الشيخ عمر القزابري يكتب: رَمَضَانْ يُعَلِّمُنَا….!

20 يونيو 2017 17:56
الشيخ عمر القزابري يكتب: لاَ تَنْسَوْا يَوْمَ القِيَامَة...!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام:
رمضان شهرٌ مُتفرِّد.. فيه للعبادة طعمٌ يجعلُ العبدَ يرتفعُ في مَعارجِ الأُنس.. وفيه نشوةُ الإنتصار.. الانتصارِ على العادة.. والفِكاكِ من قيودِ الإِلْف… تَتزايدُ فيه أَمْدادُ التَّرقِّي.. وتَكثُرُ فيهِ دَواعِي التَّوقِّي.. وتَتَراصُّ فيه الصفوف تتلقَّى كلماتِ الله المُزكية.. كلماتِ الله المُرقِّية.. التي ترفعُ المستمعَ بحقٍّ إلى الملأِ الأعلى.. إلى سِدْرةِ مُنْتهَى المُحِبِّين.. ليقِفَ على عجائبِ الأنوار.. وفرائدِ الأسرار.. ويسمعُ الآيَ وكأنَّها تتنزل.. أيُّ لذَّةٍ في الدُّنيا تَعدِلُ هَذه اللذة..؟ لا سَكنَ للرُّوحِ إلاّ في مَحلِّها وأصلِها.. وأصلها عُلويٌّ سماوي.. فعنْدَ سماعِ القرءانِ تَتّحِدُ الرُّوحُ معه وتلتحم.. لأن المصدر واحد..

قال تعالى في حقِّ الإنسان المُستخلف (ونفخت فيه من روحي)، وقال تعالى في حق الكتاب المُشَرَّفْ.. (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) فسمَّى القرءان رُوحًا.. في إشارةٍ إلى أنَّهُ لا حياةَ للرُّوحِ التِّي بها حياةُ الجسد.. إلا بالروح التي هي كتابُ المَدد.. فرمضانُ يُعلِّمنا وينبهنا.. ويجدد صلتنا بالقرءان.. فما أعظمَ رمضان.. وما أغزرَ بركته… رمضان يُعلمنا الأخوةَ والمَحبةَ والحِلمَ والعفو.. لأن تلقي كلماتِ الله المُنْعِشة يكون في حضرة إخوانك.. فيكون التلقي مُشْترَكا.. وتكونُ الغَايةُ مُتَّحِدة.. فالحِلمُ يُسَكُّن ثَوائِر الغَيظ.. ويَجعلُ لدواعي الكَظمِ الغَلبةَ على بَوادِر الغَضب.

وكُلُّ ذلكَ يقِي حَرَّ التورُّط.. وعاقبةَ التَّخبُّط.. ومواقعَ العِثار.. ومصارِع الاغترار.. الأخُوَّةُ الصَّادقةُ التي يَصوغُها القرءانُ تَسلُّ السَّخائِم.. وتُمكِّنُ للمكارم.. وتستخلِص النَّخائِل.. فتدبرُ الآيات.. يُكسبُ المُتدبِّرَ استعمالَ الأَنَاة.. واغْتِفَارَ الهَنَاتْ.. والتَّجافي عن الزَّلات.. والتَّغاضِي عن الهَفوات.. وإقالةَ العَثرات.. وستر العورات.

إنها الأخوة القرآنية الرَّمضانية التي تحقق الالتحام الدَّائمَ في عالمِ الافتراق.. والاتِّحادَ المُستمرَّ في دنيا الاختِراق.. فالأخُوَّةَ الأخُوَّة عِباد الله.. اغفِروا يُغفَر لكم.. واعفوا يُعفَ عنكم.. واصفحوا يُصفَح عَنكُم… لا تُحاوِلوا الثأر من المسيء.. فإساءته تكفي في وخزه وتنبيهه إن كان حيَّا…

اللهم إني أُشهِدك وأُشهِدُ حملة عرشك وملائكتك وجَميعَ خلقك أنِّي سامحتُ كلَّ من أساء إلي.. كذبا أو اتهاما أو تَقَوُّلا أو سَبًا أو غيره.. اللهم إني جعلت الكُل في حِلٍّ.. فاعف عني فيما بيني وبينك.. وبيني وبين خلقك…
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M