الكنبوري: السطحية والتخلف الفكري دفعت بعض المنتسبين للحداثة إلى تحميل مسؤولية مقتل السائحتين للإسلام والمسلمين والدولة

20 ديسمبر 2018 10:55

عبد الله مخلص – هوية بريس

في تعليق له على حادث مقتل السائحتين الأجنبيتين بمنطقة شمهروش بمنتجع إمليل بجبال الأطلس الكبير، أعرب الدكتور إدريس الكنبوري أنه تابع ليلة أمس وهذا الصباح ردود الفعل لدى المغاربة حول الجريمة”، وأوضح أن “هناك غضبا عاما، وهذا جانب صحي يبين بأن المغاربة فعلا جسد واحد ضد التطرف والإرهاب والجريمة”.

لكن الباحث في التطرف استدرك بأن “هناك من وجدها فرصة للحديث عن مسؤولية الإسلام والمسلمين والدولة بسبب التربية الدينية في التعليم. أمثال هؤلاء يقفون في الزاوية وينتظرون أي شيء لقول نفس الشيء. هناك ركام من الجهل والسطحية والتسرع في الأحكام والانطباعات الجاهزة. بعض هؤلاء للأسف ينسبون أنفسهم إلى الحداثة والعلم لكنهم بعيدون جدا عنهما”.

وتابع الكنبوري بأن “الدولة لم تعد الفاعل الرئيسي في التأطير والتربية في زمن العولمة وشبكات التواصل. أوروبا نفسها التي سبقتنا بقرنين إلى إنشاء الدولة تعاني نفس المشاكل لأن هناك بنيات جديدة فوق الدولة. اليوم شركات فيسبوك وغوغل وغيرهما هي التي تتحكم في تشكيل المشاعر والتلاعب بالعقول”.

الكنبوري أوضح من خلال تدوينة له على الفيسبوك أن “مساحة الدولة في الهيمنة الثقافية والدينية تراجعت بشكل كبير. بالأمس فقدت الأسرة هذه الهيمنة لفائدة الدولة واليوم تفقد الدولة هذه الهيمنة لفائدة العالم. الجسد داخل الدولة والعقل والنفس في العالم. لذلك الحلول ضد التطرف لن تكون محلية أبدا وإطلاقا ونهائيا. كل من يقول هذا إما جاهل أو مغرض. الأوروبيون يفهمون الأمر جيدا لذلك يطرحون القضايا في نطاق العالم كله بينما نحن ما زلنا أكثر محلية في زمن الانفتاح الكوني بسبب التخلف الفكري لدى قسم كبير من النخبة وغياب منهج معرفي واضح. لا يمكن للتفكير في الحلول أن يأتي عبر التسرع والأحكام الجاهزة التي يتقنها العامة وأصحاب بادي الرأي، بل تأتي عبر التفكير العميق والهدوء وأخذ مسافة من الأفكار الرائجة في السوق”.

تجدر الإشارة إلى بعض المواقع والأقلام استغلت الحادث الإرهابي بمنطقة شمهروش لمهاجمة الإسلام برمته، ومناهج التعليم الديني، من أجل تصفية حسابات أيديولوجية محضة.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M