الخطبة الأخيرة للشيخ الخطيب محمد ابياط قبل توقيفه.. هل هي السبب؟!!

01 ديسمبر 2016 00:59
أول بيان للشيخ محمد ابياط بعد قرار توقيفه وعن تعطيل صلاة الجمعة في مسجده

هوية بريس – إبراهيم بَيدون

تداول عدد من نشطاء “فيسبوك” بشكل كبير مباشرة بعد خبر توقيف الشيخ محمد ابياط من الخطابة بمسجد بن تاشفين بفاس، خطبته الأخيرة مكتوبة وهي التي ألقاها يوم الجمعة 25 نونبر المنصرم، وخصها عن موضوع الحرائق التي عرفتها مناطق عديدة في الكيان الصهيوني من الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبار ذلك عقوبة للصهاينة لمنعهم الآذان بالمكبرات الصوتية.. وهذا نصها الكامل:

“أما بعد،

عباد الله

حديثنا اليوم عن “النار التي تنطفئ والنار التي لا تنطفئ”.

لقد ربط بعض المسلمين الحريقَ الذي التهب في الأرض الفلسطينية المحتلة، ربطوه فقط بمنع اليهود الأذان بالمكبرات الصوتية، هذا الربط فيه سذاجة وغفلة وجهل، فالأذان على مدى التاريخ الإسلامي لم يكن بالأبواق إلا في الأيام الأخيرة، ومنعُ اليهود الأذان يعد اعتداء على الإسلام جملة وتفصيلا، فللأذان غايات وأهداف كبيرة، فهو إعلان لشعائر الإسلام، وحفاظ للتوحيد، ودعوة لحضور الجماعة، وإعلام بمكانها، وتنبيه على دخول وقت الصلاة.

وبالأذان تتميز دار الإسلام عن دار الحرب ودار الشرك فتُحقن به الدماء، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوماً لم يكن يغزو بنا حتى يُصبح وينظر فإن سمع أذانا كف عنهم، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم. (صحيح الإمام البخاري).

وإذا كان ذلك الحريق حدث بسبب منع الأذان بالأبواق فقط كما يفهم البعض، فما الذي يمكن أن يحدث في مناطق وجهات من بلاد المسلمين حيث يُمنع الترخيص لبناء المساجد أصلا بَله الأذان المرفوع، لأن تلك المناطق مخصصة للشعوب السياحية..

وإذا كانت الأراضي الفلسطينية المحتلة بلاداً إسلامية خاضعة للسلطة اليهودية المباشرة، أفلا تكون المناطق التي يُمنع فيها بناء المساجد ورفع الأذان في البلاد الإسلامية الأخرى، أفلا تكون خاضعة أيضا للسلطة اليهودية بواسطة؟

والذين يعرفون أحوال الفنادق السياحية الفخمة يعرفون مواقع المساجد فيها، وكيف يُعلن فيها عن الصلاة.

وهذا الذي فعله اليهود اليوم سبقهم إليه أحد المتحكمين في بلد مسلم يوما ما، فهو قدوتهم في الجرأة على الله بمنع الأذان.

أيها الأحباب: إننا لا ننفي ولا نستبعد أن يُشعل الله النيران العاتية انتقاماً ممن منع كلمة التوحيد أن تُرفع في الأراضي التي بارك الله فيها، ولكننا نأسف أشد الأسف على مواقف المسلمين الراهنة التي تشبه إلى حد بعيد مواقف بني إسرائيل حيث كانوا سلبيين مع نبيهم سيدنا موسى عليه السلام، ومن أوامر ربهم التي كانوا لا يأتمرون بها ولا يستجيبون، بل كانوا يميلون إلى الدعة والاسترخاء، ويأمرون في وقاحة خبيثة نبيهم وربهم أن يذهبا لمقاتلة الجبارين، ويتكئ بنوا إسرائيل في الظلال يأكلون ويشربون ويتمتعون بالمن والسلوى حتى يفرغ الرب ورسوله من الجبارين، ثم يزهو بنوا إسرائيل بالانتصار على الجبارين.

وحتى لو وجد بنوا إسرائيل يوماً عذراً في تخلفهم عن ربهم ونبيهم، فلن يجد المسلمون اليوم عذرا للتخلف عن نبيهم في انتظار أن يتدخل ربهم وحده لينتقم لهم من عدوهم أنَّا كان.

وإننا لنعلم أن إرادة الله مطلقة، وأن قوته سبحانه لا نهاية لها، وأنه محيط بالكافرين، لكن نؤمن أيضا أنه سبحانه يسلط الظالمين بعضهم على بعض ليقضي سبحانه أمراً كان قدراً مقدوراً، ونعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

فكم هي أموال المسلمين؟ ومن يتصرف فيها؟ وكم هي جيوشهم وأسلحتهم ومعداتهم؟ وهل يستعمل كل ذلك إلا فيما بينهم والنكاية من بعضهم البعض؟

فهل المسلمون -وحالهم هذه- هل هم برآء مما يتهمون به خصومهم وأعداءهم، فنفرح بانتقام الله عز وجل من أعدائنا ونعد ذلك شهادة لنا وتزكية لمواقفنا؟

إننا في الحقيقة نحن المسلمين، أو الذين نسمي أنفسنا مسلمين، نحن في الحقيقة نرى القذى في عيون غيرنا ولا نرى العيدان والعصي في أعيننا.

اللهم بصرنا بعيوبنا…

…………………………………………………..

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار.

وبعد:

لقد فرح بعض المسلمين بالنار التي أوقدت في الأرض المحتلة، واعتبروا ذلك آية وعبرة، فهل يعلم أولئك المسلمون أن اليهود أصابتهم عبر التاريخ البشري كوارث عظيمة وبلايا جسام، فلم يتعظوا ولم يرعوا ولم يستقيموا، فلماذا يعدّ المسلمون تلك النيران آية وعبرة لليهود فحسب؟ ولماذا لا تكون عبرة وعظة للمسلمين أنفسهم ولكل من حاله تغضب الله تعالى كحال اليهود؟

لماذا اهتم المسلمون بتلك النار وأحسوا بها وهم يعلمون أنها تنطفئ، وأن آثارها المالية تُعالج، ولكنهم لم يهتموا -أي المسلمين- لم يهتموا ولم يحسوا بنيران أخرى أخطر وأهول وأوسع، نيران الربا، ونيران الخمور والفجور، ونيران الرشاوى والزور، ونيران السحر والشرك والشعوذة، ونيران الأنانية والمصالح الشخصية، ونيران اللهو والعبث والعري والفواحش، ونيران تدبير أمور المسلمين بالقوانين الطاغوتية، وخلو جداول الأعمال باللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات من حصة الصلاة، وطرد العمال وحرمانهم بسبب حرصهم على الصلاة في أوقاتها.

أليست هذه نيراناً ملتهبةً في البيوت والشوارع والمؤسسات في البر والبحر والفضاء، تحرق القلوب والنفوس والأرواح، تُذهب الإيمان وتكشف العورات، وتمزق الأخلاق، وتجعل لهيبها جهنم في الدنيا متلاحقا بشرر جهنم في الآخرة، يُذكي بعضها بعضا، ويبيد أدناها أقصاها، فيصعب حصرها، ويعسر إخمادها، ولا تُحصى آثارها، ولا تُتدارك خسائرها.

فمن وراء هذه النيران الملتهبة في الأرض كلها سوى اليهود وأتباعهم وأذنابهم من الخونة الأنذال الأنجاس، من مختلف الأقوام والأجناس؟

فإذا كان من المسلمين من لا يحس بحريق هذه النيران، ولا يشعر بكيّها وشيّها فما لجرح بميت إيلام.

وها هي الدول تداعت لإخماد الحريق عن اليهود، فمن يصرخ من ولاة الأمر في البلاد الإسلامية -وولاة الأمر مراتب- من يصرخ لإطفاء نيران اليهود عن العالم؟ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

وقانا الله وإياكم شر السفه والغفلة والجهل”.

تجدر الإشارة إلى أن الشيخ ابياط عضو بارز بالمجلس العلمي المحلي لمدينة فاس؛ كما أنه خطب وصلى بحضور الملك محمد السادس ويشغل أيضا أستاذا جامعيا، وله آلاف من المحاضرات والدروس في مختلف المواضيع، ويعرف عن الشيخ أنه رائد  في العمل الخيري والجمعوي بمدينة فاس، كما يشهد له أهل فاس بمختلف توجهاتهم بالحكمة والاعتدال والرزانة.

آخر اﻷخبار
9 تعليقات
  1. لا حول و لا قوة إلا بالله. لكن لعلها تكون محنة في طيها منحة. فهذه فرصة لأن تزيد العزيمة في تغيير القائمين على هذه الوزارة في هذه الحكومة الجديدة الذين قاموا بمحاربة العلماء المتبعين للسنة أو الذين يقولون كلمة الحق.

  2. السؤال الدي اطرحه على نفسي دائما قبل ان اتفوه بكلمة مادا كان سيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هده الوقائع لو كان حيا.

  3. اخواني أقول هذه الكلمة وأتحمل المسؤولة ارجعوا الى فيدو على للنت لأحد اليهود المغاربة يعيش في فرنسا المسمى كوهين هذا الشخص يقول انه كلما تحدت احد الصهيونية فان مخابرات تلك البلاد توقفه مغني فرنسي متلا وقال بالكلمة ات الصهيونية هي التي تحكم متلا المغرب يسب الله ورسوله ودين الدولة الاسلام القناة التانية بطرت ارض المغرب الصحراء العالم يجب ان يسد فمه نشكوا الى الله الخونة الذين يعملون للصهاينة والمغرب متلا

  4. الوزير التوقيف يعلن تطبيعه مع الصهاينة، فمتى يتم توقيفه؟
    ربما تربطه مع بنيامين نتانياهو علاقة قرابة ونحن لا ندري، أو ربما وزير التوقيف يرى أن الملاهي والأبناك الربوية أشياء يقرها الشرع أو ربما هي مسائل خلافية اختلف فيها المالكية منذ زمن بعيد.
    امممممم، دعوني أفكر في الجواب.
    طبعا سيأتي الوزير التوقيف ويقول لك: تم وقف الخطيب لأنه لم يلتزم بالخطبة المقررة من قبل وزارة التوقيف.
    ربما كان على الخطيب أن يلقي خطبة عن التضامن مع المغنين في محنتهم، وأن ذلك واجب شرعي وواجب وطني يمليه حب الدين وحب الوطن.

  5. الحرائق انتهت، تم إطفاؤها،، الله أصبح راضيا على الإسرائيليين، يمكنهم اليوم أن يواصلوا تنفيذ مخططاتهم

  6. لا أدافع عن الوزير ولا عن إمام المسجد. ولكن الذي بدا لي أن في الخطبة لمزاً وهمزاً ليولي الأمر ومن حق الوزير والسلطات أن توقفه للتحقيق وهذا شيء عادي لكنكم تريدون إثارة الفتنة بين الناس وهذه عادتكم …. وأسأل الله أن يريحنا منكم فقد أعييتمونا وارهقتمونا بأفعالكم ومكائدكم التي لا تنتهي

    1. أمثالكم من ساند الاحتلال الفرنسي في استيلائه على الجزائر والمغرب…
      أمثالكم من يمجد اليوم حفتر على أن ولي الأمر طهر الله الأرض منكم وأراح البلاد من شركم، جهلة بالدين وجهلة بالتاريخ وجهلة بالواقع…

    2. من أنتم ومن نحن؟
      اين هو همز ولمز ولي الأمر؟ الشيخ تحدث عن المنكرات في البلد وأنها سبب للعقوبة. بالله عليك، ماذا تريد من الخطباء أن يقولوا على المنابر؟
      المشكلة أن بعض الناس يطلق كلمة “الفتنة” على كل شيء لا يعجبه. ألا يظهر لهؤلاء أن تعطيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو عين الفتنة؟
      الدولة التي تسارع لوقف الخطباء، ليتها تسارع لوقف اللصوص الذين ينهبون أموال الشعب، ليتها تسارع لوقف المخدرات التي تهدم عقول الشعبظ

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M