إغلاق المساجد بالنمسا.. اليمين الأوروبي يشيد وتركيا غاضبة

10 يونيو 2018 18:39
عدم الخوض في السياسة والحرص على الهندام المغربي.. وضوابط أخرى في الالتزام الخاص بأئمة المساجد (وثيقة)

هوية بريس – الجزيرة

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستشار النمساوي سيباستيان كورتس من “حرب بين الصليب والهلال” بعد إغلاق الأخير سبعة مساجد في النمسا والتلويح بطرد عشرات الأئمة.
وفي كلمة ألقاها مساء أمس السبت في إسطنبول قال أردوغان “أخشى أن تقود هذه الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء النمساوي، العالم نحو حرب بين الصليب والهلال”.

وتابع “يقولون إنهم سوف يطردون أئمتنا خارج النمسا. هل تعتقدون أننا سنقف مكتوفين حيال ذلك؟ هذا يعني أنه سيتوجب علينا القيام بشيء ما”، من دون أن يُعطي مزيدا من التفاصيل.

والجمعة، قال إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئيس التركي على تويتر إن “إغلاق النمسا سبعة مساجد وطرد أئمة هو نتيجة الموجة الشعوبية والمعادية للإسلام والعنصرية والتمييزية في هذا البلد”.

وأضاف “موقف الحكومة النمساوية الإيديولوجي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وسياسيات التماسك الاجتماعي وحقوق الأقليات وأخلاقيات التعايش ويجب رفض تعميم القبول والاستخفاف بمعاداة الاسلام والعنصرية”.

من جهته، قال وزير الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك، عمر جليك، إن قرار فيينا “يظهر مدى قيود العنصرية ومعاداة الإسلام التي باتت تكبل حكومة النمسا”.

ودعا جليك من أسماهم بـ”أصدقاء الديمقراطية” في أوروبا إلى “الحذر من معادي الإسلام، لأن هدفهم هدم القيم الأوروبية، وتسميم مجتمعاتهم باسم العنصرية”.

وأعلن سيباستيان كورتس قرار إغلاق المساجد السبعة وطرد عشرات الأئمة بعد استياء أثارته إعادة تمثيل معركة رمزية في التاريخ العثماني من قبل أطفال ارتدوا زيا عسكريا، في أحد أبرز المساجد في فيينا التي تحصل على تمويل تركي.
وبينما قال كورتس في مؤتمر صحفي “لا مكان للمجتمعات الموازية والإسلام السياسي والتطرف في بلادنا”. وأشار وزير الداخلية هربرت كيكل إلى أن من بين من ستشملهم هذه التدابير نحو 60 إماما. مضيفا أن عائلاتهم معنية أيضا، مما يعني في المحصلة أن 150 شخصا قد يفقدون حق الإقامة في النمسا.

وأوضح كيكل -وهو من اليمين المتطرف الشريك في الائتلاف الحكومي مع المحافظين- أن إجراءات الطرد بدأت بحق بعض الأئمة الذين تمولهم تركيا.

ودعمت الأحزاب النمساوية المعارضة إعلان الجمعة بشكل واسع، واعتبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط الأمر “أول خطوة ذات معنى تتخذها الحكومة”.

كما عبر قادة اليمين المتطرف في أوروبا عن ترحيبهم بقرار السلطات النمساوية. وقالت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان على تويتر إن “النمسا تأخذ زمام الأمور بيدها، ما يؤكد أنه بإمكانك القيام بما تريد حين ترغب”.

بدوره، قال زعيم حزب رابطة الشمال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إن “أولئك الذين يستغلون إيمانهم لتعريض أمن دولة للخطر يجب طردهم”.

وكانت صحيفة “فالتر” من يسار الوسط نشرت في مطلع يونيو صور إعادة تمثيل معركة غاليبولي من قبل أطفال في المسجد، مما أثار رد فعل قويا في أوساط الطبقة السياسية في النمسا على مختلف انتماءاتها.

ويظهر في الصور صبيان في زي عسكري يؤدون التحية العسكرية وهم يقفون في طابور ويلوحون بأعلام تركية أمام حضور من الأطفال. وفي صورة أخرى يتمدد بعض الأطفال أرضا حيث يمثلون دور ضحايا المعركة وقد لفوا أجسامهم بالعلم التركي.

يذكر أن حوالي 360 ألف شخص من أصول تركية يعيشون في النمسا، بينهم 117 ألفا يحملون الجنسية التركية. وتوترت العلاقات بين فيينا وأنقرة بعد محاولة الانقلاب ضد أردوغان في يوليوز 2016.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M