الأضحية بين معانيها السامية وخرافات شرار العلمانية

05 أغسطس 2019 23:28
تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال (حدث وعبرة)

هوية بريس – رشيد الذاكر

هكذا وباستمرار كلما حلت ديارَ المسلمين شعيرةُ من شعائر الدين: صيام أو “أُضحية” أو حج أو زكاة.. إلا وجدت خراش العلمانية تسعى لصيد بعض المسلمين الذين لا يعرفون الدين جيدا، فيطلقون سهاما مسمومة، ويرسلون كلابا غير معلمة، لعلها تصيد بعض الناس.. وقد اعتدنا منهم ذلك – لكن ولله الحمد تصطدم شبهاتهم بنور الحق فيرجعون على أعقابهم ينكصون على حد قول ربي جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36] فذكر إنفاق المال هو على سبيل التمثيل أو الغلبة لا الحصر والتخصيص فهم ينفقون وقتهم، وجهدهم، وفكرهم، وأموالهم: لأجل إضلال المسلمين: ولكن: هيهات هيهات: إذ لو كان هذا مع غير الإسلام لانتفعوا… لكن مع الإسلام: ستكون عليهم حسرة مع الهزيمةِ والصغارِ والذلةِ والاحتقارِ.
ففي كل عام عندما تلوح بشريات عيد الأضحى ويستبشر المسلمون خيرا بقدومه، وتعم فرحة كبش العيد: الصغير والكبير {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] أمام هذه اللذة الإيمانية والمتعة الحسية: تجد: في قلوب العلمانيين -اللادينين- في بلاد المسلمين حقدا على: فرح المسلمين بعيدهم … ولكي لا يموتون حقدا ينفسون عن ذلك بالطعن في العيد -يعرف هذا علماء النفس جيدا: تنفيس المكبوتات والأحقاد الداخلية- فيخرج العلماني طاعنا في شعيرة اﻷضحية بدعوى أنها فعل دموي، أو خرافة قديمة…. هكذا يزعمون ثم يقولون نحن مسلمون: عجبا
فكان عزيزي القارئ: هذا اﻹيضاح لعله يشف صدور قوم مؤمنين من شبهاتهم وتخليطهم، وخاصة أن القوم يستغلون مقدار جهل بعض المسلمين بهذا الدين العظيم، فيقدمون أنفسهم بصفة الناصح.
فأقول: ابتداء للأضحية فوائد ومقاصد تفوق العد والحد، ﻷنها نعمة من الله، ونعم الله لا تعد ولا تحصى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18]
فهي إلى جانب كونها تعبر عن رمز للتعبد الجامع بين المعنى والحس. ذات فوائد نفسية واجتماعية واقتصادية.
وإليكم البيان:
– اﻷضحية: نسك شرعه الله تعالى: { وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30] وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وتقريرا: فعن البَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عنه: قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن ذبَحَ قبل الصَّلاةِ فإنَّما يذبحُ لنَفْسِه، ومَن ذَبَحَ بعد الصَّلاةِ فقد تَمَّ نسُكُه وأصاب سُنَّةَ المُسْلمينَ) – صحيح البخاري – بل هي من المعلوم من الدين بالضرورة: ( أعلى رتب الإجماع) ولذلك من يقول هي خرافة، فهو يقول بالحرف الواحد: اﻹسلام كله خرفة، ولكن العلماني – غالبا – لا يستطيع أن يقول هذا لكن: يمرره بشكل غير مباشر {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ} [آل عمران: 154]
– اﻷضحية ربط للماضي بالحاضر وإحياء للذكرى أب اﻷنبياء سيدنا إبراهيم مع ولده المبجل سيدنا إسماعيل عليهما السلام، ويكفي المسلم أن تغرس فيه بمناسبة عيد اﻷضحى قيم التضحية وتحمل المسؤولية والمشاورة والفداء… عندما يتذكر سيرة نبيا الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. ولا يخفى على أحد البعد النفسي في قصص هذين المباركين عندما يتعرف عليهما المسلم، وهذا ما لا يريده العلمانيون. بل لابد عندهم أن يبقى المسلم ضمن القطيع يوجهونه: أين ومتى وكيف : شاؤوا.
ولكن يأبى اﻹسلام وعيد اﻷضحى برمزيته التاريخية إلا أن يصنع رجالا : يغيضون العلمانية.
– اﻷضحية: فرحة في قلوب المسلمين: اﻷطفال والشباب والكبار، قل للعلمانين {مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: 119]
– اﻷضحية: فرحة وأنس وجمال لا يعرف ذلك إلا المسلمون ذوو الذوق الرفيع { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
– اﻷضحية رمز للإعادة المحبة وتجديدها بين العائلات المسلمة والتي شغلتنا عنها هموم المدنية ولولا منسباتنا الدينية لما صرنا يعرف بعضنا بعضا.
– اﻷضحية: رمز للتكافل، ورمز للتشجيع على اﻹنفاق فيكفي أن يعلم المسلمون بوجود من لا طاقة له بالعيد حتى يوفرون له الأضحية: تكون أحيانا أغلى من أضحيات العديد منهم ، إنه التكافل اﻹسلامي، وعنوان وحدة المسلمين.
قولوا: جميعا عندما يرى العلماني هذا ألا يموت حنقا. {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [يونس: 88]
أما اﻹقتصاد وما تفعله شعيرة اﻷضحية فيه فما أظن أنني سوف أوفيه حقه في هذه اﻷسطر، ولكن إخواتي اﻷعزاء يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق وتكفي اﻹشارة عن الشرح والتطويل.
– اﻷضحية: برنامج اقتصادي كبير يخطط له قبل أربعة أشهر من العيد، وله أرباح كبيرة جدا على اقتصاد الدول المسلمة وغير المسلمية، وهذا اﻷمر يبدأ بالتفكير في التسمين، وما يتطلب ذلك من أعلاف، فتشتغل للذلك العديد من المصانع، وهذه مادة دسمة للتجار، وللسيارات الناقلة…. ثم لو سمعنا كلام العلماني هل نستطيع تعويض خسائر الفلاح وأهل التسمين، إن العيد: أنس الفلاحين ومربي المواشي… فكم تنشط اﻷسواق، وتروج الأموال، التي لولاها لما كان للإقتصاد: أي معنى.
إن الكافة من الناس: قد تجد لها رافدا ماليا خلال فرحة العيد، واخرج بنفسك إلى الشارع خلال أيام العيد، وليس عيد الأضحى فقط، بل في كل فرحة إسلامية: عبادة وطاعة، فرحة وسعادة، تكافل وتفريج كربة، عمل وتجارة، والكل يعمل… ودون أن تنفق الدولة علينا المليارات كما يَمتصها العلمانيون.
– الاضحية: أسلوب اقتصادي وبرنامج تدريبي لفقه الادخار وكيفيته، وآليه جد متميزة لتدبير النفقات: فمن خلاله يتعلم المسلم عندما يعلم أنه: مطالب (على سبيل الندب والاستحباب) بشراء الأضحية، كيف يوفر ذلك المبلغ، ومنه يتعلم كيف يوفرمبالغ آخرى، تغنيه بإذن الله أن يكون عالة على الغير أو أن يمد يديه إلى جيوب الناس تسولا. بل هي منهج لتعليم الصغار: عالم التجارة وفنون إدارتها.
ثم سل أيه المؤمن التقي، هؤلاء العلمانين، حدثونا من فضلكم عن برامجكم التخربية من الغناء ومهرجانات الخمور، ماذا تقدم للمجتمع؟ طبعا: سوف تُعَلِمُه: كيف يرقص، ثم يعود إلى بيته يحتسي أكواب: الألم والحسرة والبطالة وضياع المال.
فهذا عيدنا، وتلكم فرحتنا، وأهله الله علينا وعلى سائر المسلمين بالفرح والسرور، والنصر والتمكين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M