إلزام ثالث بـ”خطبة موحدة”.. هل يسعى التوفيق إلى توحيد شامل لخطبة الجمعة؟

08 مارس 2022 16:59

هوية بريس – عابد عبد المنعم

مجددا، وفي ظرف أقل من شهر، عممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطبة موحدة، آخرها اليوم الثلاثاء 8 مارس حول موضوع “مكانة المرأة في الإسلام”، ما طرح عدد من التساؤلات حول عزم الوزارة اتخاذ خطوة في اتجاه توحيد خطبة الجمعة بشكل شامل، اقتداء بتجارب بعض الدول العربية.

وفي هذا الصدد حذر بعض المتابعين للشأن الديني من الإقدام على هذه الخطوة، على اعتبار أن توظيف المنبر سياسيا لم يعد مطروحا في المغرب؛ هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى؛ فخطيب الجمعة ليس مقدما للأخبار ولا قارئا للنشرات، وإنما مصلح وموجه في المكان الذي يتواجد فيه، وكل منطقة في المغرب لها مميزاتها وخصوصيتها، وخطيب الجمعة يعمل من خلال المنبر الذي يعتليه كل أسبوع على توجيه الناس لما ينفعهم ويصلحهم في دنياهم وأخراهم، على حسب الحاجة التي تحددها المعرفة بالمعايشة والمعاينة، خاصة في العالم القروي.

والخطبة الموحدة تسلب الإمام كل سلطة تقديرية، وتسحب القرار من الأطراف إلى المركز، وتجعله بيد الوزارة فحسب، ما سيفقد هذه الشعيرة الدينية رمزيتها، ويضعف بشكل كبير التفاعل معها، خاصة وأن المصلين على العموم حين يسمعون خطبة موحدة يتخذون موقفا سلبيا، حتى وإن كان مضمونها جيدا، بل أفضل أيضا مما قد يقدمه بعض الخطباء.

لقد عانى الخطباء، خلال العقدين الأخيرين، بشكل كبير من الميز ومصادرة الأفكار، وكل خطيب ذو غيرة وعلم ومعرفة تم إقصاؤه، ونتيجة لذلك لم تعد كثير من الخطب توتي أكلها، وتحولت إلى عرض لا طعم له ولا لون ولا رائحة، حتى بات بعض المصلين إنما يحضرون الجمعة من باب وجوبها وفضلها، ما يحتم على الوزارة الوصية مراجعة المنظومة برمتها، وإشباع حاجة المومنين، بتوفير خطباء أكفاء، ذوي علم ومعرفة وفكر، لا السعي إلى تكريس الوضع وإضعافه أكثر مما هو عليه اليوم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M