أبو حفص رفيقي.. ذلك المجهول

18 أبريل 2017 20:14
مهلا أيها المتهوكون!! (عى هامش نقاش أبي حفص والإرث)

هوية بريس – ربيع السملالي

خرج علينا مرّة أخرى المدعو أبو حفص محمد عبد الوهاب رفيقي عبر القناة سيئة الذِّكر الحاقدة على دين الإسلام وأهله، (2M) ليقول: “إنّ مناقشة المساواة في الإرث لم تعد خطا أحمرَ”.

فأحدثَ ضجّة كبيرة على موقع (فيسبوك) كان قد خطّط لها جيّدا ودرسها ليشتهر ويُذكر ولو بالسّوء، ولتكثير السّواد.. وقد قيل قديما: “إذا كنتَ خاملا فتعلّق بعظيم”.

وهذا الشيخ السلفي التكفيري قديما الذي سُجن وعُذّب من أجل أفكاره ومناداته بتطبيق الشريعة، وتعظيمها، يتحوّل إلى بوق علماني ينادي بهدم أصول الشريعة، ومن قبل كان يسخر من أحاديث البخاري ومسلم ويصف الدكتور زغلول النجار بالجهل في صفحته التي تعجّ بالذّئاب والكلاب وبنات آوى.. لذلك وصفه الشيخ الحسن الكتاني بقوله: (سفاهة ما بعدها سفاهة أن يتجرأ تافه مُتقلب فاشل في حياته على قامة علمية مثل الدكتور زغلول النجار حفظه الله).

وكتب الشيخ الحسن أيضا: (زعم تافه أنّ مناقشة المساواة في الإرث لم تعد خطا أحمرَ).

بل هي خطّ أحمرُ غليظ دون تجاوزه خرطُ القتاد. فاخسأ فلن تعدو قدرك.

والشيخ الحسن كان صديقا للمدعو ورفيقه في السجن، لكن شتّان بين علم الرّجلين وبين مواقفهما.

وبعد هذه التّدوينة الرّائعة التي تدلّ على غيرة الرجل وصدقه في محاربة كلّ فكر منحرف ضال، قامت قيامة العلمانيين في جمهورية المهمّشين كما يسمّيها سلمان العودة، وصاروا يدافعون وينافحون عن شيخهم الذي انتظم في سلكهم بعد خروجه من السّجن، وقد كان قبل ذلك عدوا لهم يصفونه بالظّلامي الرّجعي التكفيري الأصولي إلى آخر هذه الألقاب التي لا تخفى على من له اطّلاع بهذا الشأن.

واستغلّوا جهل بعض المعلّقين على الشيخ الحسن الذين أكثروا من كلمة ردة وكفر ونزدقة، فقالوا: إنّ الحسن الكتاني إرهابي يدعو لتصفية محمد عبد الوهاب رفيقي وإهدار دمه، وشرعوا يصوّرون التعليقات كأدلة على ما زعموا.. ثمّ صار الشيخ رفيقي الذي تحوّل إلى بطل بين عشية وضحاها، وكأنّه حرّر لنا القدس، أو أنقذ أطفال سوريا والعراق من ظلم وطغيان بني الأصفر والشيعة الروافض.. صار يحتمي بهذا الدّفاع المستميت من بني علمان، وينقل كلام النساء الكاسيات العاريات وحلاّق اللحى إلى صفحته. فسبحان مقلّب القلوب.

وهنا أريد أن أذكّر الشيخ (رفيقي) إن وصله هذا الكلام بقامة أدبية كبيرة جدا في العالم العربي، وليس على موقع فيسبوك (موقع الوهم والتّوهم).. قامةٌ طعنت في الدّين وفي القرآن الكريم ليكون لها اسمٌ على مدار التاريخ، أو موقع في مسار الجغرافية. وقد كان كذلك.. لكنه استدرك في آخر حياته وتاب بعدما تيقّن أن الشهرة والمال يفنيان ولن ينفعه تصفيق المصفقين، ولا تطبيل السِّفلة والهوام… أذّكره بهذا لعلّه يكون له بردا وسلاما للرجوع إلى الحق فهو خير من التمادي في الباطل..

أقصدُ طه حسين الذي أحدث ضجَّة في عنفوان شبابه؛ فوجد أقربَ سبيل إلى الشهرة هو الطّعن في القرآن والتّشكيك في ديوان العرب (الشعر الجاهلي) وأن أكثره من اختلاق الرّواة معتمدًا في ذلك على مقالة سرقها من المستشرق القبيح مرجليوث، فقام له أهل الأدب والعلم يفنّدون ترهات هذا الشاب الغرّ الباحث عن حتفه بظلفه، حتى قال عنه الرّافعي في كتابه (“تحت راية القرآن”؛ ص:10): ومازالت هذه من عجائب حكمة الله فيما يحوط به هذا الدّين الإسلامي وكتابه الخالد، فكلّما وَهَنَ عصر من عصوره رماه الله بزنديق فإذا النّاس أشدُّ ما كانوا طيرة وأبلغ ما كانوا دفعًا ومحاماة، وإذا الدّينُ أقوى ما كان فيهم وأثبت، وإذا الزّنديقُ كأنّما سيق إليهم من جهنّم ليقول لهم: هلمّ إليها، فيقول ميسم النار: إياكم وإياها.

وبعد مرور الأيام وتعاقب الشهور والسنوات شرع طه حسين الكهل والشيخ ينظر إلى ما قاله باستخفاف متبرئًا من كل ذلك لكن لم تكن له الشجاعة للإعلان عن توبته ورجوعه إلى الحق واعترافه أنّ ما كتبه كان من أجل الشهر والمال..

 وقد أكّد الدّكتور عبد الحليم عويس بأنّ طه حسين تاب في آخر آيامه، ولكنّه كان عاجزًا عن إعلان توبته، والتّنكر لكل ما كتبه حيثُ منعه أناس من خارج بيته ومن داخله (يعني زوجته). واستدلّ د. عويس على ذلك بعدّة أدلة منها ما ذكرته مجلة (العربي) الكويتية في تحقيق لها عن (حج طه حسين) وذكرت أنّه بكى وقبّل الحجر الأسودَ لمدّة ربع الساعة فمنع النّاس من الطّواف، وذكر من شهد هذا الموقف أنّ طه حسين كان يردّد عبارات التوبة بأنّه أخطأ في حقّ دينه، وكان طه حسين يقوم بتقبيل تراب مكة وهو في طريقه إلى الحج . وأضاف عويس بأنّ العلمانيين يتعمدون إخفاء هذه الصّفحة من حياة طه حسين.

وذكر د. عبد الحليم عويس واقعة أخرى تؤكّد توبة طه حسين وهذه الواقعة يشهد عليها اثنان من تلامذة طه حسين على قيد الحياة الآن، وهما: د. عبد المنعم خفاجي، ود. علي علي صبح (عميد كلية اللغة العربية بالأزهر بالقاهرة) حيث ذكر أنّهما ذهبا إلى طه حسين وهو محمول على الأيدي بعد جلسة مجمع اللغة العربية في أواخر حياته وقالا له: بحق الله أكتبتَ (في الشعر الجاهلي) عن علم أم كتبته للدنيا والشهرة؟ فأجاب طه حسين: بل كتبته للدنيا والشهرة.

واستحلفهما أن يكتبا هذه الشهادة، ويوقعا عليها ليُظهرا توبة طه حسين للعالمين.. فطه حسين أساء وأخطأ ولكنّه تاب ورجع. [انظر صفحات مطوية من التاريخ ج 1/ص256.257].

(نرجو أن يهدي الله الشيخ رفيقي فيكون من أمته ويعود إليها، فإنه كما يقول الرافعي: فإنّه إلا يكن بها  لا يكن بغيرها، وإنّها إلا تكن به تكن بغيره). والسلام.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M