أزبال الطاليان… وأزبال بني علمان

11 يوليو 2016 00:51
الليبرالية إحياء للجاهلية وإيغال في الرجعية

هوية بريس – ذ. أحمد اللويزة

خلق الله الإنسان من مادة وروح، وأهم ما فيه الروح وبدونها لا يكون للجسم قيمة مهما كان غاية في القوة أو الجمال… لاح هذا الخاطر بعد الضجة القوية التي صاحبت استيراد نفايات ايطاليا لتدويرها أو حرقها أو ما لا يعلمه إلا الله، وكل هذا الضجة إنما خوفا على المادة (الجسم) من التسمم والمرض، نظرا لتوجه اهتمام كثير من أهل هذا الزمان إلى العناية بصحة البدن وجمال المنظر، مع تفريط واضح في صحة الروح وسلامة النفس وعافية القلب.

مقبول أن يحتج على استيراد ما يراه المواطنون ضررا بأنفسهم، ولم تزل الأزبال متناثرة هنا وهناك، ولم تزل النفايات تستورد من سنوات خلت كما قال المسؤولون.

لكن هناك أزبال ونفايات لم نزل نستوردها من عقود ومنذ الاستعمار، بعد أن خرج وترك وكلاء يزدادون شراسة وشراهة، يتولون مهمة الاستيراد وتلقي الشحنات وتوزيعها على البيوت بيتا بيتا، وقل من ثار في وجوههم ومع ذلك لم يسلم من دخانها المتطاير.

هذه الأزبال تتعلق بنفايات الأخلاق والقيم والأفكار والعقائد والنظم والقوانين والسياسات… أفلام، ومسلسلات، وأغاني ومغنين… روايات وقصص ومجلات… فهي نفايات متعددة من كل الأشكال، تنقلها وسائل مختلفة، تحوي سموما فتاكة تفتك بالروح والجسد، والتي تركت تشوهات مقززة وعاهات مستديمة وفشلا مناعيا في جميع تفاصيل الحياة، ولم يسلم من ذلك إلا من رحم الله، وقليل ما هم.

مظاهر تأثير النفايات التي تولى مستوردوها من عصابة مافيا بني علمان الذين تغلغلوا في جميع مفاصل الدولة، ظاهرة للعيان ولا تخطئها عين؛ عري وزنا ودعارة، وأمهات عازبات وأطفال شوارع، وتفكك أسري، وخيانة زوجية، وخيانة للأمانة وإخلال بالمسؤولية، خمور وحشيش، ومطالبة بالإفطار العلني، وصايتي حريتي، ولا للبكارة، والإباحية الفردية… ولائحة الأمراض والأوبئة طويلة طويلة جدا.

وهكذا أصيب المجتمع بداء فقدان المناعة نظرا لغفلتنا عن خطر النفايات الأخلاقية والفكرية التي تم استيرادها وتدويرها عبر الإعلام والتعليم والثقافة والاقتصاد…، واستخرجت منها طاقة إفسادية هائلة أتت على القيم والأخلاق والفضائل والمثل النبيلة. وأوصلتنا إلى حد البلاهة والاستحمار، ودرجة كبيرة من الاحتقار، حتى صرنا اليوم ومن قبل مزبلة لنفايات البشر يتخلصون منها خوفا على سلامة بيئتهم وصحة أبدانهم، وما كان لهم أن يفعلوا لو لم يسبق ذلك نفايات الأخلاق والقيم التي نخرت أرواحنا فكان طبيعيا أن يروا فينا مزابل لفضلاتهم وحاويات لمخلفاتهم.

إذا كان الأمر مرتبطا بالكرامة فمن باب أولى أن نسعى لإعادة الكرامة للروح وبها تعود الكرامة للجسد، فمن زمان ونحن قبلة لكل مأفون مكبوت يفرغ في بنات الوطن شحناته الشهوانية على مرأى ومسمع من الجميع. فمن هناك هانت علينا كرامتنا وفي ذلك ملفات كثيرة، ولم تزل بعد وصمة العار على جباه ما تبقى من شرفاء هذا الوطن حتى جاءت أزبال ايطاليا ترقص على كرامتنا على أنغام مزابل الغرب التي استوردها بنو علمان من قبل، فأفسدوا الحياة الدنيا وأضروا بالروح والجسد، فكل هذا الفساد لم يأت إلا من جشع الشهوة وتغليبها على الروح وذلك ديدن بني علمان سدنة الحداثة، وقد قال الله تعالى عن شأنهم وفي شأنهم: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} سورة الروم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M