الشيخ المغراوي ودور القرآن والتصويت للبام

06 أكتوبر 2016 16:41
الشيخ المغراوي ودور القرآن والتصويت للبام

هوية بريس – ذ. إبراهيم الطالب

لست في شك أن الشيخ المغراوي حفظه الله في موقف لا يحسد عليه، موقف يحتاج ما يحتاجه لكي يتخذ فيه القرار الصائب، وكل من له دراية بالكيفية التي يدبر بها الشأن السياسي على مستوى الدولة يعلم أن الشيخ في ورطة، وأن قراره بالتصويت على الأصالة والمعاصرة قرار لا يرضاه مهما قيل وقال.

كما لا نشك وفق ما لدينا من معطيات ووفق شبه الإجماع بين كل الفعاليات الإسلامية، ووفق القواعد والفتاوى التي صدرت عن مشايخ العلم الكبار وكذا عن الشيخ المغراوي نفسه، من أن التصويت من المسلم يجب أن يكون للأصلح، واستنادا لما نعرفه على وجه التفصيل عن توجه حزب الأصالة والمعاصرة وعدائه للتدين ومحاربته لانتشاره، ومسارعته في حرب دور القرآن وإغلاقها سابقا، واعتمادا على ما ذكر لا نشك في أن قرار الشيخ بدعم حزب الأصالة والمعاصرة قرار مجانب للصواب، وأنه خطأ لا ينبغي أن نقبله بحال للاعتبارات السابقة.

لكن ما يجب أن يستنكر بشدة هو تدخل الدولة السافر في العملية الانتخابية حيث لم تترك فاعلا مؤثرا إلا وحاولت استمالته إما بالتهديد كما في حالة خطيب دوار حلابة بغفساي وقائدها الذي صرح مسؤول حزب التقدم والاشتراكية أنه أمره بعدم مؤازرة مرشح حزب العدالة والتنمية، كما صرح أن القائد يجبر الناس على التصويت ضد حزب الإسلاميين، وكذلك المهزلة والفضيحة المدوية التي حصلت في مسيرة البيضاء، كل هذا ينبؤنا أن قضية الشيخ هي جزء من عمل واسع للسلطة الإدارية من أجل منع حزب الإسلاميين من الحصول على المرتبة الأولى في انتخابات الغد، حتى لا يكون مرة ثانية على رأس الحكومة، الأمر الذي تراه العديد من الجهات الغارقة في الفساد والاستبداد مهددا لمصالحها.

فعل الإدارة هذا، هو تسميم للحياة العامة، وتمريغ للكل في وحل الفوضى، الأمر الذي قد يدحرج البلاد إلى المجهول الفظيع، هذا المجهول الذي هو معلوم اليوم في أقطار الثورات المضادة.

كلامي هذا لا يعني أنني أهون من خطورة موقف الشيخ، وفداحة خطئه، بل هو توجيه إلى الواجب الذي يتحتم على الناصحين والمخلصين فعله، فلا ينبغي أن يحجب خطأ الشيخ فظائع السلطات وجرائم المفسدين، كما لا ينبغي أن تحجب هيبة الشيخ وفضله متبوعيه عن رؤية الحق واتباعه.

إن هذا الواقع الأليم يلزمنا ونحن نعالجه أن نستحضر أن كل الإسلاميين في سلة واحدة، سواء أتباع الشيخ المغراوي أو أتباع باقي التيارات الإسلامية، وأن أخطاء بعضهم ترجع عليهم جميعهم، وأن العلمانيين ومن يروا في التمكين لهم حلا، لن يفرقوا بين من صوت لهم ومن اعترض، فالأذى الذي سينال الشيخ المغراوي هو نفسه الأذى الذي سينال الجميع من شارك ومن سكت، وأن الخاسر الأكبر هو الدعوة والدعاة، لهذا وجب النصح والبيان الشافي للصدور الحافظ للمراتب والكرامة، دون تخوين ولا هدم ولا إقصاء، فالذين ترخصوا في زمن الإمام أحمد كثر وقالوا كلمة الكفر، وهم من خيرة العلماء، لم يهدمهم المسلمون، ولكن التاريخ حفظ لنا موقف الإمام أحمد لأنه الحق ولأنه الصواب، فالواجب بيان خطأ الشيخ دون هدمه وحربه.

كما يجب ألا تنسى أن من جمع كل الفاعلين العلمانيين وقواهم بالفاسدين ليؤسس بهم حزب البام، هو في الحقيقة طرف مرتبط بالسلطة، وهو من يريدها أن تفوز اليوم ويدعمها بالقياد والبشوات والمال القذر وكل الإمكانيات، فلا داعي أن نسمي الأمور بغير مسمياتها. فلئن كان الناصحون اليوم يهجمون باللاذع من القول على الشيخ ويتركون الفاعل الرئيس في القضية فهذا منهم محض تطفيف، وخالص تخسير للميزان، فغِلظ خطأ الشيخ وواجب بيانه ورده لا يجب أن ينسينا الحقيقة المذكورة، ولا يجب أن نتوارى خلفها ونترك الناس يجرون وراء السراب.

فلا ينبغي أن نعطي للحدث أكبر من حجمه لأن ذلك سيعود بالهزيمة على الجميع، الشيخ أخطأ وخطأه كبير جدا وزلة العالم تقرع لها الطبول، لكن يجب أن ينسب إليه وحده ولمن وافقه، وأن تحفظ للدعوة مكانتها ولمن سكت فحقه في السكوت والاعتزال محفوظ لا يناقش، ولمن بين ووضح يعطى له قدره في قول كلمة الحق ما لم يتعد ويفجر.

كما يجب أن نستحضر وبقوة أن السياسة والتدافع في مجالها أمر مطلوب وقد يكون واجبا، لكن يبقى متغيرا لا يجب أن يعصف بالثابت الذي هو الدعوة، فالأصل الدعوة والواجب صيانتها من العبث وحفظها من أن يتلاعب بها السياسيون، فعلى علمائنا الأجلاء أن يحفظوها من تدخل السياسيين كما يحفظون الدين من تلاعب المبتدعة، فلئن كان المبتدعة يغيرون معالم السنة، فالسياسيون يغيرون الدين ويحرفون التنزيل ويحاربون الصالحين، وهم عون للمبتدعة والفاسدين على مر التاريخ.

فليس من الحكمة أن ينسينا الخوض في السياسة أن دخولها هو لتقليل المفاسد لذا لا ينبغي أن تدفعنا أخطاء بعضنا أن نرتكب من المفاسد ما يعود على الدعوة بالنقض أو الضعف، أو يجعل الناس تنفض إلى السياسة ويتركوا العلماء وحلق العلم، فهذا هو الفساد العريض، فإنما يكون الإصلاح بصلاح القلوب الذي هو أساس صلاح الأفعال وهذا مورده حلق العلم والتربية، فلا مصلح في السياسة حقا إلا إذا خرج منها، لذا كان الواجب التعامل مع رمز دعوة عريضة زل وأخطأ بمنتهى الحكمة واللين وحفظ مرتبته وفضله.

فالشيخ المغراوي شيخ جليل فتح الله به أبوابا للدعوة كثيرة، وجاهد في نشر العلم والقرآن، وفضله ومكانته محفوظان لا ينبغي التنقيص منهما، ولا الحط من منزلته، مع الاحتفاظ بواجب النصح على العلماء والطلبة باللين والحكمة بيانا للحق ودفعا الباطل، فلا خير في قوم لا يتناصحون.

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

آخر اﻷخبار
9 تعليقات
  1. لقد عجبت لسطحية الفكر وقصور النظر وضبابية الرؤية عند الثلاثي القباج وصاحبه والكاتب. لم يمض لكم في الدعوة سوى عشية او ضحاها. فصرتم الحاكم والقاضي والأدهى دعوة خلاف الإجماع.
    هل تعلمون ان العماري ظاهرة صوتية يراد منها حرية تعبير .
    هل تعلمون ان الحاكم هو أمير المؤمنين . وان قياس المغرب على مصر شهادة على قصور النظر
    هل تعلم ان العماري يصطدم مع الملكية في دعوة تغيير الهوية
    هل تعلم ان الرسول دخل في جوار المطعم
    هل تعلم ان الرسول قبل بهجرة الحبشة
    هل تعلم أن في فتح دار القرآن تعظيم لحرمات الله
    هل تعلم ان ضجة القباج ناشئة عن قصور في التصور وضجة ناشئة عن رد فعل .وليدة تلبيس وتدليس ناتج عن هوى
    هل تعلم أنك والقباج خالفتم اصول الأدب اما انت فاعذرك حديث عهد بختان ولكن ما عذر القباج الذي يدس من يتجسس له الأخبار

    1. ظاهر من هذا المتدخل السلوك العصبي والغضب (فاعذرك حديث عهد بختان) وهذا دليل واضح أن هذا النوع من المتدخلين لا حديث معه إلا بعد ان يسكن غضبه وتنزل نسبة الأدريلانيين في دمه، الخطير في هذا النقاش أننا بتنا نرى رأي العين الصوفية السلفية والتعظيم الخطير للشيوخ، ومحاولة تغطية (قرص الشمس بالغربال). لطالما حاضر المغراوي دفاعا عن المعتقد وتحذيرا من مولات الظالمين والركون إليهم ووجوب نصرة الدين وأهله والبراءة من الشرك وأهله. لكن وللأسف فشل الشيخ في هذا الامتحان وركن إلى الذين ظلموا.

  2. باركا من الكذوب المغراوى غير معا المصلحة و الزرقة كما قال الشيخ مقبل لصوص الدعوة و كدلك القباج بغا المنصب و ما علماء السلف حدروا من الانتخابات و كلشي عاق لكم رحم الله الشبخ تقي الدين الدي قال المغراوى سيفسد منهج السلفي و قد صدق

  3. جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم. المهم الجميع الآن يعلم أن حزب الحياحة حزب التراكتور و بني علمان من ينحو نحوهم يريدون هذه الإنتخابات فرصة للنيل من الإسلام، و هذا يجعل من يصوت عليهم مغفلا أو محاربا لدين الله، و يجعل فوزهم رابع المستحيلات إلا إذا كان التزوير فاقعا و حينها على الناس أن يتخذوا موقفا حازما بشتى الوسائل الممكنة.

  4. بسم الله الرحمان الرحيم
    يغلقون دور القران حينما يستحوذون على الحكم ويفتحونها حينما يريدون قضاء مصالحهم الشخصية وسيغلقونها اذا ازعجتهم مرة اخرى والحق احق ان يتبع
    قال الله تعالى”وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين”
    اسال المولى عزوجل ان يناى بالشيخ الكريم ان يكون للظالمين معينا اوللخاىءنين خصيما

  5. مقال السيد الطالب حاول فيه قصارى جهده كما هو واضح أن يحفظ مرتبة الشيخ ومكانة الدعوة وينأى بها عن النقاش السياسي حتى لا تتضرر ، لكن رعونة بعض السلفيين حبجتهم عن التقاط رسالة المقال وهي التبرأ من الخطأ وحفظ مكانة الشيخ ونقاء الدعوة.
    إذا ما كانت هناك تصفية للحسابات بين المغراوي والقباج وغيره فليس هذا موطن تصفيتها فإننا أمام محطة خطيرة ومولاة غير مقبولة لمن جاء لمحاربة الإسلاميين ولمن يريد محو ما تبقى من الأحكام الشرعية في المجتمع.
    دور القران وسيلة وليست غاية.. وللأسف فقد بتنا نتابع أن الولاء والبراء بات معقودا على جدرانها
    فهل من متعقل مستبصر..

  6. إلى متابع
    باراكا من الكذوب
    الكاتب بزاف عليك
    له ربع قرن في الدعوة وإدارتها، وله 12 سنة في الإعلام ربما أنت من هو حديث عهد بختان، وربما ما زلت غرلا،
    كن تاتحشم.
    إما نقولوا صوتوا على البام ولا حنا جهال.
    أمثالك من الحياحة هم من أفسدوا الدين والدعوة.
    إتق الله.

  7. بارك الله في الاستاذ الفاضل هذا هو الصواب وابمنهج القويم وفقكم الله وسددا عى الحق خطاكم

  8. أولاً هذه ليست بدور القرآن ولكن ماهي إلا عش دبابير وتفريخ الجماعات الرديكالية على نمط داعش لأنها لا تقبل بالراي الآخر ودليل كلامي عش في المسيرة 2 وعش في بوكار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M