الخليفة لـ”هوية بريس”: الحكومة والبرلمان أعلنا حرب لغة على الشعب المغربي.. ورد الفعل بدأ الآن من أجل إيقاف هذا القانون

09 أغسطس 2019 19:13

هوية بريس – حاوره: نبيل غزال

أصدرتم رفقة مجموعة من الوجوه العلمية والفكرية والسياسية بلاغا استنكرتم فيه ما جاء في القانون الإطار للتربية والتعليم، من كان وراء فكرة ائتلاف يجمع الرافضين لمضامين هذا القانون؟

كما يقع دائما في كل مجتمع عندما يكون شيء غير عادي ضد القانون وهوية الأمة وتقاليدها، فإن مجموعة من الذي يؤمنون بأن هناك خطأ ما يجب معالجته يتنادون من أجل أن يقولوا أن هذا الشيء لا يمكن أن يمر، بكل بساطة.

وبالمناسبة فأي خطأ يقع في أي مجتمع فالذين يؤمنون بفكرة ما فإنهم يجتمعون من أجل مناهضة ما يقع في مجتمعهم.

ما هي الخطوات القادمة التي ستعقب إصدار البلاغ؟

البلاغ الذي أصدرناه تجميع لآراء كل الذين وقعوا عليه، وهو لم يأت من عدم، حيث أن كل الموقعين كانت لهم مواقف شخصية وكل من وجهة نظره، العالم من وجهة نظره، والمتخصص في اللغة من وجهة نظره، ورجل السياسة من وجهة نظره، والأحزاب السياسية المناهضة من وجهة نظرها، والمجتمع المدني كذلك. اتفقت تعبيرات متعددة كل عبر عن رأيه.

والذي وقع أنه كان هناك تحرك شعبي عارم في مواجهة خطر ما أقدمت عليه الحكومة، فهؤلاء الناس تنادوا وقالوا بأن الأمر اتسم بجدية كبيرة، والشعب المغربي جله أصبح ضد هذه المبادرة، ونحن إذا تركنا الساحة فارغة ولم نؤطر هذا العمل كي تكون هناك نتيجة، فربما الأمر ستكون له خطورة على واقع المجتمعي المغربي.

فجهودنا تصب من أجل تأطير هذا الزخم الشعبي، فبدل أن يتكلم كل واحد على حده ارتأينا أن نكون قوة واحدة في مواجهة هذه الحرب.

والحقيقة أن هذه حرب، وحرب اللغات معروفة كُتب عنها الكثير، والحكومة ومن بعدها البرلمان أعلنا على الشعب المغربي حربا، متحدية الدستور ولا سيما الفصل الخامس منه بعنجهية لا مثيل لها، وتعتبر نفسها أن الشيء الذي عجزت عنه القوات الاستعمارية في المغرب منذ سنة 1912 إلى أن خرجت سنة 1956، وما عجز عنه اللوبي الفرانكفوني والذين يخدمون الثقافة الفرنسية في البلاد وجيوب الاستعمار اللغوي، ما عجزوا عنه طيلة 70 سنة، وجد اليوم من ينصره على إرادة شعب له لغته.

هذه ضربة همجية في التاريخ، وفي كل أمم الأرض إذا حدثت ضربة أقل من هذا المستوى فإن عقلاء الأمة وأحزابها السياسية ومجتمعها المدني ينبرون للدفاع عما يعتقدون أنه الأنفع والأصوب للوطن.

وهذا ما وقع الآن الحكومة أعلنت حربا، ورد الفعل العلمي والثقافي والفكري والوطني والسياسي والشعبي بدأ الآن من أجل إيقاف هذا القانون.

بعد التصويت على القانون الإطار في مجلسي النواب والمستشارين هل تتوقعون أن يتم التراجع عنه؟

هذا يتعلق بإرادة شعب وعلماء المغرب والمجتمع المدني والجمعيات التي تدافع عن صيانة الهوية المغربية، هذه الحرب التي أعلنتها الحكومة على اللغة العربية في مداها البعيد، لأن الأمر ليس فقط استبدال لغة بلغة، لأن جميع من وقعوا على هذا البلاغ لا يحسنون فقط لغة واحدة بل يحسنون لغات متعددة، فلسنا ضد أية لغة، ولكن العالم كله عبر تاريخ الإنسانية عندما يريد أن يتعلم لغة أخرى للاستفادة والدخول إلى العصر الذي يعيشه فإنه يختار اللغة الأقوى والأمتن في العالم، ونحن لم نفعل ذلك، وهذا شيء سيؤخر المغرب والمغاربة وسيجعلنا في ذيل القائمة.

وأكثر من هذا لم نر في تاريخ العالم أن أمة لها لغتها في قوة اللغة العربية تنازلت عنها من أجل لغة أخرى.

والأمر في الحقيقة لا يقتصر على هذا القانون، وإن كان هو النقطة التي أفاضت الكأس، أما الحقيقة فإن وزارة التربية الوطنية خرقت كل القوانين وهي تؤسس هذا المخطط منذ زمن ليس باليسير.

وعلى كل حال، أنا أدعو إلى استعمال شيء من العقل، يوجد عندنا في المغرب أساتذة يتقنون إتقانا كبيرا تعليم هذه المواد باللغة العربية، ولكن عنجهية الحكومة بلغت بها لأن تأمر الأساتذة، رغم أنهم لا يعرفون اللغة الأجنبية التي سيقع عليها التغيير في لغة تدريس العلوم، تأمرهم أن يدرسوا بها كيفما كان الأمر! هذا شيء خطير يرتكب ضد جيل من الشعب المغربي.

في الختام، أؤكد نحن لسنا ضد أي لغة، والشعب المغربي اعتز بلغته على الدوام واعتبرها لغة موحدة له لأنها تملك هذه القوة، ومن أجل كمشة من المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي الراحل نأتي لنفرض على الأمة شيئا آخر، هذا شيء غير مقبول تماما.

ــــــــــــــــــــــــــ

*  مولاي امحمد الخليفة: وزير سابق وقيادي استقلالي.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M