“الشورطات القصيرة”.. الناس يخطئون حين يتساهلون في موضوع اللباس بدعوة “حرارة الجو”

06 يونيو 2020 23:41

هوية بريس – عابد عبد المنعم

عقب تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي منشورا يدعو إلى احترام الفضاء العام، ويسلط الضوء على لبس “شورطات قصيرة” تحجم العورة بشكل مثير، تفاعل عدد من المتابعين والأساتذة والعلماء مع هذا الموضوع.

;صرح د.يوسف فاوزي لـ”هوية بريس” أن “خلق الحياء خلق مفقود”، وأن الله تعالى شهد لنبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام بحسن الخلق فقال (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم،4]، وجعل بعثته لبث مكارم الأخلاق، فقال عليه الصلاة والسلام (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ).

ووجه إلى أنه “ليس من الأدب فضح العورة أمام الملأ، لما فيه من سوء الخلق وإثارة الغرائز وسط مجتمع الأصل فيه شيوع الفضيلة بدل الفاحشة، والمروءة بدل خوارمها” ، وأن “الكاشف لعورته يجب أن يعلم أنه بفعله هذا يشجع شباب المسلمين على استهتار أخلاقي يستهدف أمه أو أخته أو زوجته أو ابنته أو إحدى محارمه، فإذا كان الإنسان لا ترضى هذا لعرضه فمن باب أولى ألا يرضاه لعرض غيره”.

أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير كشف بأن فقهاء المسلمين -رحمهم الله- تشبثوا بهذا الخلق، حتى أسقطوا شهادة من أخل به وهو مذهب الإمام مالك رحمه الله، قال الفقيه ابن شاس المالكي في من يكشف عورته في حمام عمومي (وقال القاضي أبو بكر: “إذا كان الرجال لا يسترون، فقال مالك: لا تقبل شهادة من دخله”)، فإذا كان هذا في الحمام فما بالك بخارجه كالأسواق والأماكن العامة!

ليعقّب بعد ذلك بقوله “إذا كان قانون الوظيفة العمومية بالمغرب ينص صراحة على وجوب التزام الموظف بلباس لائق يحترم به وظيفته وإدارته ووطنه، وأنه في حال إخلاله بهذا القانون فسيكون معرضا للمسطرة التأديبية من قبل رئيسه المباشر، فمن باب أولى أن يرتدي المواطن في الأماكن والفضاءات العامة لباسا يحترم به دينه ووطنه وبني جلدته.

وفي ختام تصريحه لـ”هوية بريس” أشار د.فاوزي إلى أن “كثيرا من الناس يخطئون حين يتساهلون في موضوع الحياء في اللباس بدعوة حرارة الجو في الصيف، فنقول لأمثال هؤلاء (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) التوبة،81.

وأضاف “إن بناء الفضيلة واجب على كل مواطن في هذا البلد العزيز، والشباب رأس الحربة في هذا الموضوع، فالله الله في الحشمة والحياء يا شباب المغرب، فبكم تحفظ الأخلاق وتسمو، وكونوا بعد الله سببا في استرجاع هذا الخلق المفقود الحياء”اهـ.

ذ.حماد القباج علق على المنشور بقوله “في الوقت الذي يحاول سفراء المسخ السلوكي ودعاة التحلل الأخلاقي فصل المجتمع المغربي عن هويته الإسلامية وطابعه المحب للدين وقيمه الأخلاقية.. نرصد تيارا متناميا في أوساط الشباب يعبر عن ملله من تلك المساعي وتململه لمقاومتها بعد أن تأكد للنبهاء أنها معارك دونكيشوتية لا تترتب عليها المنافع التي يتطلع لها المجتمع وشبابه.. تلك المساع في واد وهموم المجتمع والشباب في واد آخر”.

مدير منتدى إحياء للتنمية الأخلاقية والفكرية أكد على أن “الشباب متعطش لمساعي الإصلاح الأخلاقي والسياسي والعدالة الاجتماعية والاعتزاز بالشخصية وما تضمنه من كرامة وتحرر… متعطش للمعنى للمضمون الجاد.. سئم التفاهات وحار بالمتاهات التي عانى ولا يزال من دهاليزها المظلمة.. فأدرك الفخ الذي نصب له وفهم أن ذلك التيه مقصود ليبقى أسير بطنه وفرجه ولا ينعم بنعمة التحرر والوعي والنضج..”.

وختم حماد القباج تصريحه لـ”هوية بريس” بقوله “نشاهد اليوم مظهرا آخر يعبر عن الاعتزاز بالشخصية الإسلامية للإنسان المغربي وبقيمها الأخلاقية النبيلة الحضارية التي ارتقت بالإنسان المسلم في معارج الريادة ومدارج القيادة ووصلت به إلى مرافئ السعادة.. فكانت أمته خير الأمم بما تحمله من رسالة القيم المجيدة.. فهل يلتقط المفلسون هذه الرسالة؟ وهل يكفون جشاءهم النتن عن المجتمع الذي يئن بين مطرقة فسادهم وفجورهم وسندان استبدادهم وغرورهم؟؟ وإذا طلع فجر الوعي فلتطفأ قناديل التضليل والتسفيه..”.

تجدر الإشارة إلى أن موضوع لباس فصل الصيف ليس قاصرا على لبس رجال لـ”شورطات قصيرة” فقط، وإنما يشمل أيضا أنواعا أخرى من اللباس، من مثل ما ترتديه بعض النساء من أزياء تخل بالأدب والخلاق والعرف المغربي.

فايسبوكيون يرفضون ارتداء رجال لـ”شورطات قصيرة”.. “البس في بيتك كما تشاء لكن في الأماكن العامة احترم الآخرين”

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M