إشارات كورونية

16 أبريل 2020 12:24
اقتلاع الأصيل وزرع البديل

هوية بريس – د.محمد أبياط

إن المسلمــين والعرب بمنظمـــاتهم وهيآتــــهم الشـــرقية والغربـــية، مغـــلولــون مقيــدون بقيــــود متعـــددة ومتنوعـــة مــن قبـــل دهـــاة الغـــرب!
فـــلا يُعـــالج نــــزاع عربـــي بيــــن دولتـــين فأكثـــر…
ولا يجــــتمع مؤتــمر عربـــي أو إســــلامــي …
ولا يقـــام مشــروع كبيــر فــي دولـــةـ أو بيــن دولتيـــن فأكثـــر مــن العـــرب والمسلمــــين…
ولا يتـــلاقـــى الـــعرب والمسلـــمون علـــى أمـــر ذي بـــال…
ولا يصـــدُر عنــهم مــوقف مضــاد لجهــة مـــا…إلا حضــره مــن الغــرب مــن يغيـــر طعمـــه ولونــه وريـــحَه!!!…

أمـــا فــي المحـــافل الدولــية فينطـــبق عــلى العــرب والمسلمـــين قــول الشـــاعــر:
ويـــُقـــضـــى الأمــرُ حـــينَ تغــيبُ تَيــمٌ***ولا يُستأمرون وهـــم شُهــــــــودُ

إذ وضعهـــم لا يسمــح لهــم أن يكـــونوا فــي العـــير ولا فــي النفـــير، فيـــا أسفـــاه علـــى العـــرب والمسلمـــين!

ألـــيس فــي العـــرب والمسلمــين رجــل عـــلم،وحكــمة، وخبــرة، وفطنـــة، وعـــزة نفـــس !
بـــلى بـــلى…ولكـــن الغـــرب المُستَحلــب لضـــروع العالمـــين العربــي والإســلامي، يقــيم الســـدود تــــلو الســـدود فـــي وجـــه المسلمـــين الكُفـــاة المخلصـــين، حتـــى لا يتمكنـــوا مــن القيـــادة العـــامة لأوطـــانهم، لأن الغـــرب أولاً، وجـــد قـــادةَ العـــرب يَعـــدون شعـــوبهم حمـــيراً كمـــا جـــاء فـــي مثلهــم الســـائر: ” أنـــت أمـــير،وأنـــا أمــير، فمــن يســـوق الحمير”.

ولأن الغــرب ثـــانياً، يعــلم أن قيـــادة المسلــم الكـــفء المخلـــص ستحــول بيــن المعتـــدي، ومـــا يغتصـــبه!
فهــل نحــلم بسعـــادة رؤيــة المسلمــين يتسامحـــون ويتعانقـــون ويتحــابون فــي اللــه، ويعـــدون ربــهم كوعـــد كعـــب بـــن مـــالك، وعكـــرمة بــن أبـــي جهــل بيــن يــدي الرســول صلــى الله عليــه وسلــم عندمــا تــاب اللــه تعالــى علــى الأول، وأنجــا الثـــاني مــن الغــرق!

أيـــــــــــــــهــــــــا العــــــرب والمسلــــمون، ألا تعتـــــــبـــرون!

هـــاهم الـــروم – وهـــم فــي عظـــيم محنتهــــم،وتحـــت بـــأس كورونـــا- يتـــفق قــادتــهم ومفكروهــم، ويحضــــرون – للاجتمـــاعات واللقـــاءات التــــي سيتـــدارســون فيــها أسبـــاب وآثــار كورونــا ومــا سيترتــب عــن ذلــك مــن عواقـــب وخيــــمة فــي كــل شـــؤون الحيـــاة، ويقترحـــون إمكـــانات المعالجــة أو التخفــيف أو المواجهــــة فـــي غـــدهــم القريــب والبعــيد.
وقــد وصفهـــم عمــرو بــن العاص رضــي الله عــنه بأوصــاف كـــان العــرب والمسلمــون أحـــرى أن يتصفـــوا بـــها:

عـــن المستورد القــرشي رضي الله عنــه أنــه قــال عـــند عمرو بــن العاص :

” سمعـــتُ رسول الله صلــى الله عليه وسلــم يقــول: تَــقُــومُ السَّــاعَةُ والــرُّومُ أكثـــرُ النَّــاسِ”، فقـــال لــه عــمرو: أبـــصِر مــا تقـــول! قـــال: أقــول مـــا سمعــت مــن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قـــال عــمرو بــن العاص: لـــئن قلـــتَ ذلــكَ إن فيهـــم لخِصـــالاً أربـــعاً:
– إنهــم لأحلَــمُ النــاس عنـــد فتنـــة.
-وأسرعُهُــم إفـــاقةً عـــند مصيبــة.
-وأوشَكُهُــم كَــرَّةً بــعد فَــرَّة.
-وخيرهُـــم لمسكـــين ويتيــمٍ وضعيــف.
وخـــــامســـة حســــنة جمـــيلة:
-وأمنـــــــــــــــــعهــم مـــن ظـــــلــم المـــــــلوك.
(رواه مسلم-الفتن، باب ‘تقــوم الساعة والروم أكثر الناس).

قـــال الإمــام القرطــبي(ت656ه) فــــي المُفهــم: (ووصــف عبد الله ابن عمرو لهــم بمــا وصفهــم بــه مــن تلــك الأوصــاف الجميــلة، إنــما كانــت غالبــة علــى الروم الذيــن أدرك هــو زمانَهــم؛ وأمــا مــا فــي الوجــود منهــم اليوم، فهــم أنجــسُ الخليــقةـوأركسُـــهم، وهــم موصــوفون بنقــيض تــلك الأوصــاف).

ويمكـــن أن يُستـفاد مــن توضــيح القرطبــي أن المسلمــين عندمــا يُحسنــون ممارســة أخــلاق الإســلام فــي واقعــهم، ومـــع غيرهــم، تشيــعُ وتنتشــرُ أخــلاقُ الإســلامِ فــي غــير المسلمــين، لأنهــم يعشقـــون آثـــارها الواقعيــة المصـــدقة لدعــوى الإســـلام.
وعندمـــا يســيء المسلمــون إلـــى الإســـلام يصــــير حـــالهم مكذبـــاً بدعـــوى الإســلام!
ومــا إخَــال الروم اليوم يتورعـــون ويكُفــون عــن توجيــه اتهاماتهم للعــرب والمسلمــين بســـبب حقدهــم ومكرهـــــم وحســـدهــم الدفـــين القديـــم.
والعقـــلاء لا يستبعـــدون أن يلـــفّق الــروم اليــوم وغـــداً ، صــوراً مــن المكــر والكيــد يوقعونــها بيــن العــرب والمسلمـــين ليستعملـــوهم كعاداتــهم.

فمتـــــــــــى يفــــــــيق العــــــرب والمسلمـــــــون إذا لـــــم يفيــــــقوا اليـــوم!

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M