الشيخ عمر القزابري: الدعاء والبلاء..

19 مارس 2020 18:44
الشيخ عمر القزابري يكتب: الشهرة.. شراب السراب
هوية بريس – يوسف الصالحي
أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطرَّ إذَا دعَاهُ وَيَكْشفُ السُّوء…!!
بسم الله الرحمان الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين…أحبابي الكرام:
في البلاء تعرى النفوس من خيلائها والتعلق بالأسباب، فتنخلع من كدر الذنوب وثقل الأوزار، وتغتسل من معين التوبة صافيًا متلألئا بأنوار الرحمة، عذبًا فيه سكينة الوصال بعد الشرود، والإياب بعد الهجر؛ فإن ربنا الكريم الجميل!
يغفر ولا يعير، ويحب الستر والإحسان، وطمع العبد فيه ولياذه به وهرولته إليه، فارًّا من نيران ذنبه إلى أنوار ربه، ومن أخلاق السوء إلى شمائل الإحسان!
وما أعظم بركة العبد يهديه ربه في الشدة إليه، ويدنيه منه، ويصله به! فيجد من بعد عثرة الذنب وحجاب الجفاء، فرحة الرب ومنةَ الاصطفاء، مقتديا بأبيه: “وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى”
ومن يشابه أبَه فما ظلم!
والضيق ميقات الوصال، وأذان الإقبال! ومتى أقبل العبد لم يجد غير حرم ربه وإحسانه!
وإن من إحسانه إيقاظ القلوب المحترقة في تنور الغفلة، قد علاها الصدأ، وانصرفت عن ربها ووليها وسيدها، فعرض لهم بعض آياته التي تنادي قلوب العباد إلى التوبة، والاستغفار، والهرولة إلى رحمات الله استجارةً به منه، سبحانه وبحمده، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يقع في كونه شيء إلا بقدره سبحانه وبحمده، فنحن نفر منه إليه، ونعوذ به منه، ونستجير برحمته من عذابه!
وهذا فقه المسكنة!
أحبابي الكرام.. من الناس من عاين فاقته وأبصر فقره، فسارع بالمسكنة متضرعا مسكينا مستغفرا!
والاستغفار لقاح الاحتماء!
ومنهم من استخفَّ فأعرض، قاسيَ القلب، جامدَ الروح، محجوبا عن الحياة الحقة في الاستعانة بالله، والاستغاثة بالله، وذوق لذة القرب وحلاوة المناجاة!
فمن دعا وتضرع كان ناجيا، ومن دعا للتضرع والإنابة فقد دعا لحياة الناس وأمنهم وحفظهم؛ لأنه يدعوهم إلى الحياة!
فكم من عائد إلى معنى الحياة من وراء هم ألم به حمله إلى ربه فعرفه فأحبه فتبدل موته حياةً وغفلته يقظةً ونورا!
وكم من مرض شفا قلب صاحبه وأعاده ناضر الضمير والروح!
وكم من غَمٍ نزل بالناس كان مصلحًا لأخلاقهم ومهذبا لأفعالهم!
ولذلك أقول: تعالوا بنا نعمر أوقاتنا بالضراعة و الدعاء، نتعرف على ربنا، ونفتقر إليه، ونذوق حلاوة الذل له، طامعين بكرمه، فرحين به ربا، وليا، سيدا، محسنا، عفوا، غفورا، رحيما ودودا، توابا شكورا!
وليكن هذا مفتاح الحياة وبوابة النور، فشأن الفقير الطمع في ربه الغفور، وشأن المسكين التعرض لنفحات سيده الكريم، هذه الحال التي تليق بنعت الفقر!
“﴿يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد﴾ [فاطر: ١٥]
نحن الفقراء أبناء الفقراء!
المساكين أبناء المساكين!
نواصينا بيدك!
ماضٍ فينا حُكمك!
عدلٌ فينا قضاؤك!
نسألك بكل اسم هو لك، سميتَ به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تغفر لنا ذنوبنا جميعا، وأن تشملنا برحمتك السابقة السابغة الغالبة!
وأن تكشف الضر عن عبادك وأن تجعلنا من عبادك المعافين الشاكرين!
اللهم رحمتك! اللهم عفوك! اللهم عافيتك! اللهم حنانك وأمانك! ونورك وإحسانك!
يا ربنا الحيي الكريم الجميل!
أنت لياذنا وأنت حسبنا ونعم الوكيل!
نعم الرب أنت ربنا! فاغفر لنا وعافنا وارحمنا!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري
آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M