وزارة الأوقاف تحرج المجالس العلمية

07 يوليو 2020 22:03

هوية بريس – سعد الورياني

لا زال صدى تلك البلاغات والنداءات والبيانات يصدح في آذان المغاربة بتعليل الاستمرار في إغلاق المساجد خوفا من وقوع العدوى وحماية للبدن وتقديمه على الدين، ولم يفهم منها إلا أنها دالة على تأخير فتح المسجد لأسابيع وشهور فالحالة الوبائية في البلاد لا زالت تفرخ إصابات بل وبؤرا صناعية وعائلية تتجاوز نسب الإصابة فيها المئات.

فإذا كانت الوزارة قد أغلقت المساجد لعدد إصابات بلغ 120 إصابة فما بالك والمغرب يسجل 200 و300 إلى 500 إصابة، لذلك كان من المتوقع إطالة أمد الإغلاق ومحاولة البحث عن أي شيء يتمسك به تعليلا لهذه الإطالة، وكانت بعض المجالس العلمية تخرج عن النسق العلمي وتتمسك بالضعيف والواهي اعتمادا على الخوف على الأرواح وعدم مقارنة المجالس بغيرها وهي أمور محل نظر ونقاش.

وكورونا في الحقيقة وإن كان بلاء ندعو الله أن يرفعه عنا إلا أنه ساءل المجالس في عملها وما تقدمه من وعظ وإرشاد، فعلى الرغم مما تقوم به من مجهود في هذا الباب لكن الشارع المغربي في غالبه ظل متعلقا ومتمسكا بتصرفات بلهاء لا انقياد فيها لعقل ولا نقل، فأصبح لزاما على المجالس أن تعيد النظر في طريقة عملها والمنهج الذي عليها أن تعتمد عليه، لا الاكتفاء بمقطع بسيط وقصير تبحث فيه عن منافذ في علم الواتساب والفيسبوك.

ولا شك فكورونا بيّن أن المواطن المغربي لم يستفد شيئا من هذه المجالس حيث أتعب بتصرفه السلطات المحلية والقوات العمومية فلهثوا خلفه في الأزقة والشوارع داعين إياه للزوم بيته والبقاء في منزله، وفي مقابل ذلك أظهر كورونا ما كانت تقوم به المساجد من تنوير وتعليم وتثقيف فلما أقفلت أسقط في يد تلك المؤسسات التي لم يكن من عملها إلا مراقبة المساجد وكم عدد الحضور فيها.

في خضم هذه الخطابات المجلسية تفاجئ الوزارة المجالس ببلاغ لم يستفيقوا من وقع صدمته إلى الآن، تقرر فيه قطع ذلك الحبل التي كانت المجالس تراهن عليه مبلغة المغاربة أن المساجد ستفتح يوم الأربعاء، فاختلطت الحابل بالنابل وأصبح لسان حال المجالس يقول كيف بنا نعد المواطن لقبول استمرار الإغلاق وتهيئته لذلك، نباغث بقرار للوزارة يهدم ما خرجنا به واتفقنا عليه؟؟

وفي الحقيقة حتى الوزارة لا يعود الفضل لها في هذا القرار على ما يبدو، وإنما الفضل بعد الله يعود لمولانا الإمام سيدنا محمد السادس نصره الله وأعلى أمره ورفع ذكره وأطال عمره، إذ مباشرة بعد اجتماعه بالسادة الوزراء وسؤاله عن الحالة الوبائية بالمغرب بعدها بيوم تخرج الوزارة عن صمتها وسكوتها ببلاغ يفيد فتح المساجد، ولا يفهم من هذا إلا أن مولانا حامي حمى الملة والدين أعطى تعليماته بفتح بيوت الله ورفع الذكر فيها.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M