إلى صديقي “رجل الدولة”.. المطبع: أخشى عليك من المعجبين، وأخشى .. عليك لعنة القدس

25 يناير 2021 12:54

هوية بريس- أحمد ويحمان

أما القدس و بركته، فهذا ليس قولي و إنما هو قول خالق الكون كله، و انت أعلم منا بما قاله سبحانه، عن أقصى القدس “الذي باركنا حوله ” يقول جل جلاله . و أما القدس و لعنته فهي مؤكدة بنفس تأكيد بركتة، و لتتأمل آخر هذه الكلمات ! .
لكن، أولا، دعنا نبسط أولها .. !
فمن المشاعر التي تبعث على الاشمئزاز ، حديث المرء عن صديق، جمعته به صداقة لوجه الله، بما لا ينسجم و تلك العلاقة الاجتماعية النبيلة، و يكبر الاشمئزاز أكثر كلما تجاوز الحديث مستوى عدم الانسجام إلى مستوى واجب مناقضة واجب المراعاة .. و يزداد
مستوى القرف في هذه المشاعر عندما يضطر المرء لذلك اضطرارا و لا يبقى له فيه خيار .
تلك هي مشاعر كاتب هذه السطور إزاء صديقه، سابقا، الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية و رئيس الحكومة .
و هنا يحضرني قول الفيلسوف أرسطو عن صديقه الفيلسوف أفلاطون : أحب أفلاطون كثيراً .. لكني أحب الحقيقة أكثر .
سياق كلمات اليوم معروف و مناسبتها معروفة أيضاً . فالأول هو التطبيع المخزي و الثانية هي انعقاد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية .
لقد نزل علينا توقيع العثماني على الاتفاق مع العدو الصهيوني بوقع الصاعقة، لاسيما أنه، حتى قبيل هذا التوقيع المخزي، كان يتحدث عما سماها الخطوط الحمراء، و سماها بالتفصيل، و بكل وضوح؛ *فلسطين خط أحمر .. القدس خط أحمر و الأقصى خط أحمر ..* و أضاف، عن حق، بأن التطبيع – الذي وصفه في عنوان إحدى مقالاته ب ” الإبادة الحضارية ” – يشجع الاحتلال على ممارساته و مواصلة انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني ..
لقد كان من الطبيعي لهذه الانعطافة الحادة على طريق القضية أن تتسبب في حادثة .. فكانت الحادثة – الكارثة ..
لقد تم التوقيع على اتفاق التطبيع مع أحد كبار مجرمي الحرب الصهيوني، الإرهابي مائير بن شباط الملطخة أياديه بدماء آلاف الفلسطينيين الأبرياء و أحد أهم المسؤولين على صنع القرار في الكيان؛ قرار مواصلة الاحتلال و مواصلة الاستيطان و مواصلة التقتيل و هدم المنازل و مواصلة اختطاف و اعتقال الآلاف من الفلسطينيين، و منهم الأطفال و النساء، و مواصلة تدنيس مسرى رسول المغاربة و أزيد من مليار و نصف المليار مسلم ومواصلة السعي لهدمه، استراتيجيا و عقديا، لإقامة هيكلهم المزعوم مكانه ..
لقد وقع الدكتور العثماني هذا الاتفاق المخزي .. و كان لازما أن ندين .. فأدناه . لكن ما حصل ليس من قبيل ما يقع فينتهي أثره في حينه و يكون على المرء، أيا كان وقع الحادث، أن يبذل الجهد و يتحلى بالصبر لاستيعابه و العمل على تجاوزه . إن ما وقع هو من قبيل المصيبة المركبة التي يبدأ معها تناسل و تعاقب مصائب أخرى أكثر ضررا و أشد إيلاما .. و من قبيل ما يدعو المغاربة معه الله أن ” يحد الباس” .. فالسقوط حاصل، و يبقى الأمل بين الرجاء و اليأس في إمكانية النهوض .
و مما يبعث على القنوط (حتى لا نقول اليأس)، ما صاحب سقوط الدكتور العثماني من حركات استحالت إلى ظاهرة تبين أنها انطلت على الرجل و تسوقه سوقا ( و قد تسوق معه، لا قدر الله، حزبه معه ) نحو حتفه السياسي و تجرده، و إلى الأبد، من أي رصيد أخلاقي .. نقصد حركات و ظاهرة *” المعجبين الجدد “* بالدكتور سعد !! و ب البيجيدي !!
فمنذ التوقيع مع الإرهابي بن شباط، و آلاف التعاليق و اللايكات و الإشادات على صفحته على الفيسبوك تبارك له حكمته وتبصره الذين أنعم الله بهما عليه و تتمنى له مزيدا من الإلهام ! و منها من تطلب منه ان يتشجع، و لا يلتفت إلى المتزمتين من أصحابه ويقوم بزيارة ل *تل أبيب* ، و يثبت فعلا أنه *”قوي”* و *”وطني”* و يتحلى بمقومات *”رجل دولة”*!
و فضلا عن الذباب الإلكتروني لأفيخاي أدرعي في مواقع التواصل الاجتماعي، انبرى بعض” الصحفيين ” في منابر المنظمة الصهيونية JISS لأحمد الشرعي، و مماثلاتها من المنابر التي يتولاها راسمال الإمارات، يشيدون بحكمة و تبصر و تعقل الدكتور سعد و قيادة البيجيدي !!!
على نفس المنوال نسج و ينسج بعض ” المحللين” الذين كانوا يعتبرون البيجيدي ( و لا يزالون) بمثابة ” دم أسنانهم” كما يقول المغاربة !
و في خضم هذه الجوقة الجديدة من المعجبين بالدكتور سعد و بحكمة قيادة البيجيدي، التحقت جوقة ” محبي إسرائيل في المغرب الكبير ” ، المتدثرة زورا بالأمازيغية( و نحن إمازيغن منهم براء)، قبل أيام، على إثر سقطة أخرى، بمباركة قائد حزب العدالة والتنمية لأسطورة ما يسمى ” السنة الأمازيغية” الجديدة التي ابتدعتها البروبغندا الصهيونية على أساس فضيحة كبيرة من المنظور العلمي ( فضيحة انتصار شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني!!)؛ هذه السقطة الجديدة التي ” كملها و جملها” حساب الدكتور سعد على الفايسبوك بنشر راية الصهيوني جاك بيني إلى جانب المعايدة !!
” أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟! ” .
” رجل دولة ” ؟!!
أتبتغون عندهم العزة ؟
*” وإن العزة لله ولرسوله والمؤمنين .. لكن المنافقين لا يعلمون “* صدق الله العظيم
آخر الكلام
*الفرقان*
1 – قرر الاستعمار منذ مؤتمر بانيرمان( 1905- 1907) الذي أسس لسايكس بيكو و وعد بلفور خلق كيان يفصل القسم الآسيوي عن القسم الإفريقي للأمة، فاختاروا فلسطين، لأنها قلب الأمة ليزرعوا فيه هذا الكيان بمواصفاته التي بسطنا أعلاه .
2- قرر خالق الأكوان، جل في علاه، خلق فلسطين فعلا قلبا للأمة العربية و الإسلامية، و داخل قلب الأمة العربية والإسلامية خلق مدينة القدس قلبا لهذا القلب . و لمدينة القدس خلق قلبا هو مسرى الرسول الذي بعثه الله رحمة للعالمين؛ المسجد الأقصى !الذي سميته يا د سعد، عن حق، خطا احمر، أياما قبل التوقيع المخزي !
3- لم يخطيء أحد في الأرض و المسجد الذي ” باركنا حوله ” بتأكيد من الله تعالى إلا و حلت به لعنة هذه الأرض المباركة إ
لن نطيل بالعودة لمصير السادات و بشير جميل و غيرهما ممن تآمر عليها .. و لكن نكتفي بآخر الملعونين؛ ترامب الذي أعلن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني؛ ها إنه سقط السقوط سطالمخزي وألمت به لعنة القدس !
*لعنة القدس وما أدراك ما لعنة القدس !*
باسم الله الرحمن الرحيم :
*” كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون .”*
صدق الله العظيم
آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M