ويُهديك الله البشرى.. صديقتي أعادت حاجبها

13 مايو 2022 05:40
ماليزيا.. نساء يحتفلن بيوم الحجاب العالمي

هوية بريس – جهاد حَجَّاب

هل تتذكرون نصي عن صديقتي التي أخبرتكم أنها خلعت الحجاب بعد أن أخبرتني بنية خلعه في لقائنا بالمطعم ثم حظرتني من كل حساباتها بعد مدة دون سبب.
••
أود أن أبشركم أنها راسلتني هذا الفجر، وأول ما فتحت رسالتها رأيت صورتها بالحجاب، حجاب ملتزم جميل أنيق ومرتب زادها ألقا، أفضل مما كانت قبل أن تخلعه.
لو تعلموا ردة فعلي وبهجة قلبي، بل مسحت الرسالة من قلبي بعض أحزان أرهقتني هذه الأيام.
وأهدتني من كرمها رسالة حنونة لطيفة صادقة دفاقة بالجمال. وأرادت أن تعتذر، فأخبرتها ألا تطلب مني أي اعتذار لأنه ليس لي عتب عليها ولم تؤذني بشيء.
••
وإكراما لها وفرحا بها، وددت أن أطلعكم على مقتطفات من رسالتها التي شرحت لي فيها نور الله الذي أرجعها إليه، وسمحت لي بمشاركتكم هذا لتكرموها بدعواتكم الطيبة بالثبات عليه وعلى الخير أينما حلت وكانت وكيفما كانت اختبارات الحياة.
••
إن ما أثر فيها لتخلعه ثلاثة أسباب:
1. دورات الطاقة والأنوثة
2. بعض الصديقات
3. تنمر أقرانها عليها
••
وما ساقهَا للرجوع هو موقف أثر بها كثيرا. صديقتي تعمل في محل كبير للألبسة النسائية [بازار] عملا إضافيا زيادة على عملها الأصلي. وغالبا ما تعمل هذا العمل في رمضان، وفي فترات المواسم التي يكثر فيها الإقبال على الشراء ويحتاج المحل لموظفين إضافيين لتلك الفترة. وفي هذا الرمضان قبيل العيد دخل المحل أب مع ابنته الصغيرة، وكان يتأملان الثياب بالمحل، وكأن الأمر أشكل على أبيها فطلب منها مساعدة، فقال لابنته أخبريها بحاجتك، فقالت لها أنها تبحث عن خمار جميل يتناسب لونه مع ثوبها لأنها ستلبس الحجاب يوم العيد ليكون عيدها عيدان. تقول صديقتي أنها شعرت بشيء بداخلها، وتأملت في براءة هذه الطفلة وأرادت حقا أن تحظى بعيد يليق بقلبها المتحمس لهذه الخطوة، وبالفعل انتقت لها خمارا متناسقا مع الثياب التي اشترتها للعيد وباركت لها خطوتها وقالت لها: أدعيلي معك. شكرها والد الطفلة على مساعدتها وغادرا المحل.
••
لم يفارق ذهن صديقتي هذا الموقف، وبقيت تفكر في الأمر مرارا، وليلتها جلست تتأمل، ثم أخذت المصحف تبحث عن آيات الستر، وكررتها مرارا ومرارا حتى بكت طويلا، وقامت لصلاة الفجر يومها بعد انقطاع أشهر، توضأت وكان شعور الوضوء مختلفا وكأنها تتوضأ أول مرة، ثم أقبلت لتصلي فلبست ثوبا للصلاة وشعرت أنها تلبس خمارها لأول مرة، كل شيء كان كالتجربة الأولى، ثم أقبلت تصلي فأصابها خوف شديد، خشيت ألا تكون أهلا للتوبة، لكنها تحدت هذا الشعور، وكبرت وهي تبكي، وقالت لي أنها لم تشعر بالصلاة في حياتها كهذه المرة!
وقررت أن تعود بعدها للحجاب، فاختارت أوسع ثيابها وخرجت لتشتري لنفسها قطعا من الثياب الجديدة الجميلة وخمارا لتلبسه في العيد، ليكون عيدها عيدان!
••
وكانت هذه بداية جديدة 🤍💧
••
أدعوكم أيها الطيبون للدعاء لها كثيرا بحب وصدق أن تزهر هذه الخطوة مرجا من الخير والجمال والعطاء لصديقتي ومن حولها.
لقد أحبها الله، فعرفها به من جديد، وجدد في نفسها المعاني.
••
صديقتي ترددت في مراسلتي خشية أني عاتبة عليها، وتكبدت جهدا لتتشجع لمراسلتي، وأخبرتها وأخبركم جميعا ألا تشعروا بالخوف أبدا من تصويب سوء تفاهم، وأن سعيكم للإصلاح مشكور مهما كانت فداحة أخطائكم، فإن تلقيتم صدا، لا تحزنوا، لأن الله يدبر الأمر بحكمته، ويعلم الصدق في قلوبكم.
أما عني.. فإني يستحيل أن أصد معتذرا مادام صادق التوبة لله. بل إني أحتفي به بصدق لأن أعظم شيء بالنسبة لي هو سلامة القلب، فمن صفى قلبه صار حبيب الله، فمن المخجل أن أرد حبيبا لله.
••
وأوصيكم بالرفق مع من حولكم مهما كانت أخطاؤهم، واستمروا في الدعاء لهم، وتسامحوا معهم قدر المستطاع إذا لاحظتم تأثرهم بغفلتهم.. لعل إحسانكم لهم يكون ذا أثر في يوم من الأيام.
••

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M