الريسوني: الهمة جمع قيادات الحركة والحزب بعد أحداث 16 ماي للتوبيخ والتهديد

29 أغسطس 2018 21:30
الريسوني: الهمة جمع قيادات الحركة والحزب بعد أحداث 16 ماي للتوبيخ والتهديد

هوية بريس – عبد الله المصمودي

في حوار أجراه موقع “تيل كيل عربي”، مع الدكتور أحمد الريسوني رئيس حركة التوحيد والإصلاح سابقا، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ذكر الريسوني أن المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، سبق واجتمع مع قادة الحركة بعد أحداث 16 ماي في بيت وزير الداخلية حينها مصطفى الساهل، من أجل توبيخهم على مواقفهم، وتهديدهم بالتلويح بالتشطيب عن حزب العدالة التنمية من الساحة السياسية.

وهذا مقتطف من الحوار الذي أجراه معه الموقعـ بخصوص هذا اللقاء:

“- بعد أحداث 16 ماي الارهابية حضرت اجتماعا بمنزل وزير الداخلية حينئذ السابق مصطفى الساهل، الذي كان مرفوقا بالوزير المنتدب لدى وزير الداخلية وقتئذ (المستشار الملكي الحالي) فؤاد علي الهمة. ما سياق هذا الاجتماع وما الذي دار فيه؟
هذا الاجتماع كان في صيف 2003، غير بعيد عن أحداث 16 ماي، وأظن أنه كان في يوليوز، وكنت آنذاك قد قدمت استقالتي من رئاسة الحركة. هذا الاجتماع دعي إليه أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ودعيت أنا الوحيد من خارجها.

من حضر منهم؟
حضروا جميعا، باستثناء المقرئ أبو زيد الإدريسي، بما في ذلك الدكتور عبد الكريم الخطيب رحمه الله، وقد كان حضوري مقصودا، لأنه أحد أسباب الاجتماع، وقد دعينا إلى منزل وزير الداخلية مصطفى الساهل رحمه الله.

من خلال وقائع الاجتماع، ظهر أن غرضه كان هو التوبيخ والتهديد، وقد تكلم مصطفى الساهل وقرأ مرافعة طويلة قاربت ساعة، كانت عناصرها واستشهاداتها مكتوبة في أوراق، وكان يقرأ ويشرح، ولما انتهت مرافعته جاءت مرافعة فؤاد عالي الهمة، وكانت أكثر حدة، وقد كان بدوره أيضا يقرأ بعض العناصر المسجلة في أوراق، وبعد ذلك فسح لنا المجال لنتحدث.

ما هي مآخذ فؤاد علي الهمة عليكم؟
هي نفس ما قاله مصطفى الساهل تقريبا، وقد كانت المؤاخذات على مواقفنا، وكانا يستعرضان المواقف شخصا بشخص، حيث بدؤوا أولا بالريسوني، وخاصة حول ما ورد في حواري مع “أوجوردوي لوماروك”، وبعض تعبيراته الأخرى، ثم المصطفى الرميد ومواقفه، والمقرئ أبو زيد.

ما هي مؤاخذاتهم على الرميد؟
ركزوا على بعض مواقفه وتصريحاته، ودفاعه كمحام عن السلفية الجهادية، حيث كان في ذلك الوقت يمكن اعتباره بأنه محامي السلفية الجهادية، ومحامي المعتقلين الإسلاميين، وهذا كان يستتبعه تصريحات لصالح موكليه. ومن خلال الاجتماع تبين أن ذلك كان يغيظ الجهات المسؤولة، لأنه يفند ما يدعونه ويدفع نحو التخفيف من الوقائع، كما أخذوا عليه مشاركته في وقفة احتجاجية بالدار البيضاء ورفضه الانسحاب رغم تعليمات رجال الأمن، كما ذكروا موقفه من الملكية البرلمانية، كانوا يقولون كيف لشخص منخرط في النظام السياسي والدستوري للمملكة، ويترأس فريقا برلمانيا، وتصدر عنه مثل هذه المواقف، ويشكك في المؤسسات…

أما بخصوص أبو زيد، فقد تحدث عنه الساهل مشنعا عليه قيامه بجمع الأموال لحركة “إرهابية” هي حركة “حماس”، وهنا قاطعه الدكتور عبد الكريم الخطيب، في الوقت الذي بقينا جميعا صامتين، وقال له “السيد الوزير حركة حماس ليست إرهابية، بل حركة مقاومة، ونحن كلنا معها”، وكان ذلك موقفا شجاعا لا أنساه للخطيب رحمه الله.

ماذا كان رد الساهل بعد مقاطعة الخطيب؟
لم يعقب عليه، وواصل قراءة مرافعته. كان من الصعب عليه أن يدخل في سجال، لأن غرضه كان إيصال أشياء معينة فقط.

أما بالنسبة إلي فقد كان التركيز شبه كامل على الحوار الذي أجرته معي صحيفة “أوجوردوي لوماروك”، وما قلته فيه عن إمارة المؤمنين وصلاحيات الملك الدستورية، واعتبروا أن ذلك فيه تجاوز لأهم المؤسسات.

لا أتذكر تفاصيل كثيرة، لكنني أستطيع أن أقول لك بأنهم كانوا متتبعين بدقة لكل ما يصدر عن الحركة، وكانوا يعتبرون بعض مواقفها غير مقبولة، وتهدد الانسجام والاستقرار الذي يعيشه المغرب، وذهب الأمر بفؤاد علي الهمة أن يقول “أنتم تزعمون القيام بالدعوة الإسلامية، والمغرب فيه ما يكفي للقيام بهذه المهمة وحماية المقدسات الدينية، فعندنا إمارة المؤمنين ووزارة الأوقاف والمجالس العلمية، و”اللي بغى يقوم بالدعوة يمشي للدول الإفريقية غير المسلمة، أما هنا لا مكان لأحد للقيام بهذه المهمة باستثناء المؤسسات الرسمية”، وقد كان هذا أخطر ما قاله، لكننا لم نلتفت إليه.

وماذا كان ردك أنت؟
أوضحت لهم أن المقصود من كلامي، في الحوار، وهو أن إمارة المؤمنين لا تتنافى مع تفويض مجموعة من الصلاحيات، بما في ذلك الصلاحيات الدينية، وقلت إن الفتوى تحتاج إلى هيئة متخصصة ليست بالضرورة هي الملك، كما هو الشأن بالنسبة للقضاء.

بعد ذلك، تكلم عبد الإله بنكيران، وأكد أن قضية الدعوة لا محيد عنها، جوابا على ما قاله فؤاد علي الهمة، وقال “إننا مستعدون لحل هذا الحزب إن كان يزعج الدولة، أو كان يشكل لها ضررا، لكن العمل الدعوي لا يمكن إلغاؤه أو التخلي عنه”.

عموما، الاجتماع عرف توبيخا للأفراد على مواقفهم واحدا واحدا، وتم التلويح بالتشطيب عن الحزب من الساحة السياسية، إذا لم تتم مراجعة عدد من المواقف، وبعد ذلك انتهى الاجتماع بعشاء فاخر، وطُوي الموضوع.

هل حضرت لقاءات أخرى؟
لم أحضر أي اجتماع آخر مع الساهل، كانوا يجتمعون بين الفينة والأخرى بالدكتور الخطيب، وقيادات الحزب، لكن لم يتم استدعائي منذ ذلك الاجتماع”.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. نفس الكلام كانو يقولونه القواد والبشوات عندما كنا نخرج مع الدعوة والتبليغ.يقولون لا نحتاج للدعوة كلنا مسلمون والحمد لله.الدعوة تكون لغير المسلمين.كنا نجيب نحن نجتمع على ذكر الله ونتفرق عليه..

  2. لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
    بوجه قاصح لا نحتاج للدعوة نحتاج فقط الموازين و ليالي رأس السنة الشباب منهم من لا يحفظ الفاتحة بله ان يعرف دينه
    وزارة الأوقاف أي وزارة من تبيح التصوف الذي لا علاقة له بالاسلام ولا بظوابطه او القبورية وشركها او تلك التي تشجع على الجهل و التدني إلى سفاسف الامور من توقيف العلماء من على المنابر لأنهم قالوا برأي مالك رحمه الله ألسنا مالكية او ذللك فقط حين السدل و الله المستعان

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M