هل سيسد التعليم عن بعد الفراغ الذي ستحدثه الممارسة البيداغوجية الصفية؟

15 أكتوبر 2020 21:13

هوية بريس – أنوار المرواني

يعرف المجال التربوي مجموعة من المستجدات وذلك بفعل تداعيات أزمة كورونا التي دفعت المسؤولين عن هذا القطاع إلى التفكير بالتعليم عن بعد كبديل استعجالي للتعليم الحضوري للتلاميذ، لكن ورغم المجهودات المبذولة في هذا الصدد إلا أن هناك مجموعة من الإشكالات تبقى عالقة، ولا يمكن التغاضي عنها أو حتى تجاوزها، لأنها جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية التعلمية، ألا وهي الممارسة البيداغوجية الصفية.

إن المشتغلين في الميدان التربوي يعلمون أن الممارسة الصفية تعتمد على مجموعة من البيداغوجيات والآليات التي ينطلق من خلالها المدرس في تنظيم عمله التربوي، ويمرر عبرها مختلف المعارف والمكتسبات، وذلك وفق خطة محكمة تتدخل فيها مجموعة متنوعة من الأساليب والطرق يتخذها المدرس كوسيلة لبلوغ الأهداف والكفايات المسطرة مسبقا، وهذه الأخيرة لا يمكن الاستغناء عنها مطلقا، لأنها تعد شرطا أساسيا في بناء العملية التعليمية التعلمية.

هذا وتعتبر مرحلة الإنجاز من أهم مراحل الممارسة الصفية، فبعد التخطيط البيداغوجي والتحضير القبلي من طرف الأستاذ، تأتي مرحلة الإنجاز، وهي الممارسة الصفية بعينها، والتي تعتمد على مجموعة من الآليات من بينها:

تننظيم مجال الفصل و تدبير الزمن المدرسي وفق الأنشطة المسطرة، مع التحسس بإيقاعات تعلم التلاميذ.
– تهبأة المعينات الديداكتيكية اللازمة ثم وسائل التقويم و أنشطة التقييم الملائمة للوضعيات التعليمية التعلمية المقترحة.
إثارة المعارف المكتسبة السابقة على اختلافها؛ تصريحية، إجرائية، إشتراطية.
تنظيم هذه المعارف وفق ما تستلزمه ظروف الممارسة البيداغوجية ( القسم المشترك مثلا) على شكل شبكة أو (خريطة الطريق).
تدبير الأساليب البيداغوجية المختلفة وفق تعدد المهام و أشكال العمل)بيداغوجيا المجموعات، البداغوجيا الفارقية، بيداغوجيا المشروع. بيداغوجيا اللعب…).
الأخذ بعين الاعتبار الفجوات الحاصلة على صعيد المعرفة الحقيقية والمعرفة المجهولة لدى المتعلم رغبة في استحداث أزمة معرفية تعليمية.
تذكر ردود أفعال المتعلمين السابقة و على ضوئها يحضر كيفية توجيه المسار التعليمي التعلمي للوضعية البيداغوجية القادمة.
اعتماد تقنيات التنشيط المؤدية إلى الرفع من وثيرة التحصيل و التواصل.
التفكير في تنويع وضعيات التعلم ( إلقاء مفردن، متفاعل)، بغرض تحقيق الهدف المرسوم.

هذه الآليات وغيرها هي من تعمل على تطوير النمو المعرفي للمتعلم، إضافة إلى نموه الوجداني-الحركي، واللجوء إلى التعليم عن بعد سيعيدنا مرة أخرى إلى الممارسة التربوية التقليدية القائمة على التلقين، والتي تفتقد إلى التفاعل بين أطراف العملية التعليمية التعلمية.

بناء على ما سبق فهل يا ترى يمكن للتعليم عن بعد أن يسد الفراغ الذي ستحدثه الممارسة الصفية؟ وما هي آثاره المستقبلية على النمو المعرفي للمتعلم؟ وهل سيسهم حقا في تطوير منظومتنا التربوية؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M