الكنبوري: إذا كانت هناك مواثيق شرف حول مهنة الإعلام.. فلماذا يسمح لبرامج بالهجوم على الإسلام والمسلمين؟

18 مايو 2020 20:48

هوية بريس – عابد عبد المنعم

تفاعلا مع المشهد الإعلامي وما يعج به من برامج ويقدمه للمتابعين، قال د. إدريس الكنبوري “عندما ينظر المرء إلى المشهد الإعلامي العالمي اليوم سوف يقف على برامج متخصصة في الهجوم على الإسلام والمسلمين، برامج مسمومة لها عناوين براقة وشعارات مرونقة مثل النقد والتجديد وغير ذلك، تخصص لها مساحات في قنوات فضائية معينة وتمويلات سخية، ويقدمها أشخاص معروفون بعدائهم للإسلام والمسلمين”.

وأضاف المفكر المغربي “وبالموازاة مع هذا هناك أشخاص لديهم “قنواتهم” الخاصة في اليوتيوب، عملهم الرئيسي ليلا نهارا هو السب والقذف في ثوابت الدين ومقدسات المسلمين.

وجميع هؤلاء ينادون بشعارات كاذبة، والبرامج التي تستضيف ضيوفا تختارها بعناية ودقة ونزعة مخابراتية، حتى لا يأتيهم شخص يقلب عليهم الحفلة”.

والسؤال، وفق الكنبوري دوما، هو: من يعطي لهؤلاء؟ من يمولهم ويرعاهم ويحميهم في وجه القانون؟

جميع المواثيق الدولية تتحدث عن احترام الأشخاص والشعوب وعدم استهداف الناس بسبب دينهم وعرقهم ولونهم واختياراتهم، فلماذا يسمح لهؤلاء بخرق هذه المواثيق؟

جميع البلدان في العالم قاطبة تعرف تلك الحجرة الملساء الساخنة التي لا يستطيع أي طفل اللعب بها، “اللاسامية”، وفي بعضها قوانين تقلب حياتك إلى جهنم إذا مسست باليهود أو قلت ولو كلمة صغيرة ضدهم وضد دينهم، فلماذا لا ينطبق هذا على غير اليهود؟

وفي جميع القنوات هناك مواثيق شرف حول مهنة الإعلام، منها عدم المساس بالأشخاص والأديان والثقافات، فلماذا يتم السماح لمثل هذه البرامج؟

هل من المقبول مثلا أن قناة نصرانية تخصص برنامجا حقيرا يقدمه مغربي حقير خرج من الإسلام ويقول إنه التحق بالمسيحية كذبا وزورا -لأن المسيحية تؤمن بالرب وهذا لا رب له- يظل في كل حلقة يجلد المسلمين ويطعن في الإسلام؟ وبعد ذلك يأتي هؤلاء النصارى أنفسهم ويقولون لك: حوار الأديان، والمسيحية الروحانية؟؟

هل يستطيعون هم أن يقبلوا برنامجا في قناة عربية مخصص للمسيحية، يحلل ويناقش (ولا يسخر كما يفعل هؤلاء) صورة مسيحهم وهو يجر صليبا من الخشب مثل حامل أثقال، ويتأمل غرابة الثالوث وكيف يؤمن لعقل بشري أن يؤمن بثلاثة أشياء في واحد وواحد في ثلاثة أشياء وما علاقة ذلك بالرياضيات؟ إلخ إلخ.

الكنبوري استدرك بعد ذلك وقال “طبعا إن من شأن ذلك أن يفجر أزمة ديبلوماسية كبرى، وسوف تقوم المنظمات الحقوقية العالمية بكتابة مئات التقارير. ومعها حق بطبيعة الحال، فاليوم لم يعد الإنسان يحدد بانتمائه إلى ديانة أو عرق أو لون لأن هذا عنصرية، بل يعرف باعتباره إنسانا لها كافة الحقوق، والأديان مصانة عن العبث، والمقدس يجب أن يحظى بالاحترام… إلخ إلخ.

ولكن هذه الكلمات تصلح لكل شيء، إلا لك.

ولنطرح هذا السؤال، وإن كان سؤالا مزعجا: هل تستطيع هذه القنوات، الفضائية والخاصة، أن تقوم بنفس الأمر تجاه البوذية مثلا، أو الهندوسية؟ هل يمكننا أن نتصور أن نرى برنامجا هدفه الطعن في المقدسات البوذية والهندوسية؟

الجواب معروف سلفا، لأن الصين التي تأكل الخنافس يسهل عليها أن تهضمهم سريعا.

ثم هذا سؤال غبي، ما حاجة هؤلاء إلى البوذية والهندوسية يا رجل؟ إن حاجتهم في الإسلام وحده.

وهذه اليوم هي المعضلة الأخلاقية والسياسية التي لا بد من التفكير فيها علميا وبدون تعصب، بل بشكل عقلاني. ونحن نقول بكل موضوعية، وبشكل حسابي يعترف فقط بالأرقام: الإسلام هو العدو.اهـ

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M