الحرب على النقاب في برنامج «نفاق بلا زواق»!!

31 أكتوبر 2017 20:45
الحرب على النقاب في برنامج «نفاق بلا زواق»!!

هوية بريس – محمد القريفي

بلغ إلى علمي أن اذاعة أصوات ستبث برنامجها الحواري “بلا زواق “حول النقاب مساء يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017، ولكم كنت أعد الثواني والدقائق اشتياقا لمتابعة هذه الحلقة، غير أن فرحتي سرعان ما تبخرت ولم تكتمل إذ شابتها بعض المنغصات التي شوشت وقطعت علي حبل التفكير، فغابت المهنية والاحترافية والموضوعية والشجاعة الأدبية والأمانة العلمية، مما جعلني أشعر بنوع من الحسرة ممزوجة بخيبة الأمل إزاء برنامج كان الأولى أن يطلق عليه عنوان “نفاق بلا زواق” حتى يصبح اسم على مسمى، لما تضمنه من شبهات ومغالطات لا تصدر إلا من قلوب ملوثة اغترفت حتى الثمالة من بحر النفاق ومعين العلمنة والإلحاد.

أسخف شبهة ضد النقاب وقعت عليها في حياتي!!

أما مبعث الحسرة وخيبة الأمل أنني ما كنت أتصور أن يصل التطرف العلماني المغربي لهذا الحقد الدفين الذي يمتلئ به قلبه حول كل ما يمت للإسلام بصلة، لدرجة انه مستعد لذبح الصدق والفضيلة وركوب موجة الإفك والبهتان لترويج أكاذيبه وأساطيره وأباطيله، حتى إنه لم يتورع في تطويع الدراسات الطبية لتزكية خرافاته “العلمية”.

وأوضح مثال على ذلك عندما استنجد مقدم البرنامج بطبيب متخصص في أمراض العظام لتمرير مغالطاته حول النقاب، زاعما في وقاحة لا نظير لها بأن أعدادا هائلة من البحوث الطبية تؤكد بأن عدم تعرض الوجه أو باقي الجسم لأشعة الشمس يسبب نقص فيتامين d في الجسم”، وهو فيتامين ضروري لأجل الحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات، وهذا لا شك أنه كلام حق أريد به باطل، وبالتالي فإننا نحذر

من إساءة استخدام نتائج البحوث العلمية لأغراض أخرى من اجل فرض حظر النقاب والتشغيب عليه والتنفير منه، كما أننا نؤكد أن هذه البحوث على فرض صحتها فهي تعبر عن قلق الأطباء من مشكلة صحية وليس من النقاب كما يحاول هؤلاء العلمانيون الخنفشاريون أن يصوروه لنا.

التيار العلماني ومزاعم الحرية

ما كنت أتخيل أن يكشف التيار العلماني الحداثي المغربي عن قناعه الحقيقي الذي لطالما حاول إخفاءه، تحت عباءة الحريات الفردية والتعددية واحترام الآخر… وغيرها من الأكاذيب التي ضل يصدع بها رؤوسنا مند سنين عديدة، لكن عندما يتعلق الأمر بحرية المنقبة أن تلبس ما تشاء، فإن حقها يصادر وتتعرض لشتى أصناف القصف اللفظي والمعنوي وغيرها من أساليب التجني والإقصاء والإبعاد والعنصرية، وكأنها جرثومة خطيرة ينبغي الابتعاد عنها بمسافات طويلة.

فاطمة الإفريقي بين أكذوبة هشاشة العظام وحقيقة هشاشة الأفكار

لم أكن اتصور مبلغ السفه والغباوة والبلادة التي تحكم العقل العلماني المغربي، حتى أنني لم أتمالك نفسي من الضحك والقهقهة عندما سمعت إحدى النساء التي تحسب على النخبة المثقفة المغربية، وهي فاطمة الإفريقي تهذي وتخرف بكلام بعيد كل البعد عن المنطق والشرع وهو أقرب إلى الهذيان والهلوسة، حيث اخترعت لنا شبهة نسجتها من بنات خيالها حتى إن إبليس رغم ما عرف عنه من مكر وخداع لم يتجرأ على حرب النقاب بهذا الخبث واللؤم الشيطاني، زعمت المسكينة أن نقاب المرأة المسلمة يمنعها من التعرض لنور الشمس، التي هي المصدر الأساس لتكون فيتامين d في الدم الذي يتحول إلى كالسيوم يترسب في العظام.. وبالتالي فالتي تنتقب بنقاب المسلمات في زعمها، تحرم نفسها من هذا الأمر الضروري، وعليه فإنها تتعرض للإصابة بأمراض العظام وهشاشتها، وكل هذا لأنها ترتدي النقاب فلا تسمح للشمس بالوصول إلى جسدها!!!

فهل قرأتم شبهة أشد سخفا من هذا من قبل؟

أنا أعجب والله، ما ظن هؤلاء القوم بعقولنا وعقول نسائنا؟؟

ولكنها الهشاشة الفكرية هي التي أفرزت لنا مثل هذا الغثاء الثقافي العفن ؟!!

لقد غفل هؤلاء السفهاء -أو تغافلوا- عن حقيقة مهمة للغاية، ألا وهي أن اللباس -أيا ما كانت درجة كثافة نسيجه ومادته- لا يحجب أشعة الشمس إلا حجبا جزئيا ضئيلا! بل وكلما كان لونه أعتم، كان أقل حجبا لأشعة الشمس! وقد أُجريت دراسات علمية كثيرة على مدى تأثير الملابس في حجب أشعة الشمس عن جسم الإنسان فيها توصيات بهذا الشأن كثيرة..

(وهنا فائدة لطيفة في أن المرأة التي تلبس الحجاب الكامل “النقاب” الأسود اللون -والذي يمتاز عن سائر الألوان بأنه لا ظل له فلا يصف جسد المرأة- تكون من هذه الجهة في الحقيقة أكثر الناس عرضة لأشعة الشمس عبر ذلك اللباس لأن اللون الأسود لا يعدله شيء في امتصاصها وإيصالها إلى الجلد، فلو أنها لبسته ولم تلبس شيئا تحته، أو لبست زيا داخليا شفافا مثلا، كانت أكثر الناس قدرة على التعرض لأشعة الشمس طوال النهار في نفس الوقت الذي تكون فيه أشد الخلق سترا لجسدها، فسبحان من له الحكمة البالغة فيما شرع واختار لأمته!).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M