الحملة المضادة في قضية الإبادة الجماعية للروهينغيا المسلمين في بورما

09 سبتمبر 2017 16:39
الحملة المضادة في قضية الإبادة الجماعية للروهينغيا المسلمين في بورما

هوية بريس – عبد الله المصمودي

في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة إدانتها لما يتعرض له مسلمو الروهينغيا، وكذلك عدد من الهيئات والمؤسسات الأممية، بالإضافة إلى دول كبرى مثل تركيا وأندونيسيا، خرج من يشكك في الصور المروجة والتهويل بخصوص القضية، بناء على بعض الصور المغلوطة؛ والغريب أن هؤلاء الذين خاضوا حملة مضادة مسلمون المفترض فيهم تصحيح خطأ الصور المغلوطة، والمضي في التصعيد ضد حكومة ميانمار وجيشها وما يرتكبونه من مجازر وتهجير جماعي يرمي إلى قتل وطرد كل مسلمي إقليم أراكان الإسلامي، بعد أن احتلوه منذ زمن طويل.

وفي ذات السياق عبر البعض عن تخوفه من أن الحشد الإعلامي للقضية والموقف الذي سجل دوليا للتنديد بما يتعرض له المسلمون الروهينغيا قد يكون تبيئة جديدة لخق تنظيم جديد مثل “داعش” من خلال الدعوة للجهاد ضد البوذيين المشركين في بورما وغيرها!!

وعن الحملة المضادة التي اعتمدت التهوين من القضية ركوبا على قضية الصور المغلوطة كتب الأستاذ إبراهيم الطالب (مدير أسبوعية السبيل) في حسابه على “فيسبوك” تحت عنوان “تقنية خلط الحق بالباطل”: “كثيرة هي الأخبار المتضاربة، وكثيرة هي الصور والأشرطة المفبركة، وطبيعي أن تتضارب الأخبار لتضارب المصالح والنيات والأطماع.
لكن على المسلم الفطن أن يكون له فرقان يجعله على وجه العموم يميز بين الغث والسمين، بين الجوهر والعرض بين اللؤلؤ والبهرج.
في قضية بورما كثرت الأخبار وتنوعت الصور وتبارى مصورو المقاطع في نقل أكثر المشاهد تعذيبا، كأننا نرى عذاب الطواغيت لأصحاب الأخدود بالنار ذات الوقود.
ثم لما تحرك المسلمون وبدأت تتململ قضية مسلمي بورما/ميانمار الروهينغا، كثرت التدوينات والتصريحات تحذر من الانجرار وراء تأثير الصور المفبركة، والوقوع في الحماس والتحميس.
ما ينبغي إدراكه هو أن العدو يرتكب أبشع أنواع الجرائم وأكبر حروب الإبادات ثم يفبرك قادته الذين يديرون المعارك والحروب صورا مركبة غير واقعية، استعمالا منهم لتقنية خلط الحق بالباطل، حتى يتم التشكيك في الحق بدعوى أن هناك أخبارا كاذبة وصورا مزيفة، فيترك الناس الحق لصعوبة تمييزه عن الباطل فتضيع القضية ويقل المناصرون.
لقد عشنا هذا مع صدام حسين وسقوط بغداد، ومع بن لادن والحرب على أفغانستان، ومع الإخوان المسلمين ورابعة الدموية، ومع أحداث غزة وقنابل الفوسفور، ومع كل الأحداث العظيمة والشخصيات الكبيرة.
اليوم الحرب الإعلامية موازية للحرب على الأرض، والكلاش لا تفوق آلة التصوير أهمية وتدميرا.
فالأسلحة الحربية تشل الحركة والأسلحة الإعلامية تشل التفكير وتفل العزم، ويستثمرها بكامل الخسة وخسيس المكر كلُّ من يهمه أمر إفشالِ العزائم حتى لا تعمل وتشتيتِ الإرادات حتى لا تجتمع.
فقليلا من اليقظة والوعي أيها المسلمون يرحمكم الله”.

كما كتب الأستاذ عبد العلي الودغيري الباحث في العربي وعلومها في حسابه على “فيسبوك” تحت عنوان “الحملة المضادة”: “بعدما اشتد الضغط على حكام بورما من كل جهات العالم بسبب الأعمال الوحشية التي يتعرض لها مسلمو الروهينجيا، بدأت في الانتشار حملة مضادة تنفي صحة المعلومات والصور المنشورة على نطاق واسع وتعتبرها تشويها للحقيقة ، بل تهدد المسلمين بأن نشر مثل هذه الأشياء سيلحق ضررا أكبر بالروهينجيا.
أتساءل:
هل الأمم المتحدة التي استنكرت مرارا ومعها عدد من الدول الكبرى مثل تركيا واندونيسيا وغيرهما فضلا عن وسائل الإعلام الدولية والمنظمات الحقوقية المعروفة، بشاعة الجرائم التي ترتكب في تلك المنطقة، هي أيضا لا تتوفر إلا على حقائق مزورة وكاذبة؟
هل الأخبار التي تعرض بالصور في كل نشرات الأخبار بالمحطات التلفزيونية العالمية عن تهجير مئات الآلاف من الروهينجيا؟ هي بدورها مزورة ؟ أليس التهجير القسري الجماعي للسكان في حد ذاته جريمة ضد الإنسانية لا تغتفر؟
لماذا ظلت أقوى شخصية في البلاد والحاصلة على جائزة نوبل للسلام (اون سان سوتشي) صامتة عن هذا الموضوع ولم تصدر عنها أي خطوة عملية لتصحيح الوضع وإجراء مصالحة مع مسلمي بلادها؟
إذا كان كل ما يذاع عن أحوال المسلمين مجرد إشاعات ؟ فأين هي الحقيقة بالحجج والادلة؟ كيف يعامل المسلمون في ميانمار ؟ ولماذا يشردون ويطردون ويهجرون وتسلب منهم أملاكهم وديارهم ؟ لماذا لا يعاقب المسؤولون عن الأفعال المسيئة للمسلمين وعن التمييز العنصري المستعمل ضدهم؟ لماذا لا تتاح وسائل الإعلام البورمية لمسلمي الروهينجيا ليعبروا بكل حرية عن أوضاعهم وحقوقهم ومطالبهم وما يتعر ضون له من اضطهاد؟
قد يكون بعض الصور مزيفا وبعض المعلومات غير دقيق ، لكن ليس معنى ذلك أن كل ما يصل من اضطهاد الروهينجيا كذب في كذب.
وأخيرا ، من وراء هذه الحملة الإعلامية المضادة ؟ لا تقولوا : ليس وراءها الا بريء سليم النية ولا يد لحكام بورما فيها”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M