في أن يحكم على هذه المنابر على أنها تستعمل أسلوب التضليل في خطاباتها، وأنها غير صادقة مع مبادئها المسطرة في أدبياتها، وأنها تعيش ازدواجية المعيار؛ فما هو مسموح لها غير مسموح لغيرها، وأنها تمارس أسلوب الإقصاء مع من يخالف أيدولوجيتها.

والأمثلة التي تشهد لصحة هذه الأوصاف التي تحكي واقهعا كثيرة جدا، نذكر منها ما يتعلق بشهر رمضان على وجه الاختصار:

ـ يفترض في هذه المنابر العلمانية أن تحترم  اختيارات المجتمع المغربي ومعتقداته باعتبار أنها ليس ضد أي معتقد أو دين أو فكر، هكذا تزعم، ولكن بمجرد دخول شهر رمضان الذي يعظمه المغاربة تعظيما كبيرا تنطلق هذه المنابر في حملة إعلامية ممنهجة للنيل من قدسية هذا التعظيم، فمثلا تصف صلاة التراويح بالفوضى، ورواد المساجد بالمنافقين، وتدعو إلى التضييق على الناس، وهذا الموقف منها لا يمكن أن يفسر إلا بحقدها على الإسلام وعدائها اتجاه المسلمين، وإلا فما يضرها أن يمارس مجموعة كبيرة من الناس طقوسهم ومعتقداتهم وحقوقهم الإنسانية؛

ـ  يفترض كذلك في هذه المنابر أن تحترم القانون المغربي، وإذا رأت ظلما أو حيفا في بعض فصول القانون حسب رؤيتها فعليها أن تسلك باب الحوار والبيان والمرافعات الحقوقية لا أن تدعو إلى الاصطدام مع القانون وإحداث بلبلة اجتماعية لا يحمد عاقبتها.

فمثلا نجد في باب الجرائم المتعلقة بالعبادات أن واضع القانون كان حريصا على الحفاظ على المصلحة العامة للمجتمع دون الإضرار بمصلحة الأفراد، فينص الفصل 222: «كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من اثنى عشر إلى مائة وعشرين درهما».

فواضح أن الفعل الجنائي المجرم في هذا الفصل هو التجاهر بالإفطار أي تعمد الاستهزاء بشعائر المسلمين التعبدية، والاستهزاء بشعائر الناس هو ظلم في حقهم، فكان من الواجب حسب أطروحة هذه المنابر العلمانية أن تكون هي السباقة لرفض هذا “التجاهر”، لا أن تكون هي الممارسة له، ولكن هدف هذه المنابر الحقيقة ليس هو حقوق الناس ورفع الظلم عنهم وإنما تكريس إيديولوجية معينة تدعو إلى الكفر بالدين الإسلامي وتشجيع على الإباحية والأخلاق الفاسدة، وتتخذ من الوسائل لتوقيع ذلك تحطيم الدين في نفوس الناس أو ما يسمى باصطلاحهم كسر الطابوهات؛ أي الجهر أو التجاهر بعبارة “الفصل 222” بمناقضة الشعائر التعبدية للمجتمع.

لا يتردد عاقل ومنصف في تقييم الخطاب الذي تستعمله هذه المنابر الإعلامية العلمانية أنه خطاب يقوم على الكراهية والحقد اتجاه الإسلام والمسلمين، ومن الأدلة على ذلك المصطلحات التي يتم توظيفها وهي تصف الإسلام والمسلمين فما من نقيصة إلا وألصقتها بالدين، كما أنه خطاب يمتلئ بالعنصرية النتنة التي تخالف كرامة الإنسان من حيث هو إنسان، ومن الشواهد على ذلك موقف هذه المنابر من الإرهاب الذي ينال المسلمين مقارنة بموقفهم من الإرهاب الذي يلحق غير المسلمين، فلا وجه للمقارنة بينهما، فنجد أنها تدافع على الإرهاب الذي يمارس ضد المسلمين بتعليلات واهية تؤكد تلك العنصرية المقيتة.

الشيخ محمد الفزازي: مظاهر التدين أحرقت أكباد المنافقين والمرجفين

الفزازي يتحدث عن "16 ماي" وعن ضحاياها وعن استفادته من "العفو الملكي"

إن الذين انتصبوا للتشويش على إقبال المغاربة على بيوت الله، بالشكل الذي نراه في هذا الشهر الفضيل، سواء خلال الصلوات الخمس لا سيما العشاء والتراويح والصبح أم في صلاة الجمعة، بالإضافة إلى تراجع مظاهر العري والسكر بشكل لافت، مع ازدهار كل ما هو أصيل وشعبي من ملبس ومأكل، ناهيك عن الوصلات الإعلامية الدينية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، دون أن ننسى الدروس الحسنية وتوجه بعض الميسورين لإحياء ليالي رمضان في الديار المقدسة.. كل هذا لا بد أن يحرق أكباد المنافقين والمرجفين.. ناهيك عن تماسك الأسر المغربية وتكافلها في هذا الشهر الفضيل. وإعطاء زكاة الفطر والصدقات.. وإنه لسلوك عدواني غير جديد ولا مفاجئ.

فمنذ فجر الإسلام وهذا الدين يتعرض للطعن والتشويه والمكر والغدر وما إلى ذلك، فما زاد الإسلام إلا انتشارا وما زاد المنافقين والمرجفين إلا خيبة وخبالا..

أنا شخصيا أتفهم هذا السلوك من أعداء التدين في المغرب. أحيانا يظنون أن الشعب المغربي قد طلق دينه وارتمى في أحضان الإلحاد والمجون… ثم يأتي رمضان ليكتشفوا من جديد أن الإسلام متجذر في هذا الشعب وأنه ليس من السهل أن ينال منه مقالٌ ساقط في هذه الجريدة، أو موقف ساخط من ذلك المنبر.. هذا قدرنا في عزة ديننا وهذا قدرهم في خيبتهم دُنيا وأخرى..

وبالمناسبة فالمملكة المغربية فقد باتت رائدة في مجال نشر الإسلام المعتدل وإرسال بعثات الدعاة وأفواج المقرئين نحو أوروبا وإفريقيا والخليج… وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أننا بخير دينيا فوق ما يتوهم المنافقون والمرجفون والماكرون… رغم بعض السلبيات التي لا تخطئها العين.

 

د. محمد بولوز: ليعلم المنخرطون في حملة التشويه والتنفير والاستهزاء بالشعائر وتدين الناس أنهم على خطر عظيم

هجمة هؤلاء الشواذ على مظاهر التدين المتمثلة في الإقبال في شهر الصيام على أداء صلاة الجماعة ومنها الإقبال على صلاة التراويح وامتلاء المساجد بذلك والساحات والطرقات المحيطة بها، تؤكد بحمد الله أصالة التدين في المغاربة وعموم المسلمين في هذا الشهر الفضيل، وأن الخير لا يزال فيها، وتجذر الإسلام في هذه الشعوب، وتؤكد أن الجهود الجبارة التي بذلها المستعمر ويبذلها أزلامه وأذنابه في بلاد المسلمين إلى اليوم، لم تأت على أصل التدين بالإسلام وإن أحدثت جروحا عميقة في بعض أحكامه وتشريعاته، وتؤكد أن خط العودة إلى الالتزام بالدين كله لا يزال ممكنا مع هذه الجذوة المتقدة في أمتنا، فلولا ترسخ هذه الحقيقة لما أثارت هذا الحنق والغيض والتذمر الكبير عند هؤلاء الشواذ عن سواد الأمة والأسرى لدى الطرف الآخر المضاد لعقيدتنا وقيمنا وحضارتنا.

المسالة الثانية لو كان هؤلاء ديموقراطيون حقيقة ودعاة حقوق إنسان وأبواق تعددية وأدب اختلاف وقبول الآخر.. لاحترموا اختيار الأغلبية والسواد الأعظم من الأمة ولوقّروا دين الناس وتدينهم، ولم ينصبوا أنفسهم في جهة التشويش والتشويه والسخرية والاستهزاء والاستفزاز، فإذا كانوا من دعاة حقوق الأقليات، فأين حقوق الأغلبية في أن تمارس شعائرها في أمن وأمان واحترام والتي هي من احترام الإنسان وكرامته، وما يختار من عادات وتقاليد وقوانين تيسر أمر تدينه وتحفظه.

وليعلم المنخرطون في حملة التشويه والتنفير والاستهزاء بالشعائر وتدين الناس أنهم على خطر عظيم، وأقصد المغرّر بهم والعاملون في ذلك من غير تقدير صحيح للأمر ومن غير معطيات كافية وربما من غير قصد لبعضهم ممن يعتبرون أنفسهم مصلحين من صلب هذه الأمة، وذلك أن المسلم له بفعل إسلامه التزامات تجاه دينه، أولها تعظيم شعائر الله وعدم الحط منها أو تسفيهها لقوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} الحج:32. ولا يشكك في نيات الناس ومقاصدهم بالتدين فيصفهم بالنفاق، فهل شق على قلوبهم وصدورهم، فكيف يكون حسابه عند ربه عندما تخاصمه هذه الملايين عند ربها؟ والأجدى أن يدعو إلى ترشيد التدين، يقول: الإقبال على الصلاة والقيام حسن ومبارك يجب أن يعقبه استقامة وتحسن في السلوك والمعاملة كما قال تعالى: “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” وإن الإقبال على الصيام جميل والأجمل الصيام عن الذنوب والمعاصي والصيام عن أكل أموال الناس بالباطل، وجهاد النفس للعمل الجاد في الإدارات وقضاء مصالح الناس والصيام عن الغش والفساد ومختلف الآفات، وكذا يدافع عن حق الناس في أن يجدوا موضعا في المساجد إذا أقبلوا على العبادة بتوسيعها والإكثار منها، كما ننادي بتوفير مقعد لكل متعلم وسرير لكل مريض..، عوض دعوة الناس للصلاة في بيوتهم أو وصف صلاة التراويح بالفوضى وقطع الطرقات ولا نصف بنفس الوصف ما يحدث في موازين ومهرجانات الفسق والفجور، وإن كان لا مجال للمقارنة، ونقول هدى الله المغرّر بهم في هذه الحملة التي لا تضر في الحقيقة إلا أصحابها وأما المغاربة فماضون إلى دينهم يصيبون ويخطئون ولكن بالتأكيد يتقدمون نحو الأرشد من التدين والأفضل، ومن يزعجه ذلك فمختصر الكلام معهم “موتوا بغيظكم” والحقد والكراهية لا يقتلان في الأغلب الأعم غير صاحبهما.

في الختام:

تجدر الإشارة إلى أن حملة الهجوم على الشعائر الدينية الذي تبنتها بعض المنابر الإعلامية قوبل بحملة استنكار كبيرة وواسعة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وأعرب جل المتدخلين عن شجبهم واستنكارهم للمس بالمقدسات والشعائر الدينية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M