أيها الخطباء لا تتكلموا عن الأمانة والمسؤولية والأصلح لها في خطبكم القادمة فإنها دعاية انتخابية!!

03 مارس 2016 16:37
حملة فيسبوكية للمطالبة بالاستغناء عن أحمد التوفيق.. واقتراح د. مصطفى بنحمزة

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

الخميس 03 مارس 2016

الخبر: فتحت بعض أحزاب المعارضة جبهة جديدة في مواجهة العدالة والتنمية وذراعه الدعوي، التوحيد والإصلاح، على بعد أشهر من الانتخابات التشريعية المقبلة، ويتعلق الأمر بالتفكير في تقديم مقترح قانون لمنع استغلال المساجد في الحملات الانتخابية.

ويندرج هذا المقترح الذي جرى التداول بشأنه بين قيادتي الاتحاد الاشتراكي و”البام” في اللقاء الأخير، ضمن عدد من المقترحات التي تروم إصلاح المنظومة الانتخابية، والتي يرى الاتحاد الاشتراكي أنها تعاني اختلالات عميقة تؤثر على سلامة الانتخابات.

ويسعى الاتحاد الاشتراكي، من خلال معركة إصلاح القوانين، التي ركزها في المذكرة التي وجهها إلى مختلف الأحزاب الوطنية، إلى الوصول إلى توافق حول عدد من المقترحات، لتضمينها في تعديلات على القوانين الانتخابية.

ويأتي استغلال المساجد من قبل بعض الأئمة والخطباء، لفائدة “بيجيدي”، ضمن الاختلالات التي يركز عليها الاتحاد، ومعه “البام”، اليوم من أجل حمل الحكومة على إصدار قانون واضح في هذا الصدد، يمنع كليا الخطباء والأئمة من ممارسة السياسة أو الانتماء، صونا لدور المساجد الديني، وإبعادها عن الانخراط في الحملات الانتخابية، والعمل السياسي المباشر.

وأثير موضوع استغلال المساجد في الحملات الانتخابية، في وقت سابق، بعد تورط بعض الوجوه في الدعاية لفائدة مرشحي ”بيجيدي”، وهو الأمر الذي أكده أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حين اعترف بوجود خطباء ووعاظ منتسبين إلى أحزاب، موجها رسائل إلى المخالفين منهم لتوجيهات الوزارة.

كما أصدرت الداخلية، وقتها، تعليمات بمنع توظيف المساجد في المعارك الانتخابية، ومراقبة رخص البناء في فترة  الانتخابات تحديدا، من أجل إصلاح دور العبادة، سيما أن بعض السياسيين يستغلون توظيف الأعمال الخيرية من أجل استمالة أصوات الناخبين.

ومنع ظهير ملكي خاص بتنظيم مهام القيمين الدينيين، جميع المشتغلين في الحقل الديني، من ممارسة أي نشاط سياسي، أو اتخاذ موقف يكتسي صبغة سياسية أو نقابية، أو القيام بأي عمل من شأنه وقف أو عرقلة أداء الشعائر الدينية في المساجد.

هكذا ساقت يومية “الصباح” الخبر في عددها أمس الأربعاء 02 مارس 2016.

التعليق: لن أتعرض للحديث عن المشروع العلماني لوزير الأوقاف أحمد التوفيق الذي يعمل صباح مساء على علمنة منابر المساجد وسلب أئمتها واجبهم ومهمتهم في تعليم الناس أن الإسلام منهج جامع لجميع مناهي الحياة، وأنه يؤطر شؤون الناس العامة والخاصة، وجميع المجالات بما فيها الحكم والسياسة والاقتصاد والمجتمع.. مع وجود هامش الاجتهاد ونقل الخبرات وما ينفع الناس من الأمم الأخرى مما فيه تقدمهم وازدهارهم ورقيهم..

ولا لمن يقوم بخطأ الدعاية لحزب بعينه فوق منبر الجمعة أو كرسي الوعظ.

فقط أريد أن أوصي الخطباء والوعاظ بأن يلتزموا بالمسخ المنهجي الذي تفرضه عليهم الوزارة الوصية، حتى لا يطالهم شطط الوزير الذي لا يقبل عذرا ولا حوارا وهو يصدر أحكام الإعدام في حقهم عن طريق عزلهم، فقط ببنت شفة. وكأن الوزير يعمل بفرضية أنه ولي الأمر الذي له واجب الطاعة والاتباع (ولو في غير معروف فهو ظالم)، وأن رعيته ممن عليهم وصاية وزارته لا حق لهم في الاعتراض والاحتجاج ولو ضرب ظهرهم وأكل مالهم وشرد عيالهم.. وجوع بطونهم، وعرضهم للهلاك.. وربما نرى مستقبلا عقوبة النفي إلى القفار البعيدة..

الحاصول: مرة أخرى تفرض علينا الأحزاب السياسية علمانيتها، وتضغط على وزارة الشؤون الإسلامية ذات الخلق الحسن في التعامل مع مطالبهم والتي لا نرى منها سوى الانحناء لعواصفهم و”عجاجهم” الإعلامي والسياسي..

لذلك سيكون من الصعب على الخطباء والوعاظ وهم يؤدون واجب تبليغ ما كلفهم الله به الحديث في الأسابيع القادمة إلى متم هذه السنة عن مواضيع من قبيل:

– وضع النبي صلى الله عليه وسلم لأسس الدولة الإسلامية في المدينة.

– الأمانة.

– المسؤولية.

– الصدق في خدمة الصالح العام.

– الإتقان في العمل.

– حرمة أكل المال الحرام خصوصا إذا كان مال الجماعة.

– فضل براءة الذمة من الشبه والسرقة.

– حرمة التعاملات الربوية (دعاية لصالح البنوك الإسلامية).

وغيرها من المواضيع التي يمكن للعقل الاتحادي والبامي أن يفهموا أنها دعاية انتخابية لأقوى حزب منافس لهما.. لأن الخطباء والوعاظ في هاته الفترة لن يبقوا معرضين فقط لإكراه رقابة الوزارة الوصية عليهم، بل سينتقل الأمر إلى رقابة الأحزاب السياسية على المساجد وخطب الجمعة.. ولو أن ثقة هاته الأحزاب في كتائب وزارة الأوقاف كبيرة، لكن من باب مد يد العون وتكثيف جهود عيون وأنوف الرقابة، فلربما تخصص تلكم الأحزاب كفاءات حزبية قادرة على استخراج الدعاية الانتخابية بالمناقيش من خطب ودروس الخطباء والوعاظ!!

للأسف هكذا سيصير حال المغرب مع مزيد من القوانين المعلمنة للحياة العامة ولتسيير شؤون الناس، ولتضخم السياسي المنفصل عن الديني على حساب الديني المنفصل عن السياسي، وإن كان الحق والصواب أن السياسي داخل في الدين عند المسلمين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ، كُلَّمَا ذَهَبَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَأَنَّهُ لَيْسَ كَائِنٌ بَعْدِي نَبِيٌّ فِيكُمْ“.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M