الدكتور زهير الهنا: سعيد المسوسي.. رجل بأمة

11 أغسطس 2021 13:29
د.لهنا يكتب عن الراحل المسوسي: من أبواب متفرقة..

هوية بريس – د.زهير الهنا

منذ زمن لم تدمع عيناي بحرقة و تقطع قلبي كما وقع لي ليلة أمس و انا اتلقى خبر وفاة علم من أعلام الخير والعطاء في مراكش.

توفي حبيبنا و صديقنا سعيد المسوسي. رجل بأمة أو كما كنت أقول عنه لما التقي بأحد يعرفه، سعيد مؤسسة لوحده.

بكيت لفراق أخ عزيز، كلمته لما عدت في الشهر المنصرم من جبال الأطلس عن مشروع صحي جديد وتعذر علينا اللقاء لأنه كان منكبا في عز الصيف على أطروحات وأبحاث طلبته.

أعطاني كعادته وقت للإنصات والنصيحة، لأني لا أعرف أحدا أعلم بجبال الحوز وساكنتها مثله. بكيت لأني تذكرت اني ربما لم أتعلم أكثر من تجربته وتباته في وجه العقبات والصعاب. وربما بكيت على نفسي و ما بقي لها من وقت في هاته الدنيا الفانية، و ما قدمت لالقى به الله.

لا أستطيع أن احصي لكم الأعمال التي فعلها الأستاذ سعيد المسوسي، فهو أستاذ في كلية العلوم و دكتور في البيولوجيا و الساهر على عدد كبير من الأعمال في مراكش و نواحيها. من إفطار الألاف من الطلبة في شهر رمضان إلى أكل يومي للعجزة بالمدينة العتيقة، ثم كفالة الأيتام و الأرامل و مساندة المرضى. و السهر على المجمع التربوي بزرقكن و أشياء أخرى لا أعلمها. تعرفه جبال الأطلس الكبير و لا يقول إلا خيرا. كان دائما يردد لي لما اشتكي قلة العون و صعوبة الظروف: “المؤمن لا ييأس”..

علمني الأمل والتشبت به حتى في أقصى المحن التي تتعرضنا مثل المنع أو التضييق. و لا أزال أتذكر كلماته و نحن نخوض في منعرجات الطرق بجبال الأطلس الشامخة: انظر إلى هاته الخيرات… فصارت كلمة خيرات لا تفارقني كلما ابتهجت بشيء حتى صار أحبائي في سوريا و فلسطين كلما رأوني مبتسما لشيء يقولوا بدورهم؛ خيرات. الكلم الطيب مثل العمل الطيب يسافر وينتفع به الناس.

ان فراقك أخي العزيز صعب و لا نقول إلا ما يرضي الله. عشت طيبا عزيزا كريما و رزقك الله حسن الخاتمة، زرعت مع اصدقائك في جمعية أصدقاء المستشفى الجامعي محمد السادس في مراكش في الشباب زرعا نافعا و لا نزكي على الله أحدا. بارك الله فيك حيا و بارك الله فيك ميتا و واسكنك فسيح جنته، و ألحقنا الله بك مؤمنين عاملين غير مفتونين. وإنا لله و انا اليه راجعون.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M