الكنبوري: الشخص الذي نشرت له “الصباح” حول “مخطوطات القرآن” من كبار النصابين!

25 سبتمبر 2020 22:10

هوية بريس – عابد عبد المنعم

اعتبر الدكتور إدريس الكنبوري أن ما نشرته يومية “الصباح” حول ما يسمى السر الغامض في مخطوطات القرآن ليس فيه إشكال، الإشكال هو عندما لا تأتي بطرف آخر يناقش القضية علميا. في الصحافة والإعلام يعتبر مثل هذا النشر بمثابة قضاء في نازلة بحضور طرف واحد، خاصة إذا كان الطرف الظالم.

وأضاف المفكر المغربي “هناك تغيرات ثورية في الإعلام مغربيا وعربيا. وسأشرح.

أنا ابن جيل الثمانينات من الناحية الفكرية والثقافية. في تلك الفترة كان دور الإعلام في المغرب والعالم العربي الرد على ما يسمى الشبهات. اليوم الإعلام ينشر فقط الشبهات. الفرق بين الأمس واليوم أن الإعلام بالأمس كان ينشر فقط الردود على الشبهات لكن لا ينشر الشبهات، بينما إعلام اليوم ينشر فقط الشبهات لكنه لا ينشر الرد على الشبهات.

كنا نقرأ باستمرار لمفكرين وباحثين يناقشون علميا شبهات المستشرقين والمنصرين، لأن الإعلام كانت لديه أهداف بيداغوجية ورسالة حضارية وهي التربية والتحصين والتوعية. لكن اليوم إعلامنا يبحث عن هذه الشبهات بالمصباح والقنديل بحثا عن الإثارة، ولا أحد يشغل نفسه بالتربية والتوعية. لذلك ساد الجهل وعدم المسؤولية وتراجع الحس الوطني وعمت الفردانية وساد منطق التجارة في كل شيء.

الصحافة كانت بيد العلماء والوطنيين، ومن يعد إلى كتابات علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني ومحمد داوود والتهامي الوزاني وعبد الخالق الطريس ومحمد المكي الناصري وعبد الله كنون وعبد الحي الكتاني وآخرين سوف يرى بنفسه أن الكثير من كتاباتهم نشرت كمواد صحافية في الجرائد، فخاضوا معارك فكرية عظيمة ولم يتراجعوا أمام السب والشتم والاتهام بالرجعية والماضوية، وما كان يمكن أن يسمحوا لأنفسهم أن ينشروا لمن هب ودب من الجهال، هذا والجهال في زمنهم غيرهم في زمننا.

من يتأمل وضعنا الإعلامي في المغرب يتأسف غاية الأسف على غياب الصحافة ذات البعد الهوياتي. في الثمانينات وحتى التسعينات كانت هناك مجلات وصحف مغربية دينية وتربوية، ورغم رداءتها من ناحية الإخراج والرؤية الإعلامية إلا أنها كانت تغطي الفراغ. اليوم لا وجود لهذا الإعلام الذي يحقق التوازن، بل ربما يراد لهذا الإعلام أن لا يخلق أصلا. الدليل على هذا فشل المنابر التي أنشأتها مؤسسات رسمية ذات ميزانيات ضخمة، لكي ندرك أن المشكلة ليست في الميزانية هنا بل في الإرادة.

هذا الأمر حصل على الصعيد العربي كله. اليوم اختفت المجلات الدينية التي كانت تأتي من البلدان العربية، جلها توقف والبقية صارت بلا رائحة. وإذا تأملت وتأملت وتأملت وجدت أن المجلات التي صمدت عن إرادة وتصميم نوعان: الاقتصادية، و… النسائية”.

وختم الكنبوري تدوينة على صفحته بالفيسبوك بقوله “وهذا الشخص الذي نشرت له الصباح من كبار النصابين. إن عبارة “المخطوطات” تثير عند الجهال الفضول والتطلع، بينما ليس تحت القبعة شيخ. من قرأ قليلا في القراءات والخطوط القرآنية والنسخ القرآنية سيعرف أن المسألة ليس فيها ما يحولها إلى قضية، ولكن النصب والاحتيال ينجح مع انتشار الجهل. هذا الشخص مثل أي ساحر درس أساليب استغفال العامة، وعندما نزل قرية يعمها الجهل جعلوه قديسا، لكن الفرق بين الساحر والقديس يعرفه من يعرف أساليب استغفال العامة، ونحن نعرفها”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M