الدكتور رشيد نافع يكتب: لا يمكن أن نسمي ما تقدمه 2M للمغاربة موادا إعلامية

05 أبريل 2017 11:14

 

 

د.رشيد نافع – هوية بريس

خرجت علينا قناة الشذوذ كعادتها بهجمة وهبة شرسة استهدفت من خلالها ضرورة من ضروريات الدين، ألا وهو العرض “وعلى عينك أبنعدي”.

فدوزيم تبث يومياً سموما وتنشر أخبارا وسيناريوهات كاذبة كلها محض افتراء وكذب، عن تعمد وسبق إصرار، لإحداث نوع من الفوضى الأخلاقية في المملكة المغربية حتى تقتل العرض والغيرة وتمشي في جنازتهما كي يتم تشييعهما في موكب مهيب تتباكى فيه على العرض المفقود.

قناة “شذ وزيد” لم تساهم في حل مشاكل المغاربة قط بل مذ ظهورها لم تتوان في الهجوم المتواصل على الفضيلة بشكل خاص، وكل ما هو طيب بشكل عام، بسبب وبدون سبب، في كل وقت وحين، وكأن القناة تريد أن تقول لنا أن الإسلام سبب تخلف وكوارث المسلمين منذ وُجد وإلى يوم الناس هذا.

نعم توجد قنوات خلطت في منتوجها بين الحق والباطل والخير والشر، لكن في القناة الثانية الوضع مختلف لأنه يوجد عندها شذوذ وأناس مأجورون، مهمتهم الهدم وليس البناء.

أسلوب متدني في الحوار.. وبرامج حوارية دون المستوى لا تقدم إلا إثارة وإشاعات وأخبار كاذبة وحبا وعشقا وخيانة زوجية، وميسرا وقمارا، من أجل جذب مزيد من المشاهدين لمزيد من الإعلانات حتى تملأ أرصدتها بعد إفلاس دام لسنوات.

لولا الاقتطاعات القسرية من جيوب المواطنين لباتت هذه القناة في خبر كان متشردة، والسؤال المطروح بإلحاح هو:

لماذا لا يكون هؤلاء مندسين تحت يافطة الإعلام إذا كانوا محسوبين على الإعلام لخدمة أجندات معدة سلفا؟

أليس بيننا -بل معظمنا- من يكره ويرفض ويشجب ما تقدمه القناة الثانية الشاذة التي لا صلة لما تقدمه للمشاهدين بالعمل الإعلامي، فالمادة التي تعرضها لا يمكن أن يطلق عليها مواد إعلامية “وسميها اللي بغيتي”، ممكن يطلق عليها أي شيء آخر غير أنها مادة أو قناة إعلامية فاللهم لا ثم لا.

يقول معلق المباريات على قناة باين سبورت الرياضية التابعة لشبكة الجزيرة القطرية في معظم تعليقاته “غريب والله غريب” فعلا أمر غريب ومستهجن وغير منطقي ومقرف وشاذ ما يحدث في الإعلام المغربي الذي لا نرى من خلال بوابة القناة الثانية إلا الفتنة والإشاعات وحرب على الفضيلة ودعاتها والفرى والفوضى الممنهجة وأكاذيب وضلال في تضليل.

إن ما يبث على القناة الثانية من برامج هادمة ومقوضة لصرح الأخلاق والقيم لهو الشذوذ الإعلامي الفاجر بكل ما تحمل الكلمة من معان “واش مكاينش شي قانون كينظم عمل هذه القناة”، والمصيبة أنها تخِّون منتقديها وتنعتهم بالمتطرفين والإرهابيين، وتبرئ نفسها من الإرهاب الأخلاقي، بل وتلجأ للقضاء والقانون بثوب المظلومة “مسكينة” لإنصافها.

أتمنى من علماء المغرب وعقلاء المغرب رجالا ونساء، ومن سلطات الإعلام أن تحدث الجهلاء المبتذلين في تلك القناة الرخيصة بلسان حديد: أن انتهوا فإنها كرامة أمة لن تستباح، وعلى ما يبدوا في نظري أنه ثم غش شاب القناة الثانية بحيث لم يعد يفرق معدوا برامجها بين الأعمال الدرامية وبين الإعلام اليومي بكافة معالجاته التي تضبطها القيم المهنية ومواثيق الشرف..

لم يعد يفرق بين كوميديا الإضحاك وبين المعالجات الصارمة الجادة الخاضعة للمعيار العالمي.

وفي تصوري أن الأزمة تمثل تحديا كبيرا أمام الثقات من الباحثين المغاربة في هذا الشأن لسبر أغوارها والتنبيه على مخاطرها ومسها بسمعة المغرب ومستقبل العلاقات بين أفراد الشعب الواحد.

أليس فينا رجل رشيد من المسؤولين عن قطاع الإعلام المغربي أو علمائه أو عقلائه من يردع ضلالات هؤلاء ويحدثهم أن المملكة المغربية هي في قلوبنا ومحل احترام لدى كافة الشعوب الناضجة الرصينة التي تحلها المحل الأرفع، ولا تضرها إرجاف الدوزيم ومعاول هدمها التي تسيء بموادها وبرامجها لوطننا الحبيب وشعبنا الغالي الخلوق.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M