الشيخ عمر القزابري يكتب: بَدْر: ذِكَرَى التَّرَاحُمِ والتَّلاَحُمْ…!

23 مايو 2019 17:33
الشيخ عمر القزابري يكتب: لاَ تَنْسَوْا يَوْمَ القِيَامَة...!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام:
يقول ربنا سبحانه وبحمده (وذكِّرهم بأيَّام الله) أيام المِنن المُؤيِّدة.. وأيام المِحن المُسدِّدة..لِما في ذلكم التذكير من إذكاءِ جِذوة الحِسِّ الايماني..وإيقاظِ الضمير الايماني مِن غفوته التي غَشِيَتِ البصيرة..فغطَّت أنوار الانتماء..ومَنعَت حُقنَ الإنماء..وأضعفَت لِقاح الاحْتماء..والغفلةُ حِجاب كما قال أهل العِرفان..تحل بنا ذكرى مُوقظة ومنبِّهة..وباعثة ومُحيية..ذكرى تؤسِّسُ لمبدأ اليقين..ذكرى لا تزال وستبقى مُلهمة. ومُبهرة. ومُثمرة..قد ثبت أصل شجرتها في جِذر التاريخ..فارتفع فَرعُها..تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .. ولكن لِمن ألْقى السمع وهو شهيد..إنها معركة بدر الكبرى..يوم أشرق بدرُ الايمان..
هذه المَوقِعةُ التي بدأت بدعاء وابتهال وتضرع من نبي المَرحمة والمَلحمة صلى الله عليه وسلم..بعد أن صفَّ الصفوف..وهيأ النفوس..ليعلمنا بأن العبد الصادقَ لا يستغني عن ربه طرفة عين..وأنه لا بد له من أن يطلب المدد من مصدره.. (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) وقف النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويدعو ويدعو حتى أشفق عليه أبو بكر رضي الله عنه..مؤنِّسا إياه بقوله: إن الله سينجز لك ماوعدك..إنها العبودية المحمدية المُصطفوية..التي تعلقت بالله تعلُّقا لم يعرف التاريخ له مثيلا..وسلِ الغار ينبيك عن يوم( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) وسَل وسَل وسَل… إنَّه اليقين الذي لما ضعُف فينا اليوم.. ضعفنا وأصابنا الذل والهوان..
وقف المصطفى يدعو ربه فجاءته الاستجابة بعد سِنَةِ نوم كانت بمثابة أَمَنَةٍ شاهد فيها جبريل تحفُّه ملائكة النصر..تقتحم ميدان المعركة..ثبُثُّ الرعب في قلوب عُبَّادِ اللات والعُزَّى..وتربِط على قلوب المؤمنين..
لقد تحقق هذا النصرُ على أيدي مجموعةٍ من رواد الاسلام السابقين الأولين..الذين دافعوا وما باعوا..وصانوا وما خانوا..وهلَّلُوا وما بدَّلوا..وصدقوا وما صفقوا..وجدَّدوا وما ترددوا….اختارهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا شهداءَ على الناس في الصدق والايمان والجهاد والجِلاد..فكانوا حَملةَ راياتِ الفضل..وأعلامِ النصر..ويطيب لكل مسلم صادق من عهدهم إلى اليوم أن يستعيد ذكراهم..ويعاودَ قراءة أمجادهم..وأسمائهم التي كُتبت بنور الرحمة والرضوان..في صفحات الجنان..وفي خلجات أهل الإيمان..وإن من أعظمِ أسرار خلود ذكرِهم..وعزِّهم ونصرِهم..أنهم كانوا كما وصفهم القرءان( رحماء بينهم ) فهلاَّ نشرنا بيننا هذه الصفة العظيمة..التي بدونها لا يكون للحياة طعم..ولا يبقى للوجود معنى..علامَ يطعن بعضنا بعضا.؟.لماذا يشتم بعضنا بعضا..؟لماذا تنتهك الحرمات؟..ويُتَسَللُ إلى العورات..لماذا كثر السباب واللعان والخصام.؟.لماذا الحسد والغِل..لماذا الحُكم على النِّيات..والطعن في المقاصد..لماذا التفرق والتشرذم؟..لماذا الضجيج والعجيج..؟ إلام الخلف بيننا إلامَ؟وهذي الضجة الكبرى علامَ؟ إن موقعة بدر الكبرى تقول لنا من خلف حُجب الزمان بلسانٍ فصيح صريح..
إنه لا عز لكم أبدا دون تَلاحمٍ وتَراحمْ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M