أول شرط لمحاربة الفساد

26 نوفمبر 2020 17:20

هوية بريس – يونس فنيش

محاربة الرشوة حقا و حقيقة في الإدارة العمومية تعني أولا و قبل كل شيء رد الإعتبار لكل من حارب الرشوة بحسن نية و بتلقائية فنال عقابا، سواء بدحرجته إلى مراتب أدنى أو عن طريق إصدار قرار العزل في حقه، أو عن طريق منعه من مزاولة مهنته.

بدون تحقيق هذا الشرط أولا و قبل كل شيء، كل حملة متابعات في هذا الشأن لن تقنع أحدا بجديتها و مصداقيتها، إذ ستعتبر كسائر الحملات التي سبقتها، يعني مجرد فرصة لتصفية بعض الحسابات لا غير.

نعم، إذ كيف لمن كان مسؤولا و أراد محاربة الرشوة في الإدارة العمومية أن يتهرب من قضية رد الإعتبار لكل من رفض الرشوة فأضحى ضحية الإدارة نفسها التي تريد محاربة الرشوة…؟

لا يمكن محاربة الرشوة دون إعطاء القدوة الحسنة في الإدارة العمومية لتصحيح المسار حتى يقتنع جميع الموظفون العموميون هذه المرة بجدية تنفيذ قرار وضع حد للرشوة، و بأن الأمر لا يتعلق بمجرد حملة شبه سياسية من أجل محاولة تلميع صورة ما في إدارة ما مؤقتا قبل أن تعود حليمة لعادتها القديمة…

لا مجال للمراوغة في أيامنا العصيبة هذه، يجب رد الإعتبار للنزهاء الذين حاربوا الرشوة فكان مصيرهم العزل أو التهميش أو المنع من ممارسة مهنتهم.

بدون تحقيق هذا الشرط، سيظل الإعتقاد السائد أن محاربة الرشوة مجرد شعار يرفع بين الفينة و الأخرى لتحقيق مآرب لا علاقة لها بمحاربة الرشوة حقا و حقيقة. شكرا على انتباهكم. تحية وطنية. و معذرة على الصراحة. و الله أعلم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M