وفاة الشيخ عبد الله آيت وغوري

08 أبريل 2017 00:04

عابد عبد المنعم – هوية بريس

توفي اليوم 8 رجب 1438هـ الموافق لـ 7 أبريل 2017م الشيخ الأستاذ سيدي الحاج عبد الله آيت وغوري رحمه الله تعالى.

ولادته:

وقد ولد الراحل في شهر الله ذي القعدة سنة 1352 هجرية، 1934 ميلادية، بقرية تَوْرِيرْتْ وَّانُو، جماعة تركا نتوشكا إقليم شتوكة أيت بها، ولاية أكادير.

المسار العلمي:

ابتدأ المسار الدراسي كعادة المغاربة بحفظ القرآن، وكان ذلك سنة 1356هـ على يد والده رحمه الله تعالى، وقد كان من أهل هذا الشأن، ولما استكمل على يده ست ختمات سنة 1362هـ أمره بالانتقال إلى مدرسة “تفليت” وكان شيخها في ذلك العهد الأستاذ، الفقيه سيدي المدني ابن عمته وزوج أخته، ولازمه عامين كاملين، وختم على يده ختمتين، فتمت له ثمان ختمات كلها في ورش، لينتقل سنة 1364هـ إلى مدرسة “تِزِي نْلْثْنِينِ” المشهورة بتحفيظ الرويات القرآنية، فقرأ بها برواية قالون عن نافع، وبعدها شغفت نفسه إلى دراسة الفنون العلمية الأخرى من تفسير، وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والعربية، وقواعدها، وآدابها، إلى غير ذلك مما يدرس عادة في المدارس العتيقة، وكان اختياره مدرسة “تنالت” وشيخها الرباني، شيخ الجماعة سيدي الحاج الحبيب رحمه الله.

وكانت بداية دراسته في ” تنالت ” شعان من سنة 1366هـ، درس على يد الشيخ جميع التآليف التي تدرس هناك، وقرأ عليه من كتب الفنون من غير المقرر الكثير ، ولازمه أكثر من خمسة عشر سنة، طالبا في البداية، ومساعدا في التدريس في النهاية، حتى أرسلنه الشيخ سنة 1381هـ الموافق 19611م إلى مدرسة إداومنو مديرا ، ومدرسا، وهي المهمة التي ما زل يقوم بها فضلا من الله ونعمة.

وقد تخرج على يده، بحمد الله، فقهاء يعدون بالمئات ملأوا بيوت الله، ومراكز التعليم العتيق شرقا وغربا، داخل الوطن، وخارجه، ينشرون، ويرسخون، بفضل الله، مبادئ، وتعاليم الإسلام السمحة.

كما خرجت المدرسة أيضا في عهده أفواجا من الطلبة الذين اختاروا التوجه لاستكمال مسارهم العلمي داخل مؤسسات التعليم النظامي، فكان منهم أساتذة، ودكاترة ، لعبوا وما زالوا دورا رائدا في الساحة العلمية المغربية، وقد تُوج هذا الجهد بالتفاتة مولوية كريمة، غالية، فوشحه صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله، وأعز أمره بوسامين شريفين، جزاه الله عن العلم، والمشتغلين به خيرا.

وإن من شأن إدراة مدرسة علمية بكل تفاصيلها، ومسؤولياتها من تدريس، وتنظيم، ومراقبة، وتدبير الموارد، والاهتمام بقوت الطلبة وإيواهم، وما يستوجبه منصب فقيه المدرسة من الاهتمام بالشؤون الدينية، والاجتماعية للقبيلة، إن من شأن هذا كله أن يكبح طموح من استرعاه الله أمانة الاشتغال به في التأليف، فكان عزاؤه أولائك الخريجين النجباء، الذين يرى فيهم، وفي تفوقهم صونا للإرث النبوي الشريف، وتخليدا للرسالة العلمية النبيلة.

وقد جمع أخيرا ديوانين شعريين يضم أولها أكثر من 1500 بيتا في مختلف الأغراض، والثاني قصائد، ومنظومات خاصة بذكر نسب الأسرة الآغورية، وتاريخ أبائه رحمهم الله تعالى.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ، كان فقيها وشيخا متواضعا ، يحب الطلبة النجباء ، ويشفق على الكسلاء ، نفع الله به مشرقا ومغربا ، وأنا من طلبته المدينين له ، ومن هذا المنبر أقدم تعازي إلى أسرته الكريمة على رأسهم خلفه الحاج محمد والأستاذ الدكتور الطيب وأخيه ابراهيم وأخيهم الأستاذ رضوان وأخيهم الأستاذ الحسين وعبد الرحمان ، كلهم أبناء الفقيد رحمة الله عليه ، وقد كنت أتابع الأخبار على ” قناتنا ” لعلهم يذكورنه ولو بعد موته لكن هيهات لوكان مغنيا ماجنا وفاسقا فاجرا لتم له ذلك ، لكن الحمد ، كم من مجهول في الأرض معروف في السماء والعكس صحيح ، فإنا لله وإنا إليه راجعون
    عثمان وحمان تلميذ الفقيد

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M