الكنبوري: انسحاب مثقفين مغاربة من جائرة الإمارات.. هل هذه القرارات تعبير عن قناعات أم حركات بطولية في الساعة الخامسة والعشرين؟

22 أغسطس 2020 00:14

هوية بريس – متابعات

تطرق الدكتور إدريس الكنبوري في تدوينة له على حسابه الشخصي على فيسبوك لقضية إعلان عدد من المشاركين في فعاليات ثقافية داخل الإمارات لانسحابهم منها عقب إعلان الإمارات العربية المتحدة التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني.

وكتب الدكتور الكنبوري ” منذ إعلان التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل خرج بعض المثقفين المغاربة يعلنون عن مواقف بطولية، بعضهم أعلن عن سحب ترشحه لجوائز إماراتية، بعضهم أعلن انسحابه من هيئة تحرير مجلة إماراتية، بعضهم أعلن عن انسحابه من لجنة تحكيم جائزة إماراتية… إلخ”.

 

ثم تساءل ” هل هذه القرارات تعبير عن قناعات أم حركات بطولية في الساعة الخامسة والعشرين كما يقول الفرنسيون؟”.

 

ليجيب قائلا:” الذين ترشحوا للجوائز كانوا يريدون أموال الإمارات، والذين كانوا أعضاء في لجان تحكيم شبعوا من أموال الإمارات. وعدد من هؤلاء لم يكن واثقا من الفوز بأي جائزة فأراد لعب دور البطولة لتخطبه جهات أخرى ويلمع إسمه، والذين انسحبوا من اللجان كانت مدة العضوية بالنسبة لهم ستنتهي خلال شهور ثم يتم سحبهم فانسحبوا.
لكن هذا الحكم لا يشمل الجميع”.

ثم يضع الدكتور الكنبوري إصبعه على محل الإشكال في هذه القضية فيقول:
” المسألة الأهم أن هؤلاء كلهم كانوا يتعاملون ثقافيا مع الإمارات منذ الربيع العربي وخلال الانقلابات على الديمقراطية، وفي ظل المسخ الثقافي الذي جاء من الخليج. وجلهم لا تعرف عنهم مواقف بطولية في حياته أبدا، وبعضهم مارس ويمارس العنصرية الثقافية ضد المغاربة وداخل الجامعة”.

وأضاف ” وفي ظل كل التطورات السياسية العربية التي كان اسم الامارات العربية المتحدة يتردد فيها كان هؤلاء نائمين في العسل، ينتظرون أموال الجوائز وتعويضات نهاية الشهر لقاء العضوية في اللجان والمجلات بالدولار الأمريكي، ولم يقل أحد منهم كلمة حول المذابح في اليمن وفي فلسطين، وحول التطبيع الثقافي الذي توج أخيرا بالتطبيع الدبلوماسي، وحول دور المال الخليجي في إفساد الحياة الثقافية والسياسية والدينية والعائلية في العالم العربي. فهل التطبيع أخطر من التآمر على الحرية والديمقراطية والكرامة والشرف؟ ومن أين خرج عنتر بن شداد في اللحظة الأخيرة؟”.

ليستطرد قائلا:” تلك هي حياتنا الثقافية الفاسدة النتنة التي انتشرت رائحتها وأزكمت الأنوف. لا يمكن للفساد أن يكون سياسيا فقط، بل هو فساد عام. وحين نتحدث عن فساد الجامعة المغربية فنحن نحمل على أكتافنا جثة جزء من النخبة الثقافية نريد دفنها.
وما حصل مع الإمارات لا يعبر عن بطولة، لا أيها السادة، بل يعبر عن القدرة على تغيير المواقف والانقلاب 180 درجة بعد أن يكون أكل أموالك. التطبيع مع الفساد أخطر من التطبيع مع إسرائيل، والذين سكتوا منذ الربيع العربي على القتل والاغتيال والاعتقال لا يمكن أن يقبل الناس بهم أبدا”.

وشدد على أنه ” لن ينتهي هذا العجب العجاب، على طريقة ذلك “المفكر” الذي يقيم في الإمارات منذ سنوات ذهابا وإيابا ويبحث لأصحابه عن مواقع وأموال، ولا يخجل من تدبيج المقالات عن الوحدة القومية والنهضة والليبرالية مثل كاتب عمومي لا يهمه ما يكتب بل ما يجمع”.

ويضيف الدكتور الكنبوري:” وقبل أسبوع أرسل لي صديق هناك يكشف لي عن أن الكثيرين ممن يصرخون اليوم بذلوا محاولات كبيرة للحصول على نصيبهم لكنهم عجزوا فحولوها إلى انتقام. وفي الحكاية أن فقيها سرقت حذاؤه فركض خلف السارق وعندما تعب ولم يقبض عليه وقف وقال: اللهم اجعله صدقة”.

ليختم تدوينته قائلا:” الإمارات العربية المتحدة ما أقدمت على هذه الخطوة إلا وتعرف أن النخب العربية تباع وتشترى.
رحم الله المهدي المنجرة الذي كان يعرف النخبة في زمانه، فمنه تعلمنا أن نعرف النخبة في زماننا”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M