الكنبوري: التكفير العلماني أخطر أنواع التكفير..

22 سبتمبر 2022 08:29

هوية بريس – عباد عبد المنعم

في تعقيبه على بعض المتدخلين الذي هاجموه بسبب انتقاده كلاما للجزائري الفرنسي محمد أركون كتب د.إدريس الكنبوري “بعض التافهين الذين أعوزتهم الحيلة لجأوا إلى حيلة غريبة وهي أنني كفرت محمد أركون؛ وساروا رجالا وركبانا يروجون هذه التفاهات في مواقع التواصل وبعض المواقع الميتة؛ وما زاد في الطين بلة أن بعضهم يروج في تويتر أنني اهاجم البخاري؛ ولا أفهم ما الذي يجمع بين الاثنين”.

وأضاف المثقف المغربي “إن حديثي عن أركون هو نقاش علمي يستند على الدليل والمنطق؛ لا على التهافت والكلام العام الغليظ السمين الذي يلجأ إليه المهاجمون بعيدا عن الدليل والحجة؛ وما كتبته في أوقات سابقة وما كتبته هذه الأيام ينطلق من هاجس واحد لا غير؛ وهو البحث عن النزعة العلمية عند أركون؛ دون تطاول؛ حتى وإن كان هو يتطاول في كل ما كتب ويخلط النقد بالتهجم. وهدفي هو إعادة النظر في مسلمات فكرية تلقيناها منذ زمن بعيد؛ فأنا لست غريبا على أركون أو أمثاله؛ لقد قرأت له ولغيره وأنا في الإعدادي؛ وكنت منبهرا بهذا الفكر كما ينبهر به اليوم كثيرون؛ ولكن الفتى شب عن الطوق وألقى العباءة وجاء وقت المراجعة.

إنني ضد التكفير؛ لأن التكفير في الإسلام له ضوابط؛ لكن أخطر تكفير عندي هو التكفير العلماني الذي لا ضوابط له؛ فهو مزاجي يسارع إلى اتهامك بالتكفير في اللحظة التي يعجز فيها عن المقارعة. إننا نقول إن الفكر يرد عليه بالفكر؛ وهم أيضا يقولون هذا؛ ولكننا نلتزم وهم لا يلتزمون”.

وأوضح الكاتب والروائي المغربي أن “هذا نقاش فكري لا نقاش ديني؛ صحيح أنه نقاش فكري في الدين؛ ولكنه نقاش علمي يبحث عن الأخطاء العلمية ويحاسب المنهج ويفتش عن جوانب الموضوعية ويدقق في المواقف؛ إنه نقاش في الخطأ والصواب والأمانة العلمية؛ وليس نقاشا في الواجب والمحرم والمندوب.

لقد تعبنا من سماع شعارات الاختلاف والنقاش والحوار؛ التي لا نلمسها أبدا؛ ولكن إذا غابت هذه القيم فواجبنا الدفاع عنها عمليا لا خطابيا؛ والالتزام بها وإن خانها دعاتها”.

وختم الكنبوري تدوينة على صفحته بالفيسبوك بأن “مواقع التواصل أعطت حقا متساويا للجميع؛ العالم والجاهل؛ الغبي والواعي؛ الصبي والراشد؛ وهذا يعزز النقاش نظريا؛ ولكنه من الناحية الواقعية الفعلية يضاعف محنة المثقف الذي يضطر للنزول إلى السفهاء؛ فهو يبذل الوقت والمال والصحة من أجل الوصول إلى فكرة؛ ويستعمل عقله؛ ثم يأتي سفيه بيده هاتف لا يستعمل سوى أصابعه ليصدعه؛ وتحاول إقناعه بعقلك؛ فيرد عليك بأصابعه.

أما ما يروج عن هجومي على البخاري رضي الله عنه فهذا مما لا يخطر ببالي أن يجري على لساني ما أبقاني الله وأحياني.
وقديما قال المتنبي:

يرى الجبناء أن العجز عقل
وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني
ولا مثل الشجاعة في الحكيم”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M