الدكتور الكَنبوري و”جوقة العار”

05 يونيو 2020 22:56

هوية بريس – إبراهيم الطالب

عندما يبحث الأرِق المهتمُّ في أسباب التردي والتخلف الذي يعيشه المغرب، يجد أن من أهم أسبابه وجود نوعين من البشر، الجهلة والوصوليون، ومن أقبحهم وأخطرهم على الدين والدنيا من جُمع فيه وصف الجهل وخُلق الوصولية والانتهازية، فهذا الصنف يكون من أشد المفسدين نكاية في الوطن وأهله، يُعيقون كل مشروع تنموي ويُربكون كل محاولة للإصلاح، هؤلاء فيهم شبه من المنافقين الأولين، ليس لهم مبدأ ولا يتورعون عن الكذب، قلوبهم تنتج الكراهية والبغضاء، لا يحبون الصالحين المصلحين، معوقون مخذلون، أنفسهم تحترق على كل نزيه ويغيظهم كل شريف وكل عامل صادق، ولهذا قال الله تعالى في هذا الصنف: “هُم الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ”.

الخطر يكون كبيرا منهم على الوطن عندما يكونون أشتاتا، فما بالك إذا اجتمعوا في كيان واحد وجعلوا لهم “دار الندوة” يأتمرون بالصالحين المصلحين، ويخرجون على الناس في كل يوم بخطط للقتل المعنوي لمصلح يختارونه يؤذيهم صلاحه وإصلاحه، يصدرون البيانات التشويهية التشهيرية بالباطل، فتتلقفها منهم وسائل الإعلام الصفراء، لتروج “سحرهم” وشعبذتهم.

الزميل النزيه الدكتور إدريس الكنبوري، كتب ما كتب عن الراحل المناضل اليساري النزيه السي عبد الرحمن اليوسفي، وجه الخطاب لمن يحلو لهم أن يصنعوا الأساطير للشباب، أثنى على الرجل ثم ثنَّى بانتقاد دعاة التهويل، حتى يعتدل الفكر ويستوي البناء النفسي والعقلي لدى النشء الصاعد فيبتعد عن الإيمان بالأساطير التي يصنعها بهلوانات الإعلام والكر المرتزق، وكعادتهم المقيتة وبمنهجهم السيء الذكر، دبجوا بيانا تحريضيا باسم “دار الندوة” المسماة “جبهة مناهضة التطرف والإرهاب”، التي تسكت حينما يجب أن تتكلم، وتتكلم حينما يجب أن تسكت، فيأتي سكوتها إقرارا للباطل على الدوام، وكلامها دعما للباطل، وظلما للأبرياء.

السي عبد الرحمن هو من أعلام المغرب الذين كانوا فاعلين في مرحلة حاسمة من تاريخ البلاد، لم يكن ملاكا كما أنه ليس شيطانا، له ما له وعليه ما عليه، هو من رموز الوطن أحببنا أم كرهنا، يجب أن يُدْرَس في سياق مرحلة ما بعد الاحتلال، رضي عنه النظام بعد أن كان منفيا محكوما بأقسى العقوبات، نزيه اليد صاحب مواقف مشرفة، لكن لا يعني أنه لم يخطئ في مواقفه، ولم يزِلّ في أفكاره، فقد كان في المعارضة، ومارس السلطة فهو إذًا يتحمل المسؤولية، وبهذا يصبح اسمه بجانب مجموعة من الرموز عنوانَ مرحلة هي أساس كل ما نعيشه اليوم، هذه المرحلة التي لم تأخذ حقها من البحث والتأريخ والنقد والتحليل، حتى تستفيد الأجيال من تاريخها.

فلا معنى لهذه اللطم الكربلائي الذي تضمنه بيان جوقة العار، فإن كان هناك من انتهك حرمة الراحل فهو من يصر على توظيف شخصه في تصفية حسابات إديولوجية بليدة، فأصحاب بيان العارِ هُم من جعل الأستاذ الراحل موضوعا لمزايدات ألِفها مرضى الإسلاموفوبيا، الذين تنزعج أرواحهم عندما يتحدث أي مفكر أو كاتب من منطلق الغيرة على الوطن، أو يروم تصحيح منهج التفكير لدى الشباب، فما لا تعرفه جوقة العار أنها أصبحت عنوانا على زمن الرداءة، زمن التفاهة والتافهين، يستمع لهم المغاربة بكامل الامتعاض والسخرية، بل يستنكف عن ذكرهم حتى من يعتقدون أنهم يحاربون معهم في نفس الخندق.

اليوم في المغرب نحتاج إلى أن يأخذ النزهاء المصلحون الصادقون المناضلون من كل تيار موقفا صريحا من أمثال هؤلاء، الذين يلبسون الحق بالباطل، والخطأ بالصواب، والصدق بالكذب والعهر بالطهر، والفجور بالاستقامة، والصلاح بالفساد، واليقين بالشك، والنزاهة بالغش، والإيمان بالكفر، هذا منهجهم ولا يستطيعون غيره حتى يمحوا جهلهم بالعلم، ويتغلبوا على وصوليتهم بالقناعة والعمل والصدق.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. وحق لاإله إلا الله وبالمعرفة القلبية هذا العالم المفكر المتبحرالسيد إدريس المتوج بحب الخاصّة وخاصة الخاصة والرأي العام لايحتاج لأحد بينما يحتاجه الكل،يحتاجون علمه ومعرفته الدقيقة دنيا وأخرى كالأب الرؤوف المخلص الصادق الذي أعطى عمره لإسعاد أولاده ولم يتشطّر عليهم أبدا في حاجة ثم جاؤوه بعد أن كبروا ووقفوا على أرجلهم بفضله جاؤوه يوما بقميص يوسف وكل منهم يزيد على كذبة أخيه،وأخيرا تنكّروا لأبيهم واتهموه وتنقّصوا قدر من علّمهم وربّاهم ظنا منهم أنه يحتاجهم في شيء،ونسوا ياويحهم أنهم هم من يحتاجون لأبيهم في هذه الدنيا وفي دار الخلد الأخرى،هذا السيد بدرللعالم وشمس تضيء الظلمات وطبيب جرّاح كم أنقذ وينقذ في الناس فكريا من شبهات الإرهابيين الداعشيين وأنقذ نفسيا يائسين وأعطاهم روح الأمل،والآن يأتي التلاميذ ليشاغبين،إن البقة الهاربة ستلقظها الدار النظيفة الجميلة مهما حاولت المكث والبقاء.

  2. والله نحبك في الله السيد إدريس أنا واحد من الناس والله نفديك من حبك في الله بروحي””واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين””.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M