الكنبوري: كثرة الأحاديث في حد ذاتها رد قوي على من ينكر السنة

04 فبراير 2023 17:36
بيان تلبيس متهم الصحابة بالتدليس

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “سألني أحد المتدخلين في الحوار المطول الذي أجراه معي الأخ أيمن من بريطانيا عبر تطبيق كلوب هاوس لمدة فاقت ثلاث ساعات؛ عن كثرة الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ معتبرا ذلك مبالغة من المسلمين؛ وساخرا من البخاري ومسلم أيضا”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له في حسابه على فيسبوك “وكان ردي أن كثرة الأحاديث يجب النظر إليها من الجانب السوسيولوجي أولا؛ فهي تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان منخرطا في قضايا الأمة؛ لا تمر نصف ساعة دون أن يكون له موقف من شؤون أمته وشؤون الناس حتى من غير المسلمين؛ وظل كذلك حتى قبضه الله إليه”، مردفا “ثم إن كثرة الأحاديث لها مدلول آخر لا يوجد في أي أمة في التاريخ؛ وهو أن المسلمين كانوا يتناقلون كلام نبيهم في الشارع والبيت والمسجد والسفر والحضر؛ رجالا ونساء وأطفالا؛ مما جعل الحديث الواحد له أكثر من سلسلة رواة؛ فمن سمع ينقل إلى من لم يسمع وهذا ينقله إلى آخرين؛ وهكذا”.

كما أكد الكنبوري في تدوينته أن “هذا العامل قلل كثيرا جدا من إمكانية الكذب على النبي؛ لأن من ينفرد بحديث لا يعرفه غيره ويمكن أن يكذب قليل جدا؛ وعلماء الحديث وضعوا قواعد دقيقة هي بمثابة جهاز كشف الكذب؛ وهذا لم يوجد في أي دين أو حضارة على الإطلاق”.

فالنصارى مثلا، حسب الكنبوري “لا يعرفون عن المسيح عليه السلام سوى روايات لأربعة أشخاص مجهولين مثل يوحنا أو لوقا؛ بينهم من الخلافات الكثير؛ لا أحد يعرفهم؛ لا أصولهم ولا عائلاتهم ولا بلدانهم”، مضيفا “بينما رواة الحديث النبوي وضع لهم العلماء الADN الاجتماعي والشخصي لكل واحد منهم؛ وكما تكاثر رواة الحديث تكاثر علماء الرواية؛ ومن أخطأ في راو صحح له الآخر؛ حتى أصبح هناك علم شامخ أو غربال دقيق؛ قد تسقط من ثقوبه بعض الحبات لكن لا يسقط القمح كله”.

وختم الكنبوري تدوينته بالتأكيد على “أن كثرة الأحاديث في حد ذاتها رد قوي على من ينكر السنة؛ فكيف كان المسلمون يتناقلونها في كل مكان وزمان”، متسائلا “إذا لم يكونوا يعرفون أنها مصدر تشريعي ولم يكونوا يتعبدون بها؟”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M