الأنوار الإسلامية على القضايا الفردية الزواج: الإعداد

24 أكتوبر 2022 17:57
إحصاء رسمي يدق ناقوس الخطر العنوسة تهدد المغربيات

هوية بريس – محمود البكوش

مقدمة :

مشهور عند المتبعين للسنة المعاصرين تبويب البخاري الذي قال فيه : “باب العلم قبل القول والعمل” . وأنا أطرح السؤال التالي : “هل هذا في الدين وحده أم في كل شيء ” . لا شك أن هذا عام في كل ما نريد الخوض فيه من  مهنة أو مسؤولية أو مهمة  فلماذا يهمل الناس هذا الجانب في الزواج ويدخلون على هذا المشروع العظيم دون تعلم ما يلزم له ودون نيل المعرفة التي نحتاجها لإنجاحه؟

الإعداد:

فإذا كان الإعداد واجبا قبل كل أمر ذي بال , فأولى أمور الدنيا الزواج . فعلى كل من الطرفين أن ينظر في الأحاديث ونصوص القرآن التي تناولت الموضوع ليدرسها ويفهم ما فيها من علم وفقه وفوائد لينتفع بها في علاقته مع زوجه .

فاقرأ القران بهذه النية . وسترى آيات كنت غافلا عن معانيها وفوائدها, تخاطبك وتكلمك وترشدك . ثم اقرأ كتاب النكاح من صحيح البخاري ثم اقرأ كتابا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم . أضف إلى هذا مجالسة أهل الحكمة الذين جمعوا بين العلم والخلق والرأي السديد لتتعلم من تجاربهم ولتنهل من أرائهم وإياك ونصائح أهل الجهل.

ثم انتفع ببعض الأبحاث العلمية التي درست الاختلافات بين شخصية الرجل وشخصية المرأة فبينت للرجل طبيعة المرأة حتى لا يصادمها بل يتقبلها ويتعايش معها وبينت للمرأة طبيعة الرجل حتى تعامله على وفقها لا  على وفق أحلامها وأمنياتها قال تعالى : ” وليس الذكر كالأنثى ” وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه” . وقال : “إن المرأة خلقت من ضلع , فإن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تدعها ففيها أود وبلغة ” وقال في حديث : ‘فدارها تعش بها ‘ وقال : إن المرأة خلقت من ضلع , لن تستقيم لك على طريقة , فان استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج , وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها”.

هل معرفتك بأمك أو أختك تكفيانك؟

يظن بعض الرجال أن السنوات التي قضاها في بيت أبيه يعيش مع أمه وأخواته كافية لأن يفهم كيف يتعامل مع زوجته. وهذا خطأ. فالعلاقة الزوجية تختلف تمام الاختلاف عن علاقة الأخ بأخته أو علاقة الابن بأمه. فالأم مثلا مجبولة على حب ولدها كيفما كان ومهما فعل , وتحبه حبا مطلقا وغير مشروط إلا ما يستثنى من الأمهات ذوات الاضطرابات النفسية  .

أما الزوجة فهي خلاف ذلك فقد تمقت الزوج إذا وجدته ضعيفا مثلا أو مهملا أو غير ذلك من الصفات التي قد أفرد لها مقالا خاصا.

كما يخطئ بعض المثقفين المغرورين فيظنون أنهم عارفون بكل ما ينبغي بفضل ما تعلموه في المدرسة والجامعة . فموضوع الزواج عالم آخر, ينبغي أن نتعلم له ما يخصه ونهتم به الاهتمام اللائق به .

-العلوم الأخرى التي ينبغي أن نتعلم

إضافة إلى تعلم ما يتعلق بالتعامل مع شريك الحياة, ينضاف علوم أخرى ينبغي أن نتعلمها فمنها تدبير المال فكثير من الناس قد تلقوا تربية منحرفة في تدبير المال وهنا نحتاج أيضا إلى الرجوع إلى كتاب الله والسنة ثم إرشادات الذين من الله عليهم بالموهبة في هذا المجال.

ولا ننسى فنون التفاوض والقيادة وكلها جوانب قد أعطانا فيها رسول الله صل الله عليه وسلم القدوة والمثل وعلمنا أصولها ومبادئها.

وأخيرا نتعلم ما نحتاج إليه لتربية أولادنا تربية سليمة موافقة لتعاليم الإسلام.

خاتمة

هناك وسيلتان للتعلم . أولهما أن تستفيد من العلم ومن تجارب غيرك وثانيهما أن تتعلم من أخطائك. ولا أنصح بالطريقة الثانية لأنها هنا هي أخطاء مع إنسان لا ينبغي أن تظلمه ولا ينبغي أن تسيء إليه . فأعد لزواجك بتعلم ما شرحت وما وصفت.

وإن كنت حديث عهد بزواج فسارع إلى الكتب والمحاضرات حتى تنفي عن نفسك الجهل الذي قد يتسبب في ثلث مشاكلك.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M