الأنوار الإسلامية على قضايا الحياة الفردية

06 سبتمبر 2022 20:58
التطبيع مع رذيلة الزنا باسم الحرية الجنسية في المغرب من خلال المساكنة

هوية بريس –  محمود البكوش

مقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,أما بعد :

* أين من يقول : “إذا أردت شيئا  فادع الله وتوكل عليه واسع في الأسباب محسنا الظن بربك وأيقن بقدرته فإذا نلت ما تريد فاحمد الله واشكره” , ممن يقول لك : “إذا أردت شيئا فبرمج عقلك الباطن واجلس جلسات تأمل وثق بنفسك فإذا نلت ما تريد فكافئ نفسك واحتفل بنجاحك!” فواضح أن الأول يربطك بخالقك ويوجهك للشكر. وأن الثاني يبعدك عن ربك ويوجهك لكفر النعمة.

* قد شاع وانتشر بين المسلمين ما يسمى بتطوير الذات وهو مجموعة تقنيات وأعمال يأتي بها من يريد تحقيق أمر أو بلوغ مراد أو تحسين وضع .

تطوير الذات هذا يمس قضايا مهمة كالاجتهاد في العمل والإتقان فيه وتحسين العلاقة الزوجية ورفع مستوى السعادة إلى غير ذلك من الأمور التي تهم كل واحد منا . فأين هي المشكلة ؟

*الخطير فيما انتشر من الكتب والتسجيلات والدورات التكوينية التي عالجت ما ذكر من الأمور أنها تعتمد على علم النفس وعلم الطاقة الحيوية وعلى تجارب شخصية .

فأكثر من يؤلف في هذا هم من الكفار فنجد في كلامهم ما يخالف الإسلام بل ما يناقض التوحيد.

* أما الخير الذي قد تجده في هذا الكتاب أو ذك والذي تسمعه من هذا أو ذك ففي العلم الذي بين أيدينا ما يغني عنه. فهم ينصحون بحسن الخلق وعدم تضييع الوقت وإتقان العمل ومسامحة الناس ورفع الهمة وتغيير ما بالنفس لتغيير الحال. وكل هذا نجده في القرآن والسنة.”فما آتاني الله خير مما آتاكم “. و باتباعك لهدي القرآن و السنة  تربح في الدارين وتسعد بما تنال وما تلقاه في آخرتك.

* فهدفي من سلسلة “الأنوار الإسلامية على قضايا الحياة الفردية” هو تناول كل مواضيع التنمية الذاتية أو تطوير الذات لمعالجتها على ضوء القرآن والسنة مبينا في ذلك النصوص من الوحيين وهدي الإسلام.

علاج الفقر

 *أول ما أبدأ به هذه السلسلة هو موضوع “علاج الفقر”لأن الفقر هو الذي دفع بالكثيرين إلى أحضان مدربي التنمية الذاتية وليس كلهم ذو علم بكتاب الله. فقد يأخذ الراغب في الخروج من الضيق المادي ما يسمم عقيدته ويهلك دينه.

فما يقول الوحي الذي بين أيدينا علاجا لهذه المعضلة؟

* دورة الرزق : جاء في صحيح مسلم أن رجلا سمع صوتا في سحابة يقول اسق حديقة فلان ثم رأى أن السحابة أفرغت ماءها في حرة أي أرض ذات صخور ثم انحذر الماء في مسيل وإذا هو برجل يحول الماء بمسحاته إلى أرضه فذهب إليه وسأله عن اسمه فأجابه بالاسم الذي سمعه في السحابة ثم قال له الرجل : لم تسألني عن اسمي ؟ فاخبره فقال الرجل صاحب الأرض إني انظر ما يخرج منها فأتصدق بثلث وأرد فيها ثلثا وأنفق على عيالي ثلثا.

هذا الحديث يبين أن الرزق يبدأ من السماء : “و في السماء رزقكم وما توعدون ” وقال تعالى : “و ينزل لكم من السماء رزقا ” فأول خطوة أن تملأ سحابتك بالعمل الصالح فقد ارتبطت العبادة بالرزق في مواضع منها قوله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس ألا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين “و قوله تعالى : “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”.

ثم استنزل رزقك بالدعاء كما قال موسى عليه السلام : “رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير” وجاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ” وجاء في الحديث القدسي: “يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني  أكسكم”.

ثم خذ بما يتاح لك من فرص نفع الناس حتى تنال ما قسم الله لك فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : “دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض” ونلاحظ في حديث السحابة أن الماء لم ينزل على حديقة الرجل مباشرة بل أخذ يحوله إلى أرضه بمسحاته وهذه سنة الله في الرزق ينبغي أن تنفع الناس بما حباك الله به من علم أو مواهب أو تجلب لهم سلعة حتى تنال رزقك منهم.

ثم اشكر الله عز وجل بالصدقة مما رزقك فيكون ذلك سببا لإدامة الرزق عليك وزيادته كما قال تعالى : ” وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم”.

* ما هي العبادات التي لها تأثير على الرزق وبسطه ؟

أول ما نذكر هنا الاستغفار لقوله تعالى : ” واستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل عليكم السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ” . ثم صلة الرحم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه” ثم الصدقة لقوله تعالى :” وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه” . ولقوله تعالى : ” يمحق الله الربا ويربي الصدقات ” أي ينمي المال الذي أخرجت منه ثم شكر الله على ما نلناه سابقا لقوله تعالى : ” لئن شكرتم لأزيدنكم ” ثم إعانة الآخرين لقوله صلى الله عليه وسلم : “و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ” فنعين الآخرين على أمور معاشهم بالدعاء لهم والصدقة على المحتاجين منهم وإرشادهم ونصيحتهم لما يجلب لهم وييسر لهم أرزاقهم.

* ما الذي ينبغي اجتنابه للابتعاد عن الفقر ؟

أخطر الذنوب تلك المتعدية التي فيها ظلم فأول ما تبتعد عنه:

الاستهزاء بالفقراء ومن لم يوفق في نيل ما يريد من المال لقوله تعالى: “لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم “. والطعن فيمن أخفق في مشروع أو تجارة لقوله تعالى :” ويل لكل همزة لمزة ” . بل ينبغي مواساة هؤلاء والدعاء لهم بالتوفيق وبتيسير الأمور .

ثم المسالة لقوله صلى الله عليه وسلم : ” من فتح باب مسالة فتح الله عليه باب فاقة.”. والفاقة هي الفقر والحاجة ثم المعاصي لقوله صلى الله عليه وسلم :” إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه”. أضف إلى ذلك أمورا تتعلق بإنفاق المال نذكر من ذلك التبذير قال تعالى : ” ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين “. وإنفاق كل ما تملك لقوله : ” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا فلا بد من ترك هامش .

ونذكر أخيرا أن تعمل في عمل تكرهه لقوله تعالى : “أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ” فأهل القمم في كل ميدان الذين يحبونه وأهل السفوح الذين يكرهونه فمن أحب شيئا اشتغل به كثيرا وأتقنه والله يقول : “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان “.(يتبع إن شاء الله).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M