الطبيب زهير لهنا يوجه مفتوحة لوزير الصحة خالد آيت الطالب

30 مارس 2020 23:03
د.زهير لهنا يعلق على حادثة انتحار "قابلة" لا تزال شابة.. معبرا عن حزنه لما آلت إليه نفسية العاملين بالصحة العمومية

هوية بريس – عابد عبد المنعم

وجه الطبيب المغربي زهير الهنا، رسالة مفتوحة لوزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، وإلى الدولة المغربية عموما بخصوص النظام الصحي المغربي الذي تعرفه بلادنا.

وكتب الطبيب والجراح المغربي، المعروف بمبادراته الإنسانية التطوعية وطنيا ودوليا:

إن بكاء المصاب بفيروس كورونا و اللذي أهدرت كرامته أثناء الحجر، أبكاني. كما أحز في نفسي رؤية تسجيل لممرضة على باب مستشفى جامعي في الثامنة و النصف ليلا و لا تجد أية و سيلة مواصلة لنقلها لبيتها في أطراف المدينة بأمان لترتاح و تعود للعمل بنفسية أحسن في اليوم الموالي. ناهيك على قلة الموارد و ضعف الإستعدادات اللتي وصلتني و اللتي لا سمح الله أنتشر الوباء أكثر، ستعري عن واقع الصحة العمومي في المغرب.كنت آمل أن تكون هاته الأزمة العالمية هاجزا للتغيير في منظومتنا الصحية و أن نستفيد من استنفار الكوادر الصحية و المجتمع ككل لإدخال إصلاحات جدرية و سريعة على قطاع همش من سنين و أصاب جل العاملين به الإحباط.
أعرف جيدا مستشفيات المملكة لأني جبتها منذ سنين بمجهود شخصي و تمكنت بمساعدة الأطر الصحية العمومية من إجراء عدة عمليات جراحية و دورات تدريبية. مجحف من لا يقول أن هناك خدمات، و لكن في أي ظروف ؟

سيدي الوزير ،
إذا كنا لا نستطيع أن نصون كرامة مرضانا فلا خير فينا. فكما “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه”، لا يمكن لأي معالج أن يكون جيدا إذا لم يضع نفسه في مكان المريض….

بغض النظر عن شرعية التصوير و نقل الواقع المرير اللذي عاشه هذا المصاب، لا بد من الإستفادة من الرسالة، لا نعاقب أحدا و كأن الأمر إستثنائيا، بل نضع الإمكانيات لتغيير السلوك. فكثير من الأطباء و الممرضين العاملين في قطاع الصحة العمومي خرجوا بتدوينات تقول بأن هذا هو واقع الحال. و بعضهم يحس أنه وضع في قفص الإتهام يبرر أو حتى يهاجم المريض، و هو الشيء اللذي أعجز عن فهمه.

قطاع الصحة المغربي المهتريء منذ سنتين وضع وجها لوجه أطر صحية عاجزة، منكسرة أو غاضبة و مواطنين ضعيفين، حذرين و بعضهم أصبح عدواني. الشىء الذي يندى له الجبين في قطاع من سيمته الرحمة و الإحترام.
أما المغاربة اللذين لم تكن لهم أي صلة بالصحة العمومية في هول و خوف كبير إذا أدى بهم القدر إلى مستشفيات لم يتخيلوا يوما أن تطؤها أقدامهم. لأن وحدات الحجر الصحي في المستشفيات العمومية و لا مجال للذهاب خارج المملكة كما هو المعتاد في هاته الظرفية. أتمنى أن يتحركوا بطريقة أو بأخرى لمساعدة القطاع، لأننا اليوم أكثر من أي وقت مضى في سفينة واحدة، الكورونا لا يعرف فوارق طبقية و لا أحياء راقية.

سيدي الوزير،
إن من السهل وضع آليات سريعة لتغيير المنظومة في هاته الظرفية. آلية شعارها: أن نضع أنفسنا مكان المعالج تارة و نوفر له ما يحتاجه لتزويده بالحيوية و روح العطاء و مكان المريض تارة أخرى و نوفر له ما يحتاجه بدأ بالسرير النظيف و إنتهاء بحمام لقضاء حاجته … بكرامة.اهـ.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M