الشيخ عمر القزابري يكتب عن العري: التَّبَرِّي مِنَ التَّعَرِّي

14 أغسطس 2016 21:56
الشيخ عمر القزابري يكتب عن العري: التَّبَرِّي مِنَ التَّعَرِّي

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أحبابي الكرام:

هلِ الصَّيْفُ مُسوِّغٌ للتَّعري، سؤالٌ يَفرِضُه الواقع ،وإن كان الواقع اليوم أن التَّعري أصبحَ ظاهرة في الشتاء والصيف، لكنَّ الصَّيفَ يُبْرِزُه، ألا تلاحظون معي معاشر الأحبة، أنَّ الأمر في غاية الانبطاح، عُرْيٌ عَارِي، وسَيْلٌ بالفتنة جاري، تَجَاوُزٌ لحدودِ التشبُّهِ إلى درجة الابتكار، تعاطي شاذ مع تفاصيل الجسد، ومسارعةٌ إلى الكشف، الكَشْفِ عن اللامستور، ما الذي يجري؟ أمسارعةٌ إلى التهلكة؟ أم تشبُّهٌ بالزائفة؟ أم احتذاءٌ لتعاليم القائفة؟ أم نزولٌ عند أَمْرِ زعيمِ الطائفة، الذي قال الله محذرا منه (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما) قد يُرْمى النَّاقِد بالرِّجعية، وشرفٌ عظيمٌ أن يكون رِجعيًّا إذا كان الأمر متعلقا بالدين والشرف، وإذا كان التقدم كَشْفًا عن الصدور والبطون والظهور وما هو أكثر من ذلك، فهذا تقدم بائس ولا بارك الله فيه، المرجعيات كلها تشين هذا التعري الممجوج.. فالقرآن ينهى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر (صنفان من أهل النار لم أرهما، رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، على رؤوسهن كأسْنِمةِ البُخْتِ المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) الحديث واضح بين، إنما يحتاج إلى تدبر وتأمل واستحضار قلب.. والتاريخ يؤكد أن العري ما كان يوما من شيم الآباء والأجداد، إذن لعلها الحضارة.. ولكن مجرد سؤال.. أي حضارة في كشف الصدر والفخذين؟ حقيقة لست أدري..

أحبابي: الحَقُّ أحقُّ أن يُتَّبع، ولو تُرِك الناس لِفِطرتهم لاتَّبعوا الحقَّ لأنه هو الفطرة، ولكنَّ المشكلةَ تَكْمُن في قُطَّاع الطريق الذين يُلَبِّسونَ على الناس، وهؤلاء الذين يُحاربُون الحق اليومَ لا يجهلون في الغالب أنه الحق، ولكنهم يُبْغِضُونه لدناءِة نفوسهم وحِطَّتِهَا وخِسَّتِها، يُبْغِضون الحق لأنه يُصادِم أهواءهم، ويَقِفُ عَقبةً في طريق نزواتهم الصغيرة، وهم أضعفُ مِنْ أن يُغالِبُوا أهواءهم، ولكنَّهم أجرأُ على الحقِّ ودُعاتِه، فَضُعْفُهُمْ إِزَاءَ شهواتهم هو وقُود قُوَّتِهم في الجُرأةِ على الحق، فَمُحارِبُ الحقِّ وإن بدا قويا جَلْدًا فإنه في الحقيقة هائم تتقاذفه الأهواء، هشيم تذروه الرياح، تَتَناوَحُه الهواجس، وتتخاطفه الهواتف، وتمزقه الحيرة، وعندما يستيقظ أحيانا يدرك أنه في حيرة، ولكنَّ المشكلةَ أنه لا يلوذ من حيرته برُكنٍ ركين، ولا بملجأ أمين، فهو في أمرٍ مريج، إنَّ دعاةَ التَّعرِّي اليوم تائهون لا يدرون ماذا يريدون، يشاهدون كل هذا العري الفاضح، والتَّهتُّك الطافح، ومع ذلك يحاربون دعاة التستر، ولو كانوا صادقين في قناعاتهم، لتركوا للناس الاختيار، تؤذيهم منتقبة ومتحجبة، فتسقطُ عندهم ساعتها شعاراتُ الحرية الشخصية، فيُثِيرون شبهاتهم التي عفا عنها الزمن، كما أن مِن أعظم مشاكلهم أنهم يعتقدون أنهم الأعلى والأرقى، وينظرون إلى الملتزمين على أنهم محرومون متخلفون، فيُشفقونَ عليهم تارة، ويسخرون منهم أخرى، في حين أنهم هم الأحق بالرِّثاء والإشفاق، وسيظل الصادقون ينظرون من عَلٍ إلى أولئك الحائرين التائهين من دعاة السفور والفجور.

أحبابي: أنظُرُوا إلى شوارعنا، والله إنَّ القلبَ يتقطَّعُ مِنَ الحالة التي وصلنا إليها، عُرْيٌ بصيغة الطغيان، عريٌ فاحش، جرأة غريبة على الله، تحدي سافر للناس، نساءٌ صغيرات، قد تَعرَّيْنَ وَمَسَكْنَ السجائر، أين أولياء أمورهن، ما هذا الخبال والوبال، فتيات عاريات ، وفتيان تائهون، قد وقعوا تحت تأثير الإغراء، والكلُّ ضحايا مَكْرٍ بُيِّتَ لهذه الأمة، أراد مُخرِجوه ومُهندِسُوه أن يقضوا على الحياء وعلى القيم وعلى المبادئ، وإلى الله المشتكى.

أحبابي: كيف ترون هذه الظاهرة؟ وماهي الأسباب في نظركم؟ وما هو العلاج؟

جزاكم الله خيرا ورفع أقداركم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار
20 تعليق
  1. الظاهرة مشينة ومقارنة، والسبب هو البعد عن الدين، والقرب من الدنيا، والعلاج هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر،لو كل واحد قام بهذا الواجب، في أسرته ومحيطه، لاختفى العري من بلاد الإسلام.

  2. اللهم استر بنات المسلمين بالحياء والحجاب

    طرح هذا الموضوع في محله لأن ما نراه من العري والتبرج والسفور والانحلال وكأننا لينا في بلد إسلامي يثير الخوف على أولادنا وهذا الجيل الجديد وما أدراك ما الجيل الجديد

    الله المستعان

  3. الشيخ القارئ الغيور على فطرة بلده من التبديل والتغيير جزاك الله خيرا فانت واخوانك في هذا المنبر المنير تقومون بواجب تخلف عنن الكثير….
    هوية بريس انك تدكين قلاع الفساد وتقولين باذن الله قولا بليغا يشمئز منه المفسدون و وتصل بهم درجة الغيظ حتى اخرجوا مكنون حقدهم وينفثون تعاليق مملوءة سما يبردون على انفسهم حرق الشهب التي دخلت احوافهم وهتكت استارهم…..
    فاصبروا واثبتوا فانتم على الحق المبين والصراط المستقيم

  4. الحل يا حبيبي في الله أن تغض بصرك، و إن لم تقدر على ذلك فاترك المكان.
    ذهبت يا حبيبي في الله إلى مسبح. المسبح ليس مصلى، و لا شارع و لا سوق و ليس بمكان وردت آدابه في القرآن أو في السنة. ليس بمكان يمر به العامة بل مكان مخصص للسباحة.
    فهل ولوج المسبح حرام لملابس السباحة؟ أم المسبح حرام؟ أم أنه حرام للإختلاط؟
    الشبان تائهون بسبب خروج النساء من الأماكن العامة. فأصبحت كل أنثى عرضة للتحرش بسبب هرائكم يا مشايخ آخر الزمن . فزادت الفتنة بسبب هذه الأفكار.
    لك مسؤولية يا قزابري أن تفتح أدمغة الناس على عصرهم، لا أن تنشر الفتنة بين الناس.
    خسئت

    1. أقل ما يدل عليه كلامك أنك لست رجلا، لأنه لا حرج عندك أن تسبح زوجتك أو أختك أو ابنتك وسط الذكور بالمايو وربما متعرية تماما، وهذا أحسن تعريف للبهيمية.

    2. خست وبئست و يئست يا غمر و يا منقطع الوصال ياعديم الخلق يا خفيف العقل وطائش الفكر يا من يرضى لأهله الفحش و الرذيلة لا أتم الله لكم ما تأملونه

    3. السلام عليكم، الى المسؤول عن نشر التعاليق، ما كان لك أن تنشر هذا السب ممن لا خلاق له.
      أما من أراد أن يخالف فبأدب.

  5. جزاكم الله خيرا شيخنا .
    نسأل الله أن يحفظنا ويحفظ أولادنا وبلادنا من شر الأشرار و كيد الفجار و شر طوارق الليل والنهار.
    السبب :دعاة الفجور والضلالة الذين يبثون هذا الداء العضال والسرطان الخطير في المجتمع يستغلون القنوات وشبكة المعلومات لنشر سمومهم وشرورهم ، فهي حرب ضد الفضيلة والأخلاق الحميدة ، حرب تشن على الإسلام ، السبب الثاني والفظيع إنجرار أكثر الناس لهؤلاء الذئاب والإصغاء إليهم .
    العلاج: الرجوع إلى معين الكتاب والسنة والتحذير من هذه الأبواق المضلة والمنابر الخداعة ، وندعو العلماء الربانيين أن يستمروا في توجيه الشباب والبنات فهي الفئة المستهدفة بالدرجة الأولى باعتبارها الجيل الصاعد و الفئة المعول عليها في المستقبل لحمل مشعل الدعوة إلى الله
    اللهم إنا مغلوبون فانتصر…

  6. الذي ﻻ يغار على شرف وعرض أمه وأخته وبناته ونساء المسلمين ويشجع على تعريتهم باسم الحرية والتقدمية فهو ديوث ﻻ غيرة له وقد توعد الله عز وجل الذين يحبون أن تشيع الفاحصة في الذين آمنوا بعذاب شديد.

  7. الأصوات التي تدعو الى الحق والى العفة و الستر قليلة وباهتة, في حين نلحظ أن الأصوات التي تدعو الى التعري و الى الشذوذ قوية و صادحة ويدعم اهل الباطل بعضهم بعضا في كافة المنابر الإعلامية و المنتديات “الفكرية” . على اهل الحق ان يجعلوا أصواتهم اكثر قوة وأن يتحدوا في مواجهة الباطل, فالكذبة اذا تكررت بما يكفي أصبحت حقيقة كما يقول أحد المفكرين الأمريكيين,

  8. ملاحظة: شيخنا الفاضل قرأت هذا المقال أو ربما مقتبس من كتابك هذه الطريقة لم تعد مجدية لدفاع عن معتقداتنا وديننا فهذا الجيل لا يحبذ هذا الأسلوب ولا يأثر فيه, الأفضل أن يكون مقالك مختصرا دقيقا يتحدث بأسلوب بسيط وليس باسلوب شبيه بمقامات الهمداني فذلك اكثر فاعلية و أقرب الى قلوب الناس وانت تستهدف القلوب و يجب ان تسلك الطريقة الأنسب والأسلوب الذي يحقق هدفك لا الأسلوب الذي يبين مدى فصاحتك. ومع كل احترامي لك التغيير ضروري في هذا الزمن ويجب أن تجاري التيار لتكون صوتا يدافع عن الإسلام ويأثر في الشباب الذي هو قوة الدين و طاقته,

  9. اللهم ورد نسائنا ونساء المسلمين إلى صراطك المستقيم وحبب إليهن الحجاب والحشمة والحياء

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M