الإدارة التربوية.. إكراهات التسيير ومقترحات الإصلاح والتغيير

09 ديسمبر 2020 15:27

هوية بريس – أنوار المرواني

يستطيع كل مزاول لمهنة التربية والتعليم أن يرى وبشكل واضح المهمات العديدة التي أصبحت ملقاة على عاتق أطر الإدارة التربوية وخاصة في هذه الظروف الراهنة التي عرفت زيادة في المسؤوليات التي ينبغي أن تنجز في ظل حيز زمني محدد تنتزعه مجموعة من الإكراهاتسواء على مستوى توفر الوسائل التقنية والبيداغوجيةالمساعدة أم على مستوى تنزيل المخططات والمشاريع التربوية التي تهدف إلى النهوض بالمؤسسات التعليمية.

لكن ورغم كل الإكراهات والظروف الغير الملائمة إلا أنهناك بصيص أمل ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار، والذي يجب التشبث به للإقلاع بسفينة التربية والتعليم في بلادنا المغرب، من ذلك ما يعرفه مسلك الإدارة التربوية من تشبيب في طاقاته وتغيير في أساليب التسيير والتوجيه، وتفهم الفاعلين التربويين بأن هذا القطاع يحتاج إلى نفس جديد يبعث فيه الحياة بعدما أصبحغارقا في بحر من التعقيدات الإدارية والتربوية، هذه الحياة التي يمكن أن تتأسس عبر مجموعة من الإصلاحات الهيكلية التي يمكن أن تساعد في الرفع من مهنية الأطر التربوية وتخفيف الأعباء المتراكمة على كاهلها، ومن بين هذه الإصلاحات نقترح ما يلي:

1إحداث مراكز إدارية جماعاتية تابعة للمديريات التعليمية الإقليمية تهتم بشؤون مختلف المؤسسات التعليمية التي تخضع لسلطتها، من أجل تنزيل اللاتمركز الإداري، وتشجيع سياسة القرب، وتوفير الجهد والمعاناة التي يبذلها أطر الإدارة التربوية من أجل التنقل من وإلى المديريات التعليمية وخاصة الفئة المشتغلة بالعالم القروي، ويمكن أن توكل لهذهالمراكز مجموعة من المهام من بينها:

أالاهتمام بمشاريع المؤسسات التعليمية المطروحة عليها من أجل إبداء الرأي فيها، وتوفير الوسائل والمعدات المساعدة على تنزيل هذه المشاريع.

ب– تسهيل عمليات الاتصال والتواصل بين الأطرالإدارية و بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في هذا القطاع ( تربويون – جمعيات مجتمع مدني – جماعات محلية – عمالات ….).

جحل النزاعات الإدارية والتربوية التي تحدث بين الحين والآخر بين الإدارة التربوية وهيأة التدريس العاملة ضمن نفس المؤسسة.

2– تحمل المديريات التعليمية والجماعات المحلية والعمالات مسؤولياتها فيما يخص إحداث بنايات وأقسام جديدة، إضافة إلى إصلاح البنايات المتهالكة، ورفع هذا العبء عن كاهل المدير التربوي، وذلك لعدم توفر الميزانيات الكافية المخصصة للإدارة التربوية من أجل القيام بهذه المهمة.

3– تنظيم دورات تكوينية سنوية تستهدف أطر الإدارة التربوية يترأسها متخصصون في المجال الإداري والتربوي والاجتماعي، قصد الاطلاع على مختلف المستجدات في المجال الإداري والتربوي، والتكوين في مجال التواصل الاجتماعي.

4– العمل على رقمنة المراسلات والمناشير والمذكرات الصادرة والواردة على الإدارة التربوية، والتي بدورها تعمل على نشرها بين هيأة التدريس من خلال إنشاء مجموعات تربوية على شبكة الانترنيت، يتم من خلالها تبادل كل ما يسهم في حسن سير المؤسسات التعليمية.

5– التواصل والتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني من أجل تخصيص جزء من نشاطاتها للمؤسسات التعليمية، بهدف كسر الروتين الذي تعرفه مؤسساتنا التعليمية، وخلق دينامكية جديدة بين أعضاء المؤسسة وجمعيات المجتمع المدني، إضافة إلى تبادل الخبرات والمهارات في مجال التنشيط.

وفي الختام تبقى الإدارة التربوية هي العامل المحرك للمؤسسات التعليمية، وبالاهتمام بها نرفع من جودة العملية التربوية ككل، ونزيد من فرص الإصلاح والتغيير، على أمل أن ترتقي مدرستنا إلى مستوى يرضي تطلعات أفراد المجتمع ومواطنيه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M