«إلى جنة الخلد….» (عشريات) مـن وحـي فاجـعـة الحـج الأخيـرة

18 نوفمبر 2015 21:51
«إلى جنة الخلد....» (عشريات) مـن وحـي فاجـعـة الحـج الأخيـرة

عبد الرحمان عبد الوافي الفكيكي

هوية بريس – الأربعاء 18 نونبر 2015

…………………….

إلى جنــة الخلد صار حــجيــــج       إليها إلى زينة الاخــــــره

وليــس بهــــذا أزكــيــهــمــــــو        علــى الله يانكبة قاهــــره

و لكــنني قــلت ماقــلــت لمـــــا        تبدوا بأرض منى الطاهره

جثامين هـــبت إلى اللحد فرحى        بأثواب إحرامها الباهــره

جثامين؟ لابل جحافــــــل حــــج       طــوتها يد القدرة القادره

فــطــارت الــى ربــهــا بــبــراق الشــهــادة فــي فــرحة غامره

عــلى فــمــها لــم تــزل تــلبــيــات بــرغم الــردى رطبة ناضره

فــيــهنــيــهمــو أجــل جاء هــم        هنالك في مكة العامــــره

هنالك في خير أرض ستبــــــقى       قــد استهــا أبــدا ظاهــره

لنبقــى وراهــم بــدنيــا غــرور        نــكابــد آثامنــا الجــــائره

******

كــذلــك قــلــت احــتــســابــا ونــفســي بها ما بها من أليم الألم

أالــف شهيــد قضــوا نحبهــــــم        بفعــل مصــاب أليــم ألــم؟

وألفــا جــريــح بــهــم ارض تــلــبــيــة قد غدت أرض نوح ودم؟

فيــــا لانــدفــاع حجيــج بـــــــه        بدوا فجأة مثل سيل العرم

ولازال ســيلهمــو بعضــــــــــه        يموج ببعض بموج خضم

إلى أن عــلا بعضهــم بعضــهــم      وللموت مخلب بطش وفم

فــأصبــح حــج لنــا نــكــبــــــة        اقضت مضاجع كل الأمــم

وفــد زاد مــن هــولــها صــــور      تقد حشا الصخر وهو الأصم

وهــا أنــذا مــن عــروض لهـــا        أصيح ونار الأسى تضطرم

ألا ليــت عينــي لــم تــبــصــــرا       مصارع حجاج ذاك الحرم

****

ولكــنني يــا صــحابــي أبــصرت مــا قــد وددت بــه لــو عميت

ومــا بــه شوهــــدت أصرخ توا       ولا عتب والله إما صرخـت

عــدمتــك الة تصوير مـوتى  مـنـوا هــا هــنــاك بــأفظــع مــوت

فقــد هجت أحزان أهل حجيــــج كما النار هيجت بمصبوب زيــت

ومــا هــدنــي غيــر بيــت بــــدا       بهم قبل ذا اليوم أسعد بيت

إلاهــي و اليــوم هــا ســعــــــده        تداعى فيا شعر هلا نهضت

لترثــي فــرحــة حــج غـــــــدت       بكاء مريرا لهاكــم بكيــت

بل انهض لترثي أستــاد جــيــــل      فقدما بفن الرثــاء عرفـت

أمختــار1 موتــك أحــزن قلــبــي      وان قد سعيت وان قد وقفت

وكيــف بأهليــك؟ يــا للمصـــاب      إلاهي لطفك في ما قضيت

****

مصــائــب أمــتــنــا جــمــــــــة        ينــد عن الحصر تعدادهـا

فما شئت من نار حرب ضروس      محال مدى الدهر إخمادها

وما شئــت مــن مــدن دمــــرت       ودكت بفأس الذي شادهـا

إذن, فهي حرب الطوائف ويحي       على أمــة عــز إنجادهـــا

على أمة قد غــدا شــامــهـــــــا         تقاسمه الويــل بــغداد هـا

دع العــد شعــري وقــم بــاكيــا        علــى امــة قــام عوادهــا

وذلــك مــا أدركتــه يــهــــــــود        فعربد في القدس إفسادها

–   يهود اقسمي عنوة مســجدا         بــأرض لنــا خان قـوادها

أجــابــت بــسخــريــة مــــــــرة        وقد داست البيت أجنادها:

–   و لم لا؟ فــنــامــي جــفــوني نــامي وعاش ليعرب آسادها

****

مــصــائــب أمــتــنــا جــمــــــة        ويــا لمصائبهــا الجــمــة

أيــركب قــوم مصــائــب قــــوم       لنيــل منــاهــم بلا حشمـة

فــيزداد خــرق عــلــى راتـــــق       بمــا قــد أثاروه من فتنـة

وبــينــهمــا خيــر ديــن دعـــــا        بنص الكتاب إلى الوحــدة

كــأنــي بفيــك أيــا صــاحــبـــي       يفــوه يدمــدم في حيــرة:

– ألاليــت شعــري مــاذا تــريــد؟ و مــن ذا المتابــع بالتهمة ؟

فصحــت و للــهــم ســلطانـــــه        – ورحماك من هذه الصيحة -:

–   أريــــد بــذلــك ألام قــومــي قــوم الجــمــاعــة و الســنــــة

فقــد سعــرت نــارهــا منـــذ أن        تـداعى علينا أذى الشيعة

وأيــن الــتــقــيــــة؟ ويــك تــداعــت، فــيــا لــوجــوه لهــم فظــة

أقــول وهــذا زمــان الــكـــــرب       أيا كربــا نزلــت بالــعــرب

لــقــد كــدت أومــن مــن هــو لــكــن بــان هــلاكــهــمــو يقتـرب

****

أمــــن كــيــد هــود الــى كــيــد غــرب إلــى كيد من بيننا خيرأب

وهــل غــيــر شــيــعــة إيــران أقــصــد مــن للهدى مثلنا تنتسب

ولكنهــا هــي ذي اليــوم مــــن       ضغائــن تمطرنــا باللهـب

–   بربــــك مــاذا تــريــد؟ أجــاب اخــوسنــة عــالــم منتجـــب:

–   تريــد القضــاء علـى مذهب    لنا نبعه العذب خير الكتب

وســنــة أحــمــد خــيــر النــبـيــئـين نور الهدى المصطفى لاكذب

لــتــنــشــر في أرضنــا مذهبـــا     أباطيله عجــب في عجــب

أبــاطيــل نشــكــو أذاها كــمــــا     شكى الجلد يوما أذاة الجرب

****

إلاهــي ســنــتــنــا المــرتضاة أحــاطــت بهــا قاصمــات الغيـــر

فــهــذه شيعــة بــغــض قــديــم         لها وهــو يا ويحــه مستمر

وكــيــف وهــا خطــة دبــرتهــا        بليــل ومدمعهــا ينهمـــــر

فــبــعــد البكــاء وبــعــد الحــداد عــلــى حجنــا المبتــلى بالكــدر

وبــعــد اتــهــام لآل سعــود بإهــمــالــه وهــو شأن خــطـــــــــر

بمطمعــها هــي ذي صــرحـــت       بــدون حيــاء بدون حذر:

– أحــكـر لــتــســيــير ذاك المقـام الشريف؟ -ثكلتك- يا محتكر

فــهــيــوا أيــا مسلميــن جميعــا لنــرعاه رعيــا جميــل الأثــــر

هــراء فــمــا هــمــها غيــر مـا        عليه قضى مصلح مقتدر2

ضــرائــح هــدت بأرض الحجــاز فــأحــيــي تــوحيــدنـا وازدهر

****

أيــا باخســي جهــد آل سعـــود         إليكم بذي الحجة القاطعه:

أفــي الأرض اجمعــهــا تحفــة         كتحفــة مكتنــا الــرائــعـه

وهــا هــو توسيــعــهــا قــائــم          وان قد بدت للورى واسعه

وذلــك حــفــظــا لــزوارهـــــــا        فمــا مـوت أهلي بالفاجعه

–   ومــا غير فاجعة الحج أعنـي-     وما خطب ها تيكمو الرافعة

ســوى قــدر سابــق كــلــنــــــا         نفــوس لقدرته خاضعـه

أيــا بــا خســي جهد آل سعــود         إليكم بذي الآية الساطعه:

“ولا تبخسوا الناس أشياءهم3”         فيا هل لكم أذُنٌ سامعــــه؟

وفــي الختم، أنصح آل سعــود         وهم حصن سنتنا الجامعه

بأن ينصــروهــا بــأفعــالهـــــم        فليــس سواهــا لهـا نافعه

……………………

المحمدية في: 20 ذو الحجة 1436

الموافق لـ4 أكتوبر 2015

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- هو الدكتور المختار لكحل رحمه الله كان أستاذا بالتعليم العالي (شعبة الجغرافية) بكلية الآداب، جامعة الحسن الثاني -بالمحمدية-، وقد توفي أثناء حوادث الحج الأخيرة وإنا لله، وإنا إليه راجعون.

2- المقصود به المصلح السلفي المعروف الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي.

3- سورة هود آية 24.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M