الإسلام والإرهاب

د. رشيد نافع

هوية بريس – الثلاثاء 17 نونبر 2015

إن الإسلام حينما يدين الإرهاب فإنه لا يستمد موقفه من إعلام الإثارة ولا من المواقف الاعتذارية التي تغلب على تفكير بعض قاصري التفكير والنظر ولكنها إدانة منطلقة من نصوص الكتاب والسنة ومواقف علماء الملة المعتبرين.

وإن أخشى ما أخشاه أن يدفع الإرهابيون عقلاء الأمم أن يفكروا بالطريقة الإرهابية نفسها تلك الطريقة المتشددة التي تعتمد الكراهية والتمييز والانتقاء والتصنيف.

وحذار من تسميم الخطاب وتسميم العقول وتسميم الفكر.

ولتتكاثف الجهود لتجفيف منابع الأحقاد والكراهية وعلاج المسببات التي تدفع لمثل هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة.

فالمطلوب في مثل هذه الظروف نظر شمولي يتوجه إلى علاج المشكلات التي تكون الدافع الأساسي لإنتاج الإرهاب لا إلى إيجاد مشكلات تكون أكثر وأكبر.

 كما أدعوا أهل الحل والعقد وقادة الرأي وأصحاب القرار في العالم بالتحلي بالتروي والنزاهة والعدل مع الوقوف والتصدي المادي والمعنوي للعصابات الإرهابية لتعديها وكبح جماحها حتى لا تتنامى وتنتشر، ويتم القضاء النهائي على أوكار المخربين والإرهابيين أياً كان جنسهم أو موطنهم أو لونهم لأن الإرهاب لا جنسية له ولا أخلاق له ولا مبادئ.

ولا ننس في الوقت نفسه الدماء التي سفكت وتسفك في فلسطين وسوريا والعراق ومصر..

إن الأمر يحتاج إلى سياسات ناصحة لا إلى حروب طاحنة..

بعيدا عن التشنج والتعصب..

واتهام الإسلام ظلما بما ليس فيه ولا من مبادئه وأخلاقه..

 ولن نقبل أن نستبدل السلام والأمن الذين قررهما الإسلام بالعنف وإشاعة الخوف في أي مكان من العالم.

فرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هداية الناس لا على قتلهم، هذا هو عنوان رسالة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.

وأؤكد في الختام على أن القضاء على التطرف والعنف وما يسمى بالإرهاب لا يتم إلا بمعالجة أسبابهما على كافة المستويات ومختلف الأصعدة، من خلال تصحيح الفكر، ورفع الظلم عن المظلومين في شتى البقاع، ونشر التسامح والوسطية بلا إفراط أو تفريط، وتبني الحوار المتكافئ مع الجميع، والإحرام المتبادل بين بني الإنسان جميعا، مهما اختلفت مكوناتهم، فكرية كانت أم عقائدية.