الكنبوري: لماذا حصل الاندفاع في الصحف والمواقع الإخبارية نحو اتهام فقيه “الزميج” وتم السكوت عن الرواية الأخرى؟

22 سبتمبر 2020 18:40

هوية بريس – عابد عبد المنعم

اعتبر الدكتور إدريس الكنبوري أن قضية الإمام الفقيه المتهم باغتصاب ست فتيات قاصرات في قرية الزميج ضواحي طنجة غامضة.

وأكد أنه في البداية ظهرت التهم وظهر الفيديو الذي تتحدث فيه أمهات الضحايا، ثم ظهر ما يفيد أن الرجل متهم زورا لتصفية حسابات بسبب الخلاف في القرية حول قطعة أرضية انقسم حولها السكان، وكان الفقيه بجانب معسكر الحق، فتم الانتقام منه.

وأضاف المحلل السياسي المغربي كيفما كان الحال، لا يهمني أن يكون الفقيه جانيا أم مجنيا عليه، ولكن يهمني فهم أحوالنا من خلال هذه القصة، ووظيفة القصص ليست الحكي، بل قراءة ما ورءها من معان كبرى، وهكذا هو القصص القرآني.

لماذا حصل الاندفاع في المواقع الإخبارية والصحف نحو اتهام الرجل ونشر ما يقوله الطرف المدعي، وتم السكوت عن الرواية الأخرى؟ في أي مدرسة للإعلام في العالم شرقا وغربا يقولون لك خذ واحدة من الروايات التي تريد ودع الباقي؟ لماذا يحول الإعلامي نفسه إلى زبون؟ ثم: هل فعلا يوجد في المغرب إعلام منذ 2010؟

لا يعتقدن أحد أنني أدافع على الفقيه، أعرف أن هناك فقهاء يمارسون أبشع أنواع الدجل والمكر والفسق، وأسمع عن آخرين. وعندي أن المجتمع إذا فسد فيه السياسي والموظف والمثقف والمسؤول وسائق الشاحنة وبائع الحليب وواضع القوانين، فلا يمكن أن يظل الفقيه متحصنا في ركنه الشديد حتى ولو كان القرآن الكريم يسيل من بين أصابعه والحكمة تقطر من فمه، إلا أن يشاء ربك.

ولكن القضية هي قضية استنكار لتشويه سمعة الفقهاء والعلماء في المغرب بأساليب رخيصة من أجل أهداف أرخص.

على الدولة ووزارة الأوقاف أن تتدخل في مثل هذا القضايا بشكل واضح وصريح. لماذا لم نسمع للوزارة والمجلس العلمي صوتا في النازلة، بينما كنا نقرأ البيانات عن خطباء تم عزلهم لأسباب مختلف؟ لماذا لم يصدر بيان في قضية هذا المتهم؟

ليعقب بعد ذلك في تدوينة على صفحته بالفيسبوك “ما أعرفه أن القانون في البلد يمنع توظيف الإمامة في السياسة، ولكن هذه القضية هي أيضا توظيف للإمامة في السياسة من الطرف الآخر. لماذا لا يجوز للإمام أن يتدخل في السياسة ويجوز للسياسة أن تتدخل في الإمام؟

السياسة الدينية في المغرب منذ عشرين سنة تركز على الإمام والخطيب والمرشدين والمرشدات، باعتبارهم طليعة تنفيذ هذه السياسة وصورة الدولة أمام المجتمع، ولكن ألا نسحق صورة الفقيه والإمام بأنفسنا بمثل هذا الترويج الإعلامي، والتركيز على مهنة الشخص كإمام وليس كمواطن؟ لماذا لم نعرف مهنة مغتصب وقاتل الطفل عدنان رغم مرور أسابيع، وعرفنا مهنة هذا الشخص في اللحظة الأولى؟

إنني أقول هذا ليس لغرض عندي، ولكن دفاعا على صورة البلد الذي يستمد نظامه السياسي مشروعيته من الدين، وعلى صورة وزارة الأوقاف التي تبذل منذ سنوات جهودا لإعادة إحياء دور الفقيه والإمام في المجتمع، بل إنني أعتقد جازما أن الذين يريدون الاستفادة من هذا الحدث لا يخاصمون الفقهاء فحسب، بل يخاصمون الوزارة والمجلس”.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M