الكتاني يتوجه برسالة إلى رؤساء المجالس العلمية والمجلس العلمي الأعلى

15 أبريل 2021 20:07

هوية بريس – عابد عبد المنعم

توجه الشيخ الحسن بن علي الكتاني برسالة إلى إلى السادة علماء المجالس العلمية والمجلس العلمي الأعلى.

وفي مستهل رسالته التي وقعها في الثاني من رمضان سأل رئيس رابطة علماء المغرب العربي الله تعالى أن يتقبل من السادة العلماء الصيام والقيام وسائر العبادات، وذكَّر بأن الله قد رفع مكانتهم وجعلهم ورثة الأنبياء وخزنة شريعته فكانت فتاواهم توقيعا عن الله تعالى إذ بها بينون حكم الله تعالى.

وتوجه الكتاني بعد ذلك بخطاب مباشر لعلماء المغرب وقال “لقد ابتلي المسلمون بنوازل عظيمة توالت علينا والناس تنتظر منكم أجوبة تلقون الله بها وهو راض عنكم. ومنها نوازل المساجد.

ولا يخفاكم أن كل جواب منكم يحتاج لاستفراغ الجهد لمعرفة الواقع الحقيفي ثم استفراغ الجهد لمعرفة حكم الله تعالى الموافق لذلك الواقع حتى يصح جوابكم وتلقوا الله وهو راض عنكم. قال تعالى مخاطبًا المستفتين: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون} [النحل: 43]، أي ارجعوا إلى أهل المعرفة وأهل الخبرة،فسؤال أهل الذكر واجب، وهذه قاعدة في الحياة كلها، فكما أن الإنسان إذا مرض هو أو مرض ولدُه يرجعُ إلى أهل الاختصاص في الطب، كذلك في كل أمرٍ من الأمور ومنها أمورُ الدين. وقال تعالى مخاطبًا المفتين: {وَ لَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَال وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].

وعن الشعبي والحسن وأبي حصين التابعين قالوا: “إن أحدكم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر”.

وعن الهيثم بن جميل: “شهدت مالكًا سُئلَ عن ثمانٍ وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري». وكان يقول: «من أجاب في مسألة، فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه، ثم يجيب”!!

قال الشافعي: «ليس لأحد أن يقول في شيء حلال ولا حرام إلا من جهة العلم، وجهة العلم ما نص في الكتاب، أو في السنة، أو في الإجماع، أو القياس على هذه الأصول، وما في معناها، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُون * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُون﴾ [يونس:59-60]»[جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (2/59)].

قال ابن كثير: «وقد أنكر الله تعالى على من حرم ما أحل الله، أو أحل ما حرم، بمجرد الآراء والأهواء التي لا مستند لها، ولا دليل عليها، ثم توعدهم على ذلك يوم القيامة»[تفسير الآية السابقة]”.

وشدد رئيس الرابطة العالمية للاحتساب بأن هذه النوازل تحتاج لاستفراغ الجهد والنظر والمشاورة ثم الصدع بالحق الذي يرضي الله تعالى ويوافق شريعته.

وختم رسالته بالدعاء للسادة العلماء بقوله “فقكم الله لما يحبه ويرضاه فانتم مشايخنا والمسلمون يرفعون رؤوسهم منتظرين فتاواكم والله المستعان وعليه التكلان”.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. الى من تعالت أصواتهم وكثر صراخهم هذه الايام بسبب فرض السلطات حظر التجوال ليلا وإغلاف المساجد وقتي العشاء والفجر.

    سؤالي اليك أيها العاقل الغيور على دينك، الحريص على إبقاء المساجد مفتوحة تحت ظروف انتشار الوباء:

    *السؤال الأول:* هل انت تصدق بوجود وباء كورونا وبسرعة انتشاره وبخطورته على أرواح الناس؟

    – إن كنت ممن لا يصدق بوجوده ولا بخطورته، وتعتقد بنظرية المؤامرة بخصوص كورونا، فقد انتهى الحديث معك.
    فليس يصح في الاذهان شيء … إذا احتاج النهار الى دليل.

    – وإن كنت تعتقد بوجود هذا الوباء وبسرعة انتشاره وبخطورته على أرواح الناس، فإليك السؤال الثاني:

    *السؤال الثاني:* هل ترى أن الأخذ بأسباب الوقاية والحد من انتشار الوباء، مسؤولية من مسؤوليات السلطات في البلاد، أم تفضل عدم تدخل الدولة في ذلك وترك المواطنين أحرارا دون تقييدهم؟

    – إن كنت ترى الحريات الشخصية فوق كل اعتبار، حتى وإن أصيب المئات والالوف بالوباء، وترى في التدابير التي تقيِّد حريات الناس من أجل سلامة أرواحهم، اعتداء على الحريات، فقد انتهى الحديث معك. فما أعظم استخفافك بحياة الناس وبسلامتهم!

    – وإن كنت ترى ضرورة الأخذ بالتدابير الوقائية والحد من بعض الحريات، فاخبرني أيها العاقل اللبيب:

    *السؤال الثالث:* هل الوقاية تقتضي أن تُعطَّل كل الحياة وتُغلَق كل المرافق، أم لا بد من الابقاء على الحد الضروري من الحركة والتنقل الذي يحفظ على الناس عيشهم وأرزاقهم؟

    – فإن كنت ترى تعطيل كل مرافق الحياة، فقد انتهى الحديث معك. فأنت مثلك كمثل من استجار بالرمضاء من النار.

    – وإن كنت ترى ضرورة تعطيل بعض المرافق والابقاء على أخرى، فأخبرني أيها الغيور على تدينه:

    * السؤال الرابع:* أترى إغلاق الأسواق أولى من إغلاق المساجد، أم ترى إغلاق المساجد أولى من الاسواق؟

    -فإن كنت ترى إغلاق الاسواق أولى من اغلاق المساجد، فقد انتهى الحديث معك. فلا الواقع أدركت، ولا دينك فقهت!

    – وإن كنت ترى ضرورة الابقاء على الاسواق والمصالح الادارية وحركة التنقل مع الابقاء أيضا على المساجد، فقد انتهى الحديث معك عند السؤال الثاني. فلتراجعه.

    – وإن كنت تتساءل: لم الاغلاق في الليل دون النهار، فهو من باب الاغلاق الجزئي والتعطيل الجزئي، وكل دول العالم تعمل به. والاغلاق الليلي أولى من الاغلاق النهاري.

    -ولا أظنك الان تتساءل: لم الابقاء على الازدحام في الحافلات والاسواق دون المساجد، لأنك تتفق معي على ضرورة التعطيل الجزئي والابقاء على مصالح الناس المعيشة، وأن اغلاق المساجد اغلاقا مؤقتا أولى من إغلاق الاسواق.

    أسأل الله عز وجل أن يرفع عنا هذا الوباء، حتى ترفع عنا هذه القيود وتعود إلينا مساجدنا وتجمعاتنا ونوادينا.

    6
    3

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M