الشبهة ليست شبهة في ذاتها وإنما في طبيعة المتلقي للشبهة

26 سبتمبر 2017 15:34
فيديو.. هذا هو الله.. صفات الله في الإسلام؛ وهل الله يرضى ويغضب؟ ولماذا خلق العرش؟ وما مفهومه؟! - د. هيثم طلعت

هوية بريس – د. هيثم طلعت

قال الله تعالى: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم} ﴿سورة الحج:53﴾.
قررت الآية الكريمة أن شبهات الشيطان هي فتنة لصنفين من الناس:
الصنف الأول: الذي في قلبه مرض؛ أي ضعف إيمان فأقل شبهة تؤثر في هذا الصنف، فإذا سمعوا الشبهة دخلهم الريب وتراهم ينظرون إليك كالمغشي عليه من الموت من ضعف قلوبهم وقلة يقينهم ولعب الكفار بعقولهم.
وهذا الصنف لا يُعالج برد شبهته لأنه سيعود إليك بشبهة جديدة بعد ساعات وإنما يُعالج بحثه على الطاعات والذِكر وتدبر القرآن ومعرفة دلائل صحة الإسلام والبعد عن الشهوات والمعاصي ومواطن الشبهات.
الصنف الثاني: هم القاسية قلوبهم؛ وهؤلاء أهل الدنيا وعشاقها فأمثال هؤلاء تطمئن قلوبهم لأي شبهة تزيدهم تعلقا بالدنيا وتُطمئنهم على صحة موقفهم الانغماسي في الملذات.
وهذا الصنف علاجه معرفة قدر الدنيا وتفاهتها وأن الموت يفضحها في كل لحظة؛ وعلاج هذا الصنف كتب الرقائق وأحوال الصالحين.
فما يلقيه الشيطان من الشبهات يكون فتنة لهذين الصنفين فيميز الله الخبيث من الطيب!
أما المؤمنون فتتحدث عنهم الآية التالية مباشرة {وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم} ﴿سورة الحج:54﴾.
فهذا الصنف حين تأتيه الشبهة يردها إلى المُحكم فيضبط أصلها فيزداد بذلك إيمانا بعد أن تبين له الحق والحكمة الإلهية، ومثل هذا الصنف يوفق بسهولة لرد الشبهة وضبطها لأنه كما أخبر الله عز وجل يُسلم لله بأن كل ما يوحي به حق.
هذه الآيات الكريمات من سورة الحج تخبرك عن أهم قضية يواجهها الشباب المعاصر ألا وهي قضية الشبهات وكيف أن فيها حكمة التمييز بين البشر وتحقيق التكليف.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشبهات ستزداد في آخر الزمان حتى تدع الحليم حيرانا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا. أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا. يبيع دينه بعرض من الدنيا” صحيح مسلم، ح118.
فهنا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالداء والدواء، فقال لك: بادر بالعمل الصالح فإنه يضبط لك حجم الدنيا فلا تعلق بها وتركن إليها وإلا أتتك أبسط شبهة فأغرقتك وأهلكتك!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M